إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

مقتل قيادي في حماس يقف وراء العديد من الهجمات؛ مع عودة إطلاق الصواريخ على تل أبيب

رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على الخطط القتالية لمواصلة الهجوم البري في غزة؛ وزير الدفاع: عدنا للقتال بكامل قوتنا

جنود إسرائيليون يقفون فوق دبابات ومركبات عسكرية عند غروب الشمس بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، 2 ديسمبر، 2023، بعد استئناف المعارك بين إسرائيل وحماس. (Jack Guez / AFP)
جنود إسرائيليون يقفون فوق دبابات ومركبات عسكرية عند غروب الشمس بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، 2 ديسمبر، 2023، بعد استئناف المعارك بين إسرائيل وحماس. (Jack Guez / AFP)

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت أنه قتل قائد كتيبة تابعة لحركة حماس مسؤولا عن عدة هجمات ضد مدنيين وجنود، بينما يواصل قصف أهداف مسلحة في قطاع غزة ويستعد لهجوم بري متوقع في جنوب القطاع.

في الوقت نفسه، استمر إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، حيث تم إطلاق صواريخ على تل أبيب مساء السبت للمرة الأولى منذ 20 نوفمبر.

ودوت صفارات الإنذار في منطقة واسعة بوسط إسرائيل، وأصيب شاب بجروح طفيفة في حولون جراء شظايا.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يجري تحقيقا بعد أن أظهرت لقطات فيديو فشل صاروخ اعتراضي أطلقه نظام “القبة الحديدية” وسقوطه في وسط إسرائيل خلال إطلاق الصواريخ. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات نتيجة الحادث.

وقال الجيش ردا على استفسار حول هذا الموضوع: “يتم فحص احتمال سقوط [صاروخ] اعتراضي في البلاد بسبب عطل فني”.

وأضاف أنه “يجري التحقيق في الحادث”.

تفشل صواريخ “تمير” في بعض الأحيان، على الرغم من أنها لم تسبب أي ضرر كبير في معظم الحالات.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إن الجيش قتل وسام فرحات، قائد كتيبة الشجاعية التابعة لحماس، في غارة جوية. وقال هغاري إن فرحات كان مسؤولا عن هجوم على قوات “غولاني” في حي الشجاعية بمدينة غزة خلال حرب 2014. قُتل سبعة جنود في الحادثة، ومن بينهم أورون شاؤول، الذي تحتجز حماس رفاته منذ ذلك الحين.

وأضاف هغاري إن فرحات “قام أيضا بالتخطيط وإرسال إرهابيين في 7 أكتوبر إلى كيبوتس  ناحال عوز وموقع [ناحال عوز] العسكري، في المذبحة الوحشية التي تم تنفيذها”. قُتل عشرات الإسرائيليين واختُطف العشرات هناك.

ونشر الجيش مقطع فيديو للضربة التي أدت إلى مقتل فرحات.

وقال الجيش الإسرائيلي إن رئيس الأركان هرتسي هليفي ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار أجريا تقييما يوم السبت في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي في بئر السبع، ووافقا على خطط قتالية للهجوم البري الإسرائيلي المستمر في غزة.

وقال هليفي في تصريحات نشرها الجيش الإسرائيلي: “نحن نركز على مواصلة تفكيك حماس، وعلى تهيئة الظروف لعودة المزيد من الرهائن”.

وفي وقت سابق من اليوم، قال الجيش إنه نفذ ضربات “مكثفة” ضد حماس في جنوب غزة خلال ليلة الجمعة وحتى يوم السبت، بينما دعا الفلسطينيين إلى إخلاء المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية، في إشارة إلى أنه يزمع البدء بتنفيذ عمليات برية في الجزء الجنوبي من القطاع قريبا.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صباح السبت إنه نفذ غارات جوية ضد أكثر من 400 هدف في أنحاء قطاع غزة في اليوم الماضي، بعد انتهاك حماس للهدنة واستئناف القتال.

وقال الجيش إن الطائرات المقاتلة قصفت أكثر من 50 هدفا في منطقة خان يونس في ضربات “مكثفة” في الجزء الجنوبي من القطاع.

في الوقت نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن ضابطا كبيرا مفقودا منذ 7 أكتوبر قُتل في ذلك اليوم وأن رفاته لا تزال محتجزة لدى حماس في القطاع. وأعلن الجيش أن العقيد أساف حممي (41 عاما)، قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة، اعتُبر “جنديا سقط وهو محتجز لدى جماعة إرهابية”.

وفي الأيام الأخيرة، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل العديد من الرهائن الذين احتجزتهم حماس، وذلك بسبب معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات.

“الاستمرار من حيث توقفنا”

في مؤتمر صحفي مساء السبت، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن الجيش “عاد إلى القتال بكامل قوته” بعد أن انتهكت حماس اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل برفضها إطلاق سراح 15 امرأة وطفلين كجزء من اتفاق الهدنة.

وقال غالانت: “نواصل بالضبط حيث توقفنا”.

وتابع قائلا: “لقد تم القضاء على آلاف الإرهابيين، وتم ضرب عشرات المقرات، وأصبح في أيدينا مئات التيرابايت من المعلومات، وتم القبض على مئات الإرهابيين ويتم استجوابهم في إسرائيل”، مضيفا “إن الإنجاز المتمثل بعودة 110 رهائن أحياء – لم يحقق أي جيش في العالم هذا الإنجاز ضد منظمة إرهابية. لقد حققنا ذلك بفضل قوة جيش الدفاع”.

متحدثا في وقت لاحق، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الحرب ستستمر حتى تحقيق الهدف المتمثل في تدمير حماس، مضيفا أنه سيواصل العمل من أجل إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة.

وقال نتنياهو “لا سبيل لتحقيق هذه الأهداف إلا بالنصر، ولا سبيل لتحقيق النصر إلا بالغزو البري”.

وكرر موقفه بأن السلطة الفلسطينية لا يمكنها حكم غزة بعد الإطاحة بحماس، قائلا إنها تدعم الإرهاب ماليا ومن خلال التعليم وترفض حق إسرائيل في الوجود.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد مؤتمرا صحفيا في 2 ديسمبر، 2023. (GPO Screenshot)

وفي إشارة على ما يبدو إلى فتح وحماس، قال إن القيادة الفلسطينية “انقسمت إلى قسمين، ولكن من المؤسف أن الأيديولوجية التي ترفض وجود إسرائيل هي مشتركة بين هذين الفصيلين. لذلك لن أكرر الخطأ وأضع هذا الكيان في غزة، لأننا سنحصل على الشيء نفسه”.

في مقابلة مع قناة “الجزيرة” يوم السبت، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، إن المفاوضات من أجل الافراج عن المزيد من الرهائن مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين توقفت، وأنه لن تكون هناك المزيد من صفقات التبادل حتى انتهاء الحرب.

نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري، بعد توقيع اتفاق المصالحة مع المسؤول الكبير في حركة “فتح” عزام الأحمد، خلال حفل قصير في مجمع المخابرات المصرية في القاهرة، مصر، 12 أكتوبر، 2017. (AP/Nariman El-Mofty)

وزعم العاروري أن حماس أطلقت سراح جميع النساء والأطفال المختطفين في 7 أكتوبر وكذلك جميع الأسرى الأجانب، وأن الرهائن المتبقين في أيديها جميعهم جنود أو جنود سابقون.

لكن مسؤولين مصريين قالوا لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن محادثات الهدنة مستمرة على الرغم من مغادرة المفاوضين الإسرائيليين قطر. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم أن المسؤولين القطريين ما زالوا في إسرائيل، بينما يتواجد المصريون في غزة لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة.

ونُقل عن مسؤول مصري كبير قوله: “ما زلنا نتحدث ونشارك المستجدات كل ساعة. المفاوضات لا تنهار إلا عندما تتوقف الأطراف عن الحديث، وهذا لا يحدث هنا”.

وشهد مساء السبت أيضا تجمع حشود كبيرة في متحف تل أبيب للفنون، الذي يُعرف الآن بساحة المخطوفين، للمشاركة في مسيرة تدعو إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس وفصائل مسلحة أخرى.

وتحدث العديد من الرهائن الذين تم إطلاق سراحهم خلال الهدنة التي استمرت أسبوعا وانهارت يوم الجمعة، إما على المسرح أو في مقاطع فيديو تم عرضها على المشاركين في الحدث. وتحدث أيضا أقارب بعض الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

وقدرت القناة 12 مشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص في الاحتجاج.

وقد ناشد ممثلو العائلات صناع القرار بذل كل ما في وسعهم لتسهيل إطلاق سراح بقية الرهائن.

متظاهرون يحملون لافتات عليها صورة عومر شيمطوف (21 عاما) خلال مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر، في تل أبيب، 2 ديسمبر، 2023. (AHMAD GHARABLI / AFP)

وفي أعقاب انهيار الهدنة، التي خرقتها حماس برفضها إطلاق سراح ما تبقى من النساء والأطفال، سعت العائلات إلى الاجتماع ليلة السبت مع أعضاء كابينت الحرب.

وذكرت القناة 12 أن الوزير بيني غانتس وغادي إيزنكوت – عضو ومراقب في كابينت الحرب تباعا – اتفقا على الاجتماع مع العائلات.

التركيز على جنوب غزة

وتعتقد إسرائيل أن بعض قيادات حماس متواجدة في خان يونس، وتخطط لتوسيع العمليات البرية هناك.

وقالت حكومة حماس في قطاع غزة إن 240 شخصا قُتلوا في القطاع منذ تجدد القتال يوم الجمعة.

وتقول حماس إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 15 ألف شخص، معظمهم من المدنيين. ولم يتم التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل مدنيين فلسطينيين قُتلوا بسبب صواريخ طائشة أطلقتها الفصائل المسلحة بالإضافة إلى مسلحين فلسطينيين قتلتهم إسرائيل.

سكان مجمع مدينة حمد السكني الممول من قطر في خان يونس في جنوب قطاع غزة يحملون بعض ممتلكاتهم أثناء فرارهم من منازلهم بعد غارة إسرائيلية، في 2 ديسمبر 2023 (MAHMUD HAMS / AFP)

وجاء القتال بعد أن انتهكت حماس الهدنة المؤقتة مع إسرائيل يوم الجمعة بعدم تقديمها بحلول الساعة السابعة صباحا قائمة بأسماء الرهائن التي كانت تنوي إطلاق سراحهم في ذلك اليوم على النحو المنصوص عليه في الاتفاق الذي كان ساريا منذ يوم الجمعة السابق، كما أطلقت صواريخ على البلدات الإسرائيلية قبل ذلك الوقت.

يوم السبت، أعلن جهاز الموساد الإسرائيلي أن فريق التفاوض الذي كان في قطر للتفاوض بشأن الرهائن قد أُمر بالعودة، فيما وصلت المحادثات حول تمديد الهدنة إلى “طريق مسدود”.

وأفاد سكان غزة أن الجيش الإسرائيلي أسقط منشورات في خان يونس تدعو السكان إلى الانتقال جنوبا إلى رفح، محذرا من أن المنطقة أصبحت “منطقة قتال خطيرة”.

وبدأ الجيش الإسرائيلي يوم السبت في استخدام خريطة تقسم قطاع غزة إلى مئات المناطق الصغيرة، لإخطار المدنيين الفلسطينيين بمناطق القتال النشطة، بما في ذلك جنوب غزة حيث من المتوقع أن تعمل القوات البرية عندما يوسع الجيش الإسرائيلي هجومه. وتهدف الخريطة إلى استبدال طلب الجيش الإسرائيلي بإجراء إخلاء جماعي كما فعل في الجزء الشمالي من غزة.

اقرأ المزيد عن