إسرائيل في حالة حرب - اليوم 535

بحث

إسرائيل تعلن أن 237 شاحنة مساعدات دخلت شمال غزة خلال الأيام التسعة الماضية، بعد أسبوعين من توقفها

تأتي زيادة المساعدات بعد أن منحت الولايات المتحدة إسرائيل 30 يومًا لزيادة المساعدات أو المخاطرة بقطع المساعدات العسكرية؛ الأمم المتحدة تدعو إلى وقفة إنسانية، وتقول إن المستشفيات تعاني من نقص الإمدادات

شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية تدخل شمال غزة في أكتوبر 2024. (COGAT)
شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية تدخل شمال غزة في أكتوبر 2024. (COGAT)

قالت الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن توزيع المساعدات في الأراضي الفلسطينية الثلاثاء إن أكثر من 230 شاحنة مساعدات دخلت شمال قطاع غزة خلال الأيام التسعة الماضية، في ظل الضغوط من الولايات المتحدة لزيادة المساعدات الإنسانية في القطاع الذي دمرته الحرب.

وفي غضون ذلك، حثت الأمم المتحدة إسرائيل على النظر في تنفيذ وقفة إنسانية في هجومها الأخير ضد حماس في شمال غزة، وقالت إن المستشفيات تعاني من نقص الإمدادات اللازمة لعلاج الجرحى على الرغم من زيادة المساعدات.

وحذرت إدارة بايدن إسرائيل في 13 أكتوبر من أن أمامها 30 يوما لاتخاذ خطوات كبرى لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، وخاصة في الشمال، أو المخاطرة بوقف إمداد بعض الأسلحة الهجومية.

ومنذ ذلك الموعد، دخلت 237 شاحنة محملة “بالطعام والمياه والإمدادات الطبية ومعدات الإيواء من الأردن والمجتمع الدولي” إلى شمال غزة، بحسب ما أعلن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (كوغات) الثلاثاء.

وقال الجيش أنه تم نقل المساعدات إلى شمال قطاع غزة عبر معبر اللنبي وميناء أسدود وصولا إلى معبر “إيرز غرب” بين إسرائيل وغزة بعد إخضاعها للفحص الأمني.

وأضاف كوغات أن “جيش الدفاع الإسرائيلي، من خلال مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، سيواصل العمل وفقا للقانون الدولي لتسهيل وتخفيف الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة”.

جنود إسرائيليون يقفون حراسًا بينما تنتظر الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية المرسلة من الأردن العبور إلى غزة على الحدود بين إسرائيل وشمال قطاع غزة، عبر معبر إيريز في 21 أكتوبر 2024. (Jack GUEZ / AFP)

وجاء الإنذار الأميركي بعد أسبوعين لم يتم السماح خلالها بدخول أي مساعدات إلى شمال غزة، مما دفع منظمات الإغاثة إلى دق ناقوس الخطر بشأن الظروف الخطيرة التي يعيشها مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين الذين يعتقد أنهم ما زالوا هناك.

وأدى توقف المساعدات إلى شمال غزة لمدة أسبوعين إلى ظهور تقارير تفيد بأن إسرائيل تنفذ ما يسمى “خطة الجنرالات” لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى الشمال في محاولة لتجويع مقاتلي حماس.

وفي حالة تنفيذ هذه الخطة المثيرة للجدل، فإنها قد تؤدي إلى حرمان مئات الآلاف من الفلسطينيين، غير الراغبين أو غير القادرين على مغادرة منازلهم بعد أن أمرهم الجيش الإسرائيلي بالإخلاء، من الغذاء والماء.

وقد نفى الجيش الإسرائيلي تنفيذ مثل هذه الخطة، على الرغم من عدم قيام المسؤولون الحكوميون، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بنفي ذلك حتى الآن. واتهم نائب سابق لرئيس مجلس الأمن القومي مجلس الوزراء الأمني ​​بالموافقة سراً على الاقتراح المثير للجدل، والذي وصفه بأنه “جريمة حرب”.

ورغم امتناعه عن نفي وجود الخطة رسميا، قال نتنياهو لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماع في القدس يوم الثلاثاء إن عزل شمال غزة ليس من سياسة إسرائيل، بحسب ما ذكره مسؤول أميركي خلال إفادة صحافيين.

وقال المسؤول الأميركي للصحافيين “قلنا، حسنا، إذن يجب أن تبذلوا جهودا أكبر لتقولوا ذلك علنا”، وأضاف أن نتنياهو أدرك “خطورة” التحذيرات الأميركية بشأن هذه المسألة.

وأضاف المسؤول: “إنهم يدركون الجدية التي عبرنا بها عن قلقنا بشأن الوضع الحالي، وهم ملتزمون بالرد عليه والعمل بناء على الطلبات”.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين (يسار) يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 22 أكتوبر 2024. (Haim Zach/GPO)

وأشار بيان كوغات يوم الثلاثاء إلى أنه بدأ في إرسال المساعدات إلى شمال غزة في الرابع عشر من أكتوبر بعد توجيه من القيادة السياسية. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا التوجيه يرجع إلى ردود الفعل الدولية الغاضبة إزاء تنفيذ إسرائيل المزعوم لخطة الجنرالات.

ولكن لم يكن الجميع راضين عن قرار زيادة المساعدات، حيث ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية (كان) يوم الثلاثاء أن رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار يعارض أي زيادة في المساعدات لقطاع غزة، حتى في ظل الإنذار الأمريكي.

وذكر التقرير أن بار يؤيد تسليم الحد الأدنى من المساعدات المطلوب بموجب القانون الدولي، ويعتقد أن ذلك سيشكل ضغطا على حماس للموافقة على إطلاق سراح الرهائن.

نازحون فلسطينيون يفرون من العمليات العسكرية الإسرائيلية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، 22 أكتوبر، 2024. (Omar AL-QATTAA / AFP)

ولم تأت الانتقادات في ظل التكهنات بشأن خطة الجنرالات من الولايات المتحدة فحسب، بل جاءت أيضا من ألمانيا، التي تعتبر واحدة من أقوى حلفاء إسرائيل.

وذكرت القناة 12 يوم الثلاثاء أن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك حذرت في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية يسرائيل كاتس في اليوم السابق من أن “الوضع الإنساني في شمال غزة يجعل من الصعب للغاية الدفاع عن [إسرائيل] دوليا”.

وورد أنها نصحت كاتس باستخدام مقتل زعيم حماس ومهندس هجوم 7 أكتوبر يحيى السنوار كذريعة لإعلان النصر على الحركة الفلسطينية في غزة والاستفادة من مقتله للتوصل إلى وقف إطلاق نار ملائم واتفاقية إطلاق سراح الرهائن.

ولم يعلق كاتس على التحذير المذكور، وقال بدلاً من ذلك في منشور على موقع إكس إنه ناقش مع بيربوك “حرب إسرائيل على سبع جبهات مختلفة، والفرص التي نشأت بعد القضاء على السنوار للمضي قدماً في صفقة إطلاق سراح الرهائن، وفرصة زيادة الضغط على إيران بعد الضربات الثقيلة التي وجهناها لقاعدتها الأمامية، حزب الله”.

وأضاف “الآن هو الوقت المناسب للاستفادة من الزخم والمضي قدما لتحقيق كل أهداف حربنا: إعادة الرهائن، وتفكيك قدرات حماس العسكرية والحكومية، وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم”.

فلسطينيون في الشارع بعد نزوحهم من بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، 22 أكتوبر 2024. (Islam AHMED / AFP)

ورغم الزيادة في المساعدات، التي قالت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع إنها لا تزال غير كافية، قالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إنها تعاني من نقص الإمدادات اللازمة لعلاج المرضى المصابين في الهجوم الإسرائيلي الأخير على شمال غزة.

وأكد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن الوضع الإنساني وصل إلى نقطة حرجة، مع جثث متروكة على جوانب الطرق أو مدفونة تحت الأنقاض.

ودعت الأونروا إلى هدنة مؤقتة للسماح للسكان بمغادرة مناطق شمال غزة.

وقال في منشور على موقع إكس، “في شمال غزة، ينتظر الناس الموت فقط، ويشعرون بالهجران واليأس والوحدة”.

وأضاف “إنني أدعو إلى هدنة فورية، حتى ولو لبضع ساعات، لتمكين المرور الإنساني الآمن للعائلات التي ترغب في مغادرة المنطقة [و] الوصول إلى أماكن أكثر أمانا”.

ولطالما كانت علاقات وكالة لازاريني مع إسرائيل متوترة، لكن العلاقات تدهورت بشكل حاد منذ هجوم حركة حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر من العام الماضي، زالذي أشعل فتيل الحرب المستمرة في غزة. وفي يناير، اتهم القادة الإسرائيليون موظفي الأونروا بالتعاون مع مسلحي حماس في غزة، مما دفع بعض الدول المانحة إلى تعليق تمويل الوكالة، على الرغم من أن العديد منها تراجعت عن ذلك منذ ذلك الحين.

وخلال هجوم 7 أكتوبر 2023 لجنوب إسرائيل، قتل مسلحون فلسطينيون نحو 1200 شخص واختطفوا 251 آخرين كرهائن.

ويعتقد أن 97 رهينة ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 34 رهينة على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. كما تحتجز حماس مدنيين إسرائيليين اثنين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، فضلا عن جثتي جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 42 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا في القتال حتى الآن، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من العدد وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 17 ألف مقاتل في المعارك و1000 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

وبلغت حصيلة قتلى إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع 358 قتيلا.

ساهم جيكوب ماغيد في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن