إسرائيل تقول أنها قتلت نصف مقاتلي حماس وتلاحق السنوار، ورئيس الوزراء نتنياهو يتعهد بتحقيق النصر خلال أشهر
يدعي وزير الدفاع غالانت أن قائد حماس يتحرك "من مخبأ إلى مخبأ"، والجيش الإسرائيلي يلاحقه، بينما يتقدم الجنود نحو رفح، ويسعون إلى إحباط عودة القتال في شمال القطاع
ادعى القادة الإسرائيليون يوم الاثنين أن الجيش الإسرائيلي قتل أو أصاب نصف مقاتلي حركة حماس بجروح خطيرة، وقالوا إن الهجوم المستمر منذ أربعة أشهر تقريبا في غزة سينتهي في غضون أشهر، وليس سنوات، حيث من المتوقع أن يصل القتال إلى مدينة رفح الجنوبية التي تمثل المعقل الأخير في القطاع.
وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ستحقق “النصر الكامل”، رغم اعلان المسؤولون العسكريون عن تجدد القتال في مناطق شمال غزة التي تم تطهيرها من قبل القوات. ويسلط الوضع المعقد الضوء على الصعوبة التي تواجهها إسرائيل في تحقيق أهدافها الحربية، رغم تتطلعها إلى إتمام عملية اجتياح غير مسبوقة من خلال التوغل في مدينة رفح الجنوبية.
ومع بقاء كبار قادة حماس طليقين، أصر وزير الدفاع يوآف غالانت على أن زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار ملاحق، ومعزول عن الاتصال بمقاتليه، وأجبر على الفرار من مخبأ إلى آخر بينما يطارده الجيش الإسرائيلي.
وقال نتنياهو خلال اجتماع لحزبه الليكود في الكنيست “هدفنا هو تحقيق النصر الكامل على حماس. سنقتل قيادة حماس، ولذا علينا مواصلة العمل في جميع المناطق في قطاع غزة. ويجب ألا ننهي الحرب قبل ذلك الوقت. سوف يستغرق الأمر وقتاً – أشهراً، وليس سنوات”.
ويبدو أن هذا التقدير أكثر تفاؤلا من توقع نتنياهو خلال اجتماعه مع قادة المجالس المحلية في الشهر الماضي بأن الحرب ستستمر حتى عام 2025.
وقال نتنياهو خلال زيارته للجنود في اللطرون وسط البلاد إنه تم تدمير 18 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس، وأنه “لا يوجد بديل للنصر الكامل”.
وقال: “لن ننهي الحرب دون تحقيق هدف النصر الشامل الذي سيعيد الأمن. لن نتخلى عنه أبدا”.
ولم يوضح ما يعني بالنصر الكامل، رغم تمسكه في هذا الموقف خلال المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق مع حماس لضمان إطلاق سراح حوالي 136 رهينة تحتجزهم الجماعات المسلحة في قطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء أيضا إن إسرائيل “تهدم وتدمر” شبكة أنفاق حماس، وهي عبارة عن مجمع ضخم يضم مئات الكيلومترات من الممرات التي تستخدمها الحركة لإيواء ونشر قواتها.
وقال غالانت في مؤتمر صحفي في تل أبيب إن “حوالي نصف إرهابيي حماس قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة”، مرددًا ما قاله نتنياهو.
ولم يذكر أي منهما عدد قتلى حماس. وقالت إسرائيل في وقت سابق إنها قتلت أكثر من 10 آلاف من عناصر حماس في غزة.
ووصف غالانت العملية البرية بأنها “معقدة ومركبة”، رغم أنها “تتقدم وتحقق أهدافها”، حيث ينشط الجيش الإسرائيلي “في معظم أراضي قطاع غزة”.
وقال إن قيادة حماس، بما في ذلك السنوار، “ملاحقين”.
وقال غالانت: “السنوار ينتقل من مخبأ إلى مخبأ، وهو غير قادر على التواصل مع محيطه. السنوار لا يقود الحملة، ولا يقود القوات؛ إنه مشغول بنجاته الشخصية. لقد تحول من زعيم حماس إلى إرهابي هارب، وتواصل قوات الجيش الإسرائيلي ملاحقته”.
وكشف غالانت أن قوات الجيش الإسرائيلي عثرت مؤخرا على مواد مهمة في أماكن “تواجد فيها السنوار مؤخرا” وكشفت المعلومات التي تم جمعها عن جوانب خطط حماس.
وأكد أن الخلافات بين مسؤولي حماس في القطاع وفي الخارج “تشير إلى الذعر والضيق” في الحركة.
ومرددا كلام نتنياهو، قال غالانت “تم تفكيك 18 كتيبة تابعة لحماس ولم تعد تعمل كأطر عسكرية قتالية”.
وقال أنه بينما يتوغل الجيش الإسرائيلي داخل شبكة أنفاق حماس، ويمنع المسلحين من استخدامها كملاذ آمن، “نحن نزيد الضغط على الإرهابيين وقادة المنظمات الإرهابية”، وأصدر تحذيرا لمقاتلي حماس المتبقين في منطقة رفح.
“يجب على كل إرهابي يختبئ في رفح أن يعلم أن نهايته ستكون مثل نهاية من كانوا في خان يونس وغزة”، قال غالانت، في إشارة إلى المنطقتين اللتين احتلهما الجيش الإسرائيلي.
وكرر وزير الدفاع التأكيد على أن الضغط العسكري الذي يمارسه الجيش على حماس سيساعد في عودة الرهائن الذين تحتجزهم الحركة.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعد هجومها في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص في جنوب البلاد. كما اختطف المهاجمون 253 رهينة إلى غزة.
ويهدف هجوم الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك الحملة البرية في غزة، إلى القضاء على حماس وإزاحتها من السلطة في القطاع. لكن الهدف المعلن الآخر للحملة هو تحرير الرهائن، الذين يعتقد أن 132 منهم ما زالوا محتجزين، وليس جميعهم على قيد الحياة. كما لا يزال أربعة آخرون، بينهم رفات جنديين، محتجزين منذ عام 2014.
وفيما يتعلق بالرهائن، أشار نتنياهو في اجتماع حزب الليكود إلى أنه تم إطلاق سراح 110 منهم حتى الآن، جميعهم تقريبًا خلال الهدنة التي تم التفاوض عليها في نوفمبر، وقال إن إطار أي اتفاق مستقبلي سيعتمد على صيغة مماثلة. وشهدت هذه الصفقة إطلاق إسرائيل سراح ما يقرب من ثلاثة أسرى أمنيين فلسطينيين في إسرائيل مقابل كل رهينة.
وقال نتنياهو: “لدى حماس مطالب لن نوافق عليها”. وأضاف أن الجهود لإطلاق سراح المزيد من الرهائن “لن تتحقق بأي ثمن”.
وبحسب تقارير إعلامية عبرية، تم إبعاد أقارب الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة من الاجتماع، بعد محاولتهم المشاركة به لعدة أسابيع.
ويهدف الوسطاء الأمريكيون والقطريون والمصريون إلى تحقيق اتفاق هندة مماثل ولكن أوسع لتحرير الرهائن المتبقين ووقف القتال لعدة أسابيع على الأقل. ووضعت حماس إنهاء الحرب والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة شرطا لأي صفقة رهائن.
وقال مسؤولون في الحركة في الماضي إنهم يسعون إلى إطلاق سراح آلاف الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، وهو أمر تعهد نتنياهو بعدم السماح به. ولكن يواجه رئيس الوزراء ضغوطًا شعبية للتوصل إلى اتفاق يعيد الرهائن إلى الوطن مع تنظيم مظاهرات أسبوعية يشارك فيها الآلاف للمطالبة بذلك.
وجاءت تصريحات نتنياهو وغالانت في الوقت الذي يتواصل فيه القتال الشديد في غزة، حيث اسفرت العملية البرية عن مقتل 225 جنديا إسرائيليا حتى الآن.
وقال الجنرال إيتسيك كوهين، قائد الفرقة 162 في الجيش الإسرائيلي، إن قواته تعمل على تعزيز عملياتها ضد ما تبقى من نشطاء حماس والبنية التحتية في شمال قطاع غزة.
وسيطر الجيش الإسرائيلي على جزء كبير من شمال غزة وقام بتفكيك قوات حماس في المنطقة في الأشهر الأولى من الحرب، وسحب قواته ونقل القتال إلى الجزء الجنوبي من القطاع. ولكنه أعاد نشر القوات في المنطقة في الأسابيع الأخيرة لمنع حماس من استعادة السيطرة عليها.
ويقدر الجيش أن هناك عدة مئات من نشطاء حماس ما زالوا في شمال غزة.
وأضاف في البيان إن الفرقة 162 عادت خلال الأسبوع الماضي للعمل في الأجزاء الوسطى والشمالية من مدينة غزة، وكذلك في مخيم الشاطئ، حيث قاتل الجيش في السابق عناصر حماس.
وقال الجيش إن القوات تداهم مناطق مختارة في شمال غزة وتقوم بتطهيرها من عناصر حماس والبنية التحتية “بطريقة متعمقة وشاملة”.
وأضاف أن الفرقة 162 قتلت حتى الآن المئات من عنصار حماس واعتقلت العشرات، فضلا عن مصادرة أسلحة خلال المداهمات.
ونشر الجيش أيضا مقطع فيديو لانخراط القوات في قتال من مسافة قريبة مع مسلحين في غزة. وأظهر المقطع مسلح يقترب من مجموعة من المظليين من الخلف ويلقي عليهم قنبلة يدوية انفجرت في مكان قريب. واستدار أحد الجنود وأطلق النار على المهاجم الذي كان مسلحا أيضا بسكين وقنبلة ثانية.
وقتل ما لا يقل عن 27,365 فلسطينيا في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس. ولا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل ويعتقد انه لا يميز بين المدنيين والمقاتلين.
ويواجه سكان غزة ظروفا إنسانية قاسية، وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في تغريدة إن “الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي محدود للغاية وسط القصف المستمر”.
وأدى القتال العنيف إلى نزوح مئات الآلاف من سكان غزة، حيث يسعى عشرات الآلاف إلى الفرار من غزة إلى الحدود المصرية بحثا عن الأمان من الحرب.
وغادر أكثر من 35 ألف شخص قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح منذ نوفمبر، بحسب ما نقلته صحيفة “العربي الجديد” عن متحدث باسم هيئة الحدود المصرية، وسط تقارير عن قيام سكان غزة بدفع رشاوى لمغادرة القطاع.
وبحسب ما ورد، يشمل هذا الرقم ما يقدر بنحو ألفين مريض وجريح دخلوا مصر لتلقي العلاج الطبي، بالإضافة إلى موظفي المؤسسات الدولية وحاملي جوازات السفر المصرية ومزدوجي الجنسية.
وأضاف المسؤول أنه في ظل الظروف العادية، يعبر حوالي 15 ألف شخص شهريا معبر رفح الحدودي، وبالتالي على مدار ثلاثة أشهر (نوفمبر – يناير)، كان من المتوقع أن يمر 45 ألف شخص عن طريق المعبر.
ونقلت الصحيفة القطرية عن الباحث في العلاقات الدولية عمار فايد قوله إن عدد الجرحى المسموح لهم بالعبور إلى مصر لتلقي العلاج لا يكاد يذكر و”رمزي”، إذ يبلغ حوالي 0.3% فقط من المحتاجين.
وورد إن مصر اعتمدت إجراءات لمنع استغلال سكان غزة الذين يحاولون مغادرة القطاع، بعد ظهور تقارير تفيد بأن بعضهم أجبر على دفع ما يصل إلى 10 آلاف دولار لمسؤولي الحدود من أجل العبور.
وذكرت صحيفة “العربي الجديد” أن القاهرة قررت في منتصف ديسمبر استبدال الكثير من الموظفين العاملين في المعبر وتعيين مشرفين لمراقبة عملهم ومنع الابتزاز.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات في إعداد هذا التقرير