إسرائيل في حالة حرب - اليوم 533

بحث

إسرائيل توقف المساعدات لغزة بسبب رفض حماس تمديد المرحلة الأولى من الهدنة

القدس تزعم أن الولايات المتحدة تدعم التحرك لتمديد المرحلة المنتهية من وقف إطلاق النار بدلا من التفاوض على المرحلة الثانية؛ ساعر يقول إن المحادثات لا تزال ممكنة إذا تم إطلاق سراح المزيد من الرهائن

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تدخل قطاع غزة من مصر في مدينة رفح جنوب غزة، 12 فبراير، 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تدخل قطاع غزة من مصر في مدينة رفح جنوب غزة، 12 فبراير، 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

قالت إسرائيل يوم الأحد إنها لن تسمح بدخول المزيد من البضائع إلى غزة بسبب ما أسمته رفض حماس قبول اقتراح تمديد المرحلة الأولى المنتهية من وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وهددت بـ”مزيد من العواقب” وبالعودة إلى الحرب.

وقالت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن هذه الخطوة حظيت بدعم قوي من البيت الأبيض برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى مع تراجع اسرائيل عن اتفاقها السابق مع حماس للتفاوض على مرحلة ثانية من وقف إطلاق النار والتي من المفترض أن يتم خلالها إطلاق سراح المزيد من الرهائن وانسحاب إسرائيل بالكامل من غزة.

وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان صباح الأحد: “مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة المختطفين، وفي ضوء رفض حماس قبول مخطط [المبعوث الأمريكي الخاص ستيف] ويتكوف لمواصلة المحادثات – والذي وافقت عليه إسرائيل – قرر رئيس الوزراء نتنياهو أنه اعتبارا من هذا الصباح، سيتوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة”.

وأضاف مكتب نتنياهو: “لن تسمح إسرائيل بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح مختطفينا”، مهددا بـ”مزيد من العواقب” إذا استمرت حماس في رفض الاقتراح.

ونفى في وقت لاحق تقريرا نشرته وسائل إعلام عربية يفيد بأن نتنياهو أرسل وفدا إلى مصر لإجراء محادثات.

كما زعم نتنياهو في اجتماع حكومته الأسبوعي أن حماس تقوم بتحويل المساعدات التي تدخل القطاع لاستخدامها الخاص.

وقال: “حماس تسيطر حاليا على كل الإمدادات والبضائع المرسلة إلى قطاع غزة. وهي تستغل سكان غزة الذين يحاولون الحصول على المساعدات، وتطلق النار عليهم، وتحول المساعدات الإنسانية إلى ميزانية إرهابية موجهة ضدنا”.

كما قال نتنياهو ووزير خارجيته غدعون ساعر إن إسرائيل مستعدة للتفاوض بشأن المرحلة التالية من وقف إطلاق النار لكنها تصر على إطلاق سراح المزيد من الرهائن خلال المحادثات.

وقال ساعر في مؤتمر صحفي: “كان الالتزام بإدخال هذا القدر [من الإمدادات إلى غزة] في المرحلة الأولى، وقد انتهت المرحلة الأولى، ونحن نطبق مبدأ عدم تقديم وجبات مجانية”.

أعلنت إسرائيل في وقت مبكر من يوم الأحد أنها تتبنى “خطة ويتكوف” غير المعلنة سابقا مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وفشل الجانبين في التفاوض على مرحلة ثانية.

وبحسب السرد الإسرائيلي لمقترح ويتكوف، فإن نصف الرهائن المتبقين – الأحياء والأموات – سوف يتم إطلاق سراحهم في اليوم الأول من وقف إطلاق النار الممتد، وسوف يتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين في نهاية الفترة إذا تم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يمين) يلتقي مبعوث ترامب ستيف ويتكوف في مكتبه في القدس في 29 يناير، 2025. (Maayan Toaf/GPO)

ونفى نتنياهو أن تكون إسرائيل قد تخلت عن التزامها بالتفاوض على المرحلة الثانية، قائلا إن ويتكوف اقترح التمديد بعد أن أدرك أنه لا توجد وسيلة لسد الفجوات بين مواقف إسرائيل وحماس بشأن الانتقال إلى المرحلة التالية.

“حتى أنه وصف اقتراحه بأنه ممر للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية. إن إسرائيل مستعدة لذلك”، حسبما قال نتنياهو.

ورفضت حماس الاقتراح الجديد وانتقدت إسرائيل لقطع المساعدات، ووصفت الخطوة بأنها “ابتزاز رخيص وجريمة حرب وهجوم صارخ على الاتفاق [لوقف إطلاق النار]”.

وحثت الحركة الوسطاء على إجبار إسرائيل على التراجع عن القرار.

وقال المسؤول الكبير في حماس سامي أبو زهري لوكالة “رويترز” إن قرار وقف ادخال المساعدات من شأنه أن يؤثر على محادثات وقف إطلاق النار، مضيفا أن حركته “لا تستجيب للضغوط”.

وامتنع كلا الجابين عن الإعلان عن انتهاء وقف إطلاق النار، إلا أن تقارير إعلامية فلسطينية أفادت بمقتل عدد من الأشخاص في ضربة إسرائيلية في بيت حانون صباح الأحد.

وأكد الجيش الإسرائيلي الضربة، وقال إنه تم استخدام مسيّرة لضرب مشتبه بهم تم رصدهم وهم يزرعون عبوات ناسبة بالقرب من القوات المتمركزة في القطاع.

وفي مؤتمر صحفي عُقد في القدس يوم الأحد، أصر ساعر على أن وقف المساعدات تم تنسيقه بالكامل مع البيت الأبيض.

وقال وزير الخارجية خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكرواتي: “الأمريكيون، بطبيعة الحال، يقبلون موقفنا وهم على دراية به”.

وزير الخارجية غدعون ساعر (على يمين الصورة) يتحدث في مؤتمر صحفي في القدس إلى جانب وزير الخارجية الكرواتي غوردان غريلتش رادمان، 2 مارس، 2025. (Lazar Berman/The Times of Israel)

وقال إن إسرائيل تلقت رسالة جانبية من إدارة بايدن “تنص صراحة على عدم وجود انتقال تلقائي بين المراحل”.

وصرح في المؤتمر الصحفي “لقد أوفينا بكل التزاماتنا [بموجب المرحلة الأولى] حتى اليوم الأخير، وهو أمس”، مضيفا “موقفنا هو أنه خلال المفاوضات، يجب إطلاق سراح المختطفين”.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية “كان”، تعتقد إسرائيل أن المساعدات التي دخلت إلى القطاع في الأسابيع الأخيرة تكفي غزة لعدة أشهر. وشككت القدس في صحة التقارير التي تحدثت عن وجود مجاعة في القطاع خلال الحرب، والتي ألقي اللوم فيها على نقص في المساعدات التي تتدفق إلى القطاع عبر المعابر الحدودية التي تسيطر عليها إسرائيل.

انتهت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار مع حماس رسميا عند منتصف ليلة الأحد-السبت، وبعد دقائق، وفي أعقاب مشاورات أمنية استمرت أربع ساعات مع كبار المسؤولين، أعلن مكتب نتنياهو أنه يؤيد ما وصفه باقتراح أمريكي، والذي من شأنه أن يشهد وقفا لإطلاق النار مع حماس يمتد طوال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، والذي قد يتم خلاله إطلاق سراح جميع الرهائن.

مسلحون من حماس يقفون خلال مراسم جنازة الأشخاص الذين قتلوا خلال الحرب مع إسرائيل، في مخيم الشاطئ شمال مدينة غزة في 28 فبراير، 2025.(BASHAR TALEB / AFP)

وزعم البيان الإسرائيلي أن حماس رفضت حتى الآن الخطة الأمريكية، وألمح إلى أنه إذا لم يتغير هذا الموقف، فقد تستأنف إسرائيل الحرب التي اندلعت بسبب الهجوم المدمر الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل وتوقفت منذ 19 يناير.

ولم يصدر أي تعليق رسمي عن الإدارة الأمريكية بشأن الإعلان إسرائيلي كما أن الإدارة لم تؤكد اقتراح ويتكوف.

كان من المفترض أن تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى التي استمرت 42 يوما وانتهت الآن، لكن إسرائيل لم تشارك في محادثات غير مباشرة مع حماس حول هذه المسألة.

وبالإضافة إلى فشلها في الانخراط في المحادثات بشأن المرحلة الثانية، لم تبدأ إسرائيل أيضا في الانسحاب من محور فيلادلفيا، وهو ما كان يتعين عليها البدء فيه هذا الأسبوع وفقا للاتفاق مع حماس.

وكان نتنياهو قد أشار إلى معارضته لإعادة نشر القوات بعيدا عن حزام الأرض على الحدود بين غزة ومصر والذي تقول إسرائيل إنه يُستخدم من قبل حماس كطريق رئيسي للتهريب لإعادة التسليح وإعادة بناء قواتها.

جنود إسرائيليون يتخذون مواقعهم بجوار محور فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر، في قطاع غزة، 13 سبتمبر، 2024. (AP Photo/Leo Correa)

تحتجز الفصائل المسلحة في قطاع غزة 59 رهينة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 35 رهينة أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. ويُفترض أن اثنين من المختطفين الـ 24 الذين ما زالوا على قيد الحياة، فضلا عن ثلاثة من الرهائن القتلى، لا يحملون الجنسية الإسرائيلية.

خلال المرحلة الأولى، تم إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية، ثمانية منهم قتلى، في مقابل إطلاق سراح ما يقارب من 2000 اسير فلسطيني، بما في ذلك العديد من المدانين بالإرهاب الذين كانوا يقضون أحكاما بالسجن لفترات طويلة. كما تم إطلاق سراح خمسة مواطنين تايلانديين محتجزين كرهائن في قطاع غزة خلال نفس الفترة بموجب اتفاق منفصل.

وبموجب مخطط وقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه إسرائيل وحماس في 19 يناير، كان من المقرر إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين خلال المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي من المقرر خلالها أن يستكمل الجيش الإسرائيلي الانسحاب الكامل من غزة. ومن المقرر أيضا إطلاق مرحلة ثالثة، حيث من المفترض أن يتم خلالها إطلاق سراح رفات الرهائن المحتجزين لدى الفصائل المسلحة في غزة، وانتهاء الحرب، والبدء في إعادة إعمار غزة.

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار، بمن فيهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس، في الأيام الأخيرة إن الجيش يستعد لخيار استئناف الحرب.

ومن المتوقع أن يزور ويتكوف إسرائيل قريبا، على الأرجح هذا الأسبوع. وذكر موقع “واينت” الإخباري في وقت مبكر من يوم الأحد، دون ذكر مصادر، أن القدس ستمتنع على الأرجح عن تجديد القتال حتى الزيارة. وقد تم إلغاء رحلة إلى المنطقة كانت مقررة الأسبوع الماضي بسبب عدم إحراز تقدم في المحادثات.

وقال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن ويتكوف لن يسافر إلى المنطقة حتى أواخر الأسبوع على أقرب تقدير، حيث يخطط للبقاء في الولايات المتحدة لحضور خطاب حالة الاتحاد لترامب يوم الثلاثاء.

اقرأ المزيد عن