مع سقوط صاروخ على مدرسة إسرائيلية، الجيش الإسرائيلي يقصف اليمن، ويشل الحركة كما يعتقد في جميع موانئ الحوثيين الثلاثة
تم اعتراض صاروخ الحوثيين جزئيا، ولكن الرأس الحربي أصاب مدرسة خالية في رمات غان، مما أسفر عن انهيار مبنى؛ مقتل 9 أشخاص في غارات إسرائيلية على محطات توليد الكهرباء في صنعاء ومحطة نفط على البحر الأحمر
نفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية المكثفة التي هزت العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها المتمردون ومدينة ساحلية فجر الخميس، في عملية مخطط لها مسبقا تزامنت مع إطلاق الحوثيين صاروخا على وسط إسرائيل.
ولم تقع إصابات جراء إطلاق الصاروخ البالستي الذي قال الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراضه جزئيا خارج المجال الجوي الإسرائيلي بواسطة نظام الدفاع الجوي بعيد المدى “السهم”، إلا أن الرأس الحربي لم ينفجر في الهواء واصطدم بمبنى مدرسة خالية في مدينة رمات غان، دون وقوع إصابات. وهذا هو الصاروخ الثاني الذي يتم إطلاقه من اليمن هذا الأسبوع، إلى جانب هجوم بمسيّرة.
وبحسب بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، شاركت عشرات الطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في الغارات في اليمن، بما في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات للتزود بالوقود وطائرات تجسس، على بعد حوالي 2000 كيلومتر من إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم ضرب أهداف للحوثيين في ميناء الحديدة – الذي ضربته إسرائيل مرتين من قبل – وللمرة الأولى في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون.
وقالت مصادر عسكرية إن سلاح الجو الإسرائيلي كان يستعد للضربة منذ عدة أسابيع، وكانت الطائرات في طريقها بالفعل إلى اليمن عندما أطلق الحوثيون صاروخا على إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الصاروخ أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في بلدات وسط إسرائيل بسبب مخاوف من سقوط حطام من عملية الاعتراض، واضطر ملايين الأشخاص إلى دخول الملاجئ بسبب الهجوم.
وفقا لتحقيق أولي أجراه الجيش، من المحتمل أن يكون تم اعتراض الصاروخ جزئيا، حيث تسبب الرأس الحربي السليم في أضرار جسيمة لمدرسة في مدينة رمات غان في ضواحي تل أبيب، حيث انهار مبنى.
وزار وزير التربية والتعليم يوآف كيش موقع المدرسة في رمات غان صباح الخميس. وقال إنه تم نقل الطلاب مؤقتا إلى مدرسة قريبة، حيث سيبقون هناك لمدة أسبوعين قبل أن يعودوا إلى المبنى الذي تم تشييده حديثا، والذي تم الانتهاء من العمل فيه بالفعل قبل الهجوم.
كما أصابت الشظايا عددا من السيارات المتوقفة في المدينة.
وقال رئيس بلدية موديعين حاييم بيباس إن شظايا، من صواريخ اعتراضية تابعة للجيش الإسرائيلي على ما يبدو، سقطت أيضا في موقعين في وسط المدينة، مما تسبب في أضرار طفيفة ولكن لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
ولم تنطلق صفارات الإنذار في المدينة خلال الهجوم، وقال بيباس إنه على اتصال بقيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي لمعرفة السبب.
واعلن متحدث باسم الجيش انه تم العثور على شظيتين صغيرتين من صاروخ اعتراضي خارج مبنى الكنيست في القدس.
وأضاف أنه “لم تقع أي أضرار وتم إزالة شظايا الصاروخ الاعتراضي من مكان الحادث من قبل خبراء متفجرات من الشرطة الإسرائيلية”.
وفي بيان نشر منتصف صباح الخميس، زعم المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن الجماعة أطلقت صاروخين، وليس صاروخا واحدا، ضد “هدفين عسكريين نوعيين وحساسين” في منطقة تل أبيب، التي وصفها بـ”منطقة يافا المحتلة”.
شل الحركة في ميناء الحوثيين
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن الضربات في اليمن كانت تهدف إلى شل الحركة في الموانئ الثلاثة التي يستخدمها الحوثيون المدعومين من إيران على ساحل البلاد.
وقد أصيبت جميع زوارق القطر المستخدمة لإحضار السفن إلى الموانئ في الهجوم الإسرائيلي، وكذلك محطات الطاقة.
وفي الهجوم الإسرائيلي السابق على ميناء الحديدة، تم ضرب الرافعات المستخدمة لتفريغ الشحنات.
שיגור הטיל מתימן: חלקי יירוט נפלו במחוז תל אביב. לא דווח על נפגעים אך נגרם נזק לרכוש | תיעוד @hadasgrinberg https://t.co/cVRwivMzXq pic.twitter.com/SxeXhCviZa
— כאן חדשות (@kann_news) December 19, 2024
وبعد وقت قصير من إطلاق الحوثيين للصاروخ، أفادت قناة “المسيرة” الفضائية التابعة للجماعة المتمردة عن وقوع ضربات في صنعاء ومحافظة الحديدة الساحلية، قالت إن بعضها استهدف محطات توليد الطاقة في العاصمة وكذلك محطة رأس عيسى النفطية على البحر الأحمر.
وأضافت أن الغارات أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص.
تم نشر مقطع فيديو لم يتم التحقق منه على وسائل التواصل الاجتماعي يُزعم أنه يُظهر آثار الهجوم، ويُظهر المباني مشتعلة.
Houthi Tooty Idolater Islamics, a word, Zionist Jews are up in the sky. We don’t like you, either. I mean we hate you. Go to Gaza, go to Gaza. https://t.co/FsPMg0nwb4
— Bertilak #JusticeForMalkiRoth (@Bertilak3) December 19, 2024
الغارات الجوية الليلية كانت المرة الأولى التي يقصف فيها الجيش الإسرائيلي أهدافا في صنعاء، والثالثة التي يقصف فيها اليمن ردا على هجمات الحوثيين، بما في ذلك غارة في يوليو بعد أن قتلت مسيّرة أطلقها الحوثيون مدنيا في تل أبيب.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري أن من بين الأهداف التي تم قصفها في “الضربات الدقيقة” “موانئ وبنية تحتية للطاقة”، واتهم الحوثيين بتسخيرها “لأعمالهم العسكرية”.
وقال في بيان مصور باللغة الإنجليزية: “مع هجماتهم على سفن وطرق الشحن البحري الدولية في البحر الأحمر وأماكن أخرى، أصبح الحوثيون يشكلون تهديدا عالميا. من يقف وراء الحوثيين؟ إيران”، وتعهد بأن الجيش “سيتحرك ضد أي طرف في الشرق الأوسط” يهدد إسرائيل.
⭕️ IAF fighter jets struck military targets belonging to the Houthi terrorist regime on the western coast and in inland Yemen.
Over the past year, the Houthi terrorist regime has been operating with the direction and funding of Iran, and in cooperation with Iraqi militias in… pic.twitter.com/hYNRstbhxP
— Israel Defense Forces (@IDF) December 19, 2024
وقال الجيش إن الغارات الجوية على أهداف الحوثيين في اليمن خلال الليل تم تنفيذها على موجتين.
وشاركت 14 طائرة مقاتلة إلى جانب طائرات التزود بالوقود وطائرات تجسس تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، في الضربات التي خطط لها الجيش لعدة أسابيع ردا على هجمات الجماعة المدعومة من إيران على إسرائيل.
وكانت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية في طريقها بالفعل إلى اليمن عندما أطلق الحوثيون صاروخا بالستيا على إسرائيل حوالي الساعة 2:35 فجرا. تم تحديد موعد الضربة ليلا بسبب مخاوف عملياتية مختلفة وجهود لتحسين المعلومات الاستخبارية عن الأهداف.
في الساعة 3:15 فجرا تم تنفيذ الموجة الأولى من الضربات على طول الساحل اليمني، وتم استهداف موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف. كما دمرت الغارات ثمانية زوارق قطر كانت تستخدم لإدخال السفن إلى الموانئ. وأصابت موجة ثانية من الغارات الجوية في الساعة 4:30 فجرا محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء.
وقال الجيش إنه في المجمل، أسقط سلاح الجو الإسرائيلي عشرات الذخائر على الأهداف الخمسة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة قبل الضربة.
ويُعتبر الحديدة، التي يسيطر عليها المتمردون، والتي تقع على بعد حوالي 145 كيلومترا جنوب غرب صنعاء، أساسيا لدخول شحنات المواد الغذائية إلى اليمن خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ عقد من الزمن. وكانت هناك أيضا اتهامات منذ فترة طويلة بنقل أسلحة من إيران عبر الميناء – وهو ما أشار إليه الجيش الإسرائيلي في بيان سابق حول الغارات.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أن “مهاجمة هذه الأهداف تلحق الضرر بالسلطات الإرهابية من خلال منع استغلال البنية التحتية لأغراض عسكرية وإرهابية، بما في ذلك نقل الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة”.
وقال الجيش الإسرائيلي أيضا إنه “بتوجيه وتمويل من إيران”، عمل الحوثيون جنبا إلى جنب مع ميليشيات مدعومة من إيران خلال العام الأخير لمهاجمة إسرائيل، و”تقويض الاستقرار الإقليمي وتعطيل الملاحة العالمية”.
وأضاف أن “الجيش الإسرائيلي عازم على مواصلة العمل وضرب كل من يهدد مواطني دولة إسرائيل، على أي مسافة مطلوبة”.
وأطلق الحوثيون أكثر من 200 صاروخ و170 مسيّرة على إسرائيل في العام الأخير. وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن الغالبية العظمى منها لم تصل إلى إسرائيل أو تم اعتراضها من قبل الجيش وحلفاء إسرائيل في المنطقة.
לפי הדיווחים מתימן, צה”ל תקף הלילה ארבע מטרות תשתית: נמל חודיידה, מתקן הנפט בנמל ראס עיסא מחוץ לחודיידה, ושתי תחנות כוח בבירה צנעא – תחנת דהבאן בצפון הבירה, ותחנת חזיז בדרומה. בראס עיסא יש לפחות שלושה הרוגים מבין עובדי המתקן pic.twitter.com/ruJ8Fc5lKv
— Jacky Hugi (@JackyHugi) December 19, 2024
وأصدر وزير الدفاع يسرائيل كاتس تحذيرا لقادة الحوثيين يوم الخميس.
وقال في بيان: “إن ذراع إسرائيل الطويلة ستصل إليكم. من رفع يدا ستُقطع يده، ومن يضربنا سيُضرب مرات عديدة”.
وبالإضافة إلى إسرائيل، شنت القوات الأمريكية أيضا سلسلة من الضربات على الحوثيين على مدى عام تقريبا بسبب هجمات الحوثيين على السفن في ممر البحر الأحمر. وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي يوم الاثنين إنها ضربت “منشأة قيادة وتحكم رئيسية” يديرها الحوثيون في صنعاء، والتي تم تحديدها لاحقا على أنها مجمع العرضي الذي كان مقرا لوزارة الدفاع الحكومية.
استهدف الحوثيون حوالي 100 سفينة تجارية بالصواريخ والمسيّرات منذ أن أدى الهجوم الذي شنته حماس في أكتوبر 2023 ضد إسرائيل إلى اندلاع الحرب المستمرة في غزة. كما أطلقوا بشكل متكرر الصواريخ والمسيّرات على إسرائيل.
يوم الإثنين، أعلن الحوثيون إطلاق صاروخ قالوا إنه استهدف “هدفا عسكريا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة” في إشارة إلى منطقة تل أبيب.
يوم الإثنين أيضا، اعترض زورق صواريخ تابع لسلاح البحرية الإسرائيلي مسيّرة في البحر المتوسط بعد أن أُطلقت من اليمن، حسبما أعلن الجيش.
في 9 ديسمبر، انفجرت مسيّرة أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاقها في الطابق العلوي من مبنى سكني في مدينة يفنه بوسط إسرائيل، دون وقوع إصابات.
في شهر يوليو، أسفر هجوم بواسطة مسيّرة في تل أبيب عن مقتل مواطن إسرائيلي، مما دفع سلاح الجو الإسرائيلي إلى الرد بغارات على ميناء الحديدة اليمني.
وفي البحر الأحمر، استولى الحوثيون على سفينة واحدة وأغرقوا اثنتين في حملة أسفرت أيضا عن مقتل أربعة بحارة. وتم اعتراض صواريخ ومسيّرات أخرى من قبل تحالفات منفصلة بقيادة أمريكية وأوروبية في البحر الأحمر أو أن هذه الصواريخ والمسيّرات فشلت في الوصول إلى أهدافها، والتي شملت سفنا عسكرية غربية.
ويؤكد المتمردون أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو بريطانيا لإجبار إسرائيل على إنهاء حملتها ضد حركة حماس في غزة. ومع ذلك، فإن العديد من السفن التي تعرضت للهجوم، بما في ذلك بعض السفن المتجهة إلى إيران، لديها علاقة ضئيلة أو لا علاقة لها على الإطلاق بالصراع.
وقاتل الحوثيون التحالف الذي تقوده السعودية في صراع وصل إلى طريق مسدود في حرب اليمن الأوسع التي أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص، من بينهم مدنيون. كما أدى الصراع إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، والتي يعتقد أنها أودت بحياة عشرات الآلاف الآخرين.