إسرائيل تقدم أحدث مقترحاتها بشأن غزة إلى الولايات المتحدة، ومسؤولون يحذرون من أن مطالب نتنياهو الجديدة قد تحبط المفاوضات
بعض المسؤولين يقولون إن البنود الجديدة يمكن أن تكون بمثابة "ضربة قاضية للمفاوضات"؛ من المقرر أن يغادر الوفد الإسرائيلي إلى روما

نقلت إسرائيل اقتراحا جديدا بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن مع حماس إلى البيت الأبيض يوم السبت، لكن وسائل إعلام عبرية نقلت عن مصادر قولها إن المطالب الأخيرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد تحبط المفاوضات.
بحسب أخبار القناة 12، يطالب الاقتراح بوضع آلية تفتيش لضمان عدم تمكن المقاتلين من الانتقال إلى شمال القطاع؛ وأن تبقى إسرائيل على الحدود بين غزة ومصر خلال المرحلة الأولى من الصفقة؛ ويصر على أن تتلقى إسرائيل قائمة بأسماء جميع الرهائن الأحياء الذين ستطلق حماس سراحهم كجزء من الصفقة.
ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنه يشكك في أن الاقتراح سيتجاوز حتى الوسطاء العرب. وقال المسؤول: “ثمة شك أنهم سيقومون بتمرير الاقتراح إلى حماس نظرا للتغيير الجوهري الذي طرأ عليه”.
ونقل موقع “واللا” الإخباري عن مسؤولين لم يذكر أسماءهم في فريق التفاوض الإسرائيلي وفي المؤسسة الأمنية قولهم أنه من المستبعد أن توافق حماس على المطالب الجديدة وأن ذلك قد يؤدي إلى أزمة في المحادثات.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مسؤول في فريق التفاوض الإسرائيلي قوله إن المطالبة بآلية تفتيش لمنع عودة المسلحين إلى الشمال تمثل “ضربة قاضية للمفاوضات”.
وقال المصدر إن “المؤسسة الأمنية ستكون قادرة على التعامل مع التحديات الأمنية من دون هذه الآلية”، مضيفا أن نتنياهو “يخاطر بلا تفكير بحياة الرهائن”.
وجاء العرض الجديد في الوقت الذي كان من المقرر أن يجتمع فيه رئيس الموساد دافيد برنياع في روما الأحد مع وسطاء في المحادثات – رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقال مسؤول فلسطيني لم يذكر اسمه لهيئة البث الإسرائيلية “كان” إن العرض الإسرائيلي يهدف إلى “خلق حواجز في المحادثات”، وأنه في الواقع طريقة إسرائيل للقول لا دون قول لا.

ونقلت قناة “الميادين” الإخبارية المقربة من منظمة حزب الله عن مسؤول فلسطيني إشارته يوم السبت إلى أن حماس تعتبر أي اقتراح جديد ميتا عند وصوله.
في غضون ذلك، اتهمت عيناف تسانغاوكر، والدة الرهينة ماتان تسانغاوكر وناشطة بارزة في مجال الدعوة لإطلاق سراح الرهائن، يوم السبت نتنياهو بعرقلة التقدم نحو صفقة مع العرض الأخير.
وقالت في المظاهرة الأسبوعية من أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب: “هناك صفقة مطروحة على الطاولة، ونتنياهو يغتالها. اليوم، نقل [اقتراح] صفقة لمواصلة المماطلة، والتي حذرت المؤسسة الأمنية بالفعل من أنها ستؤدي إلى أزمة في المحادثات”.
وتتوافق شروط إسرائيل الجديدة مع ثلاثة من “الشروط غير القابلة للتفاوض” التي ذكرها نتنياهو في بيان صدر في 7 يوليو: رفع عدد الرهائن الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم إلى الحد الأقصى، ومنع عودة المسلحين شمالا، ووقف تهريب أسلحة حماس من مصر.
وذكرت القناة 12 يوم الأربعاء أن نتنياهو كان يحاول الحصول على تعهد كتابي موقّع من الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الولايات المتحدة ستدعم حق إسرائيل في استئناف القتال حتى تحقيق أهدافها الحربية – وهو رابع المطالب “غير القابلة للتفاوض” لنتنياهو.
وتم نقل العرض الإسرائيلي الأخير إلى البيت الأبيض بينما كان نتنياهو يختتم زيارته للولايات المتحدة، حيث تواجد هناك منذ يوم الاثنين.

والتقى بايدن ونتنياهو بأقارب الرهائن الأمريكيين يوم الخميس. وفي الاجتماع، قال الرئيس الأمريكي: “أقول لكم كبايدن إن جهودي كلها منصبة في ذلك، وسأبذل كل ما في وسعي لتحقيق الأمر”.
وقال يوناتان ديكل-حين، والد الرهينة ساغي ديكل-حين، بعد الاجتماع: “إننا نشعر على الأرجح بتفاؤل أكثر مما كنا عليه منذ الجولة الأولى من إطلاق سراح الرهائن في أواخر نوفمبر”.
وفشلت المحادثات في التوصل إلى هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن هناك منذ وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا في نوفمبر، والذي شهد قيام حماس بإطلاق سراح 105 من الرهائن مقابل الإفراج عن 240 أسير فلسطيني. وتستند الجولة الحالية من المحادثات إلى الاقتراح الإسرائيلي الذي قدمته اسرائيل في 27 مايو، وعرضه بايدن في خطاب ألقاه في 31 مايو.

ويُعتقد أن 111 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس خلال هجوم 7 أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك رفات 39 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وشهد الهجوم المفاجئ اقتحام الآلاف من المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل وقيامهم بقتل ما يقارب من 1200 شخص، مما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 39 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا حتى الآن، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من هذا العدد وهو ولا يفرق بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 15 ألف مقاتل في المعارك وحوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر.