إسرائيل تفتح معبر إيرز أمام المساعدات لغزة للمرة الأولى أثناء قيام بلينكن بجولة على الحدود
الجيش الإسرائيلي يقوم بترميم معبر المشاة المدمر في شمال غزة للسماح بدخول الشاحنات؛ وزير الخارجية الأمريكي يقول إن جهود الإغاثة تحسنت لكنها لا تزال غير كافية، ويزور كيرم شالوم ونير عوز
أعادت إسرائيل يوم الأربعاء فتح المعبر الوحيد على الطرف الشمالي لقطاع غزة للمرة الأولى منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، مما سمح لشاحنات المساعدات بالمرور عبر معبر إيرز بعد أن طالبت الولايات المتحدة إسرائيل ببذل المزيد من الجهد لإدخال المساعدات إلى القطاع.
وجاء هذا التطور في الوقت الذي قام فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بجولة في معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم)، المعبر الرئيسي الذي دخلت عبره المساعدات الإنسانية من إسرائيل إلى غزة في الأشهر الأخيرة، وميناء أشدود الذي يتم من خلاله إرسال الكثير من المساعدات إلى القطاع.
وقال بلينكن أنه على الرغم من زيادة المساعدات للقطاع الفلسطيني، إلا أنه لا يزال هناك المزيد الذي يتعين القيام به.
كما قام كبير الدبلوماسيين الأمريكيين بزيارة قصيرة لم يعلن عنها مسبقا إلى كيبوتس نير عوز، الذي دمره هجوم حماس في 7 أكتوبر، حيث قُتل 38 من سكانه واختُطف 72 آخرين إلى غزة – بعضهم عاد منذ ذلك الحين – من بين سكانه البالغ عددهم حوالي 400 نسمة.
ولم يعد السكان منذ ذلك الحين إلى الكيبوتس، الذي لا يزال في حالة خراب إلى حد كبير، حيث أحرقت العديد من المباني وتضررت.
إن إعادة فتح معبر إيريز – المخصص عادة لمرور الأشخاص، وليس الإمدادات – كان أحد النداءات الرئيسية لوكالات الإغاثة الدولية منذ أشهر، للتخفيف من حدة الوضع الإنساني الذي يُعتقد أنه الأكثر خطورة بين مئات الآلاف من المدنيين في شمال قطاع غزة.
وتم تدمير الحاجز بشكل كبير من قبل حركة حماس خلال هجومها في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل. وفي مكان قريب، داخل غزة، عثر الجيش في وقت لاحق على نفق ضخم لحماس واسع بما يكفي لمرور سيارة عبره.
وقال الجيش إن حوالي 30 شاحنة محملة بإمدادات غذائية وطبية من الأردن دخلت شمال غزة عبر معبر إيرز يوم الأربعاء، وخضعت لـ”تفتيش أمني دقيق” قبل الدخول.
وقال الجيش أنه نفذ أعمال هندسية في المنطقة من أجل استخدام معبر المشاة ليكون جاهزا لاستيعاب شاحنات، وأن قوات الهندسة “قامت بتشييد بنية تحتية للتفتيش والحماية في المنطقة، فضلا عن تعبيد الطرق في الأراضي الإسرائيلية وفي القطاع، مما أتاح دخول المساعدات إلى الجزء الشمالي من القطاع، مع تعزيز الدفاعات في البلدات [الواقعة على حدود غزة] في المنطقة”.
ويُعتبر المعبر، الذي يقع عند نهاية طريق سريع رئيسي، هو الأقرب إلى غزة من ميناء أشدود الإسرائيلي، حيث يتم شحن بعض المساعدات الإنسانية إليه.
وقال العقيد موشيه تيترو، رئيس إدارة التنسيق والارتباط الإسرائيلية في غزة، إنه يأمل أن يكون المعبر مفتوحا كل يوم، وأن يساعد في الوصول إلى الهدف المتمثل في دخول 500 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميا. وسيكون ذلك متماشيا مع إمدادات ما قبل الحرب التي دخلت إلى الجيب وأكثر بكثير مما دخل القطاع خلال الأشهر السبعة الماضية.
وقال تيترو للصحفيين: “هذه مجرد خطوة واحدة من الإجراءات التي اتخذناها في الأسابيع القليلة الماضية”.
في وقت سابق من اليوم، اشتكت وزارة الخارجية الأردنية من أن اثنتين من قوافل المساعدات التابعة لها والتي تحمل الغذاء والدقيق والمزيد من المساعدات “تعرضتا لهجوم من قبل المستوطنين”، دون تقديم تفاصيل عما حدث، لكنها أضافت أن القافلتين تمكنتا من مواصلة رحلتهما والوصول إلى وجهتهما.
حاول نشطاء من مجموعة “تساف 9” الإسرائيلية، التي تعارض دخول المساعدات الإنسانية لغزة طالما أن حماس لا تطلق سراح الرهائن الـ 133 الذين تحتجزهم هناك، صباح الأربعاء سد الطريق أمام شاحنات المساعدات في أماكن مختلفة في أنحاء البلاد.
وجاء في بيان صادر عن المجموعة أن الهدف هو وصول بلينكن إلى معبر كيرم شالو وألا يجد أي شاحنات هناك. ويبدو أن الحملة لم تنجح حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن جزء من طريق الشاحنات ومنطقة المعبر منطقة عسكرية مغلقة.
وقالت “حونينو”، وهي وكالة مساعدات قانونية يمينية، إن أربعة رجال “منعوا شاحنات مساعدات من دخول غزة” خلال مرورها بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم في الضفة الغربية اعتُقلوا من قبل الشرطة، التي قالت إن أضرارا لحقت بعدد من الشاحنات ومحتواها.
وأدانت الحكومة الأردنية الحادث وقالت إنها تحمّل السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن ضمان حماية قوافل المساعدات والمنظمات الدولية.
“التقدم في المساعدات حقيقي، ولكن يجب تسريعه”
في كيرم شالوم، قام بلينكن بجولة في منطقة المعبر وراقب إجراءات التفتيش برفقة وزير الدفاع يوآف غالانت ومسؤولين دفاعيين آخرين، الذين أطلعوا وزير الخارجية الأمريكي وفريقه على الجهود الإنسانية التي يبذلها الجيش الإسرائيلي في غزة، وأطلعوه أيضا على الإجراءات المتخذة لمنع الهجمات الخاطئة على عمال الإغاثة، في أعقاب الحادث الذي قُتل فيه سبعة أعضاء من منظمة “المطبخ المركزي العالمي”.
تم إغلاق معبر كيرم شالوم بعد 7 أكتوبر، عندما فرضت إسرائيل حصارا مشددا على غزة، ولكن أعيد فتحه أمام حركة مرور محدودة في ديسمبر، مما جعله نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات القادمة من إسرائيل.
وقال شمعون فريدمان، المتحدث باسم مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق لوسائل الإعلام الدولية، إن المسؤولين الإسرائيليين يمكنهم تفتيش 55 شاحنة كل ساعة في معبر كيرم شالوم والعمل من الصباح حتى غروب الشمس.
وسعت إسرائيل إلى إظهار أنها لا تمنع المساعدات لغزة، خاصة منذ أن أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن تحذيرا صارخا لنتنياهو، قائلا إن سياسة واشنطن يمكن أن تتغير إذا فشلت إسرائيل في اتخاذ خطوات لمعالجة الأضرار التي تلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة عمال الإغاثة.
وترددت أصداء نيران الدبابات من غزة عندما حظي بلينكن بأول نظرة له عن قرب على القطاع بعد ستة أشهر من الحرب. مجمع كيرم شالوم، الذي تحده جدران خرسانية سميكة، هو المكان الذي يتم فيه تفتيش شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة للتفتيش، وهي عملية اشتكت جماعات الإغاثة من أنها تمثل عائقا رئيسيا، في حين تقول إسرائيل إن التعطيل يحدث في مرحلة لاحقة من العملية، في آلية التوزيع التابعة للأمم المتحدة.
في وقت لاحق من اليوم، قام بلينكن بجولة في ميناء أشدود، الذي تصل عبره المساعدات الدولية عن طريق البحر ويتم التعامل معها قبل مغادرتها إلى غزة، لتفقد الإجراءات.
وقال بلينكن، الذي وصل إلى الميناء برفقة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، إن التقدم في تحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة أمر حقيقي، ولكن بالنظر إلى الحاجة الهائلة في القطاع الفلسطيني، فإن هناك حاجة إلى تسريعه.
كما قال بلينكن إن أحد التحديات المتبقية هو التأكد من توزيع المساعدات المقدمة داخل القطاع، وأن منع التصادم مع المنظمات الإنسانية يجب أن يحدث على “مستوى الوحدة”.
وأكد مجددا أن الولايات المتحدة “لا يمكنها ولن تدعم عملية عسكرية كبيرة في رفح في غياب خطة فعالة للتأكد من عدم تعرض المدنيين للأذى، ولم نر مثل هذه الخطة”.
وقال بلينكن: “في الوقت نفسه، هناك طرق أخرى – وفي رأينا طرق أفضل – للتعامل مع التحدي الحقيقي المستمر الذي تمثله حماس والذي لا يتطلب عملية عسكرية كبيرة”.
وقد حثت الولايات المتحدة إسرائيل على عدم شن هجومها المخطط له على رفح، حيث يُعتقد أن قيادة حماس والعديد من الرهائن محتجزون، ولكن أيضا حيث يلجأ حوالي 1.5 مليون مدني بعد أن دمرت الحرب بقية القطاع.
يوم الثلاثاء، قال نتنياهو أنه لا يزال يعتزم ادخال القوات إلى رفح، سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا.
اندلعت الحرب في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر، والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص في إسرائيل، وتم اختطاف 253 آخرين إلى غزة.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 34 ألف فلسطيني قُتلوا منذ اندلاع الحرب في القطاع، لكن لا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل، ويُعتقد أنه يشمل مقاتلي حماس ومدنيين، بعضهم قُتل جراء صواريخ طائشة أطلقتها الحركة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 13 مسلح في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 قُتلوا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر وبعده مباشرة. ويقول الجيش أيضا إن 263 جنديا قُتلوا منذ بداية العملية البرية.