إسرائيل تغلق مدارس للأونروا في القدس الشرقية تماشيا مع حظر وكالة الإغاثة
الشرطة تغلق ست مدارس تخدم 550 طالبا في مخيم شعفاط وأحياء أخرى؛ السلطة الفلسطينية تدين ”انتهاك حق الأطفال في التعليم“

أغلقت الشرطة الإسرائيلية يوم الخميس ست مدارس تديرها الأونروا في مخيم شعفاط وأحياء أخرى في القدس الشرقية، في إطار تنفيذ قانون يحظر على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) العمل في العاصمة بسبب صلاتها بـ”منظمات إرهابية”، بما في ذلك حماس.
وجاء الإغلاق عقب إخطار من الشرطة للمدارس الشهر الماضي، ويمثل التطبيق الرسمي لقانون يحظر عمليات الأونروا داخل الأراضي الخاضعة لسيادة إسرائيل، والذي دخل حيز التنفيذ في يناير. ولا ينطبق القانون على الضفة الغربية أو قطاع غزة.
وأفاد مصور لوكالة فرانس برس تواجد في المكان أن إخطارا بالإغلاق باللغة العبرية تم تركه عند مدخل إحدى المدارس على الأقل، وقالت الأونروا أنه تم اعتقال موظف واحد من موظفيها على الأقل.
وجاء في أمر الإغلاق: ”اعتبارا من 8 مايو 2025، سيُحظر تشغيل المؤسسات التعليمية أو توظيف المعلمين أو أعضاء هيئة التدريس أو أي موظفين آخرين، وسيُحظر استيعاب الطلاب أو السماح لهم بدخول هذه المؤسسة“.
لطالما كانت علاقة إسرائيل مع الأونروا عدائية، حيث تزعم الأولى أن الوكالة تساهم في استمرار أزمة اللاجئين الفلسطينيين من خلال السماح بانتقال هذا الوضع من جيل إلى جيل. وتصاعدت مشاعر الاستياء تجاه الأونروا في القدس خلال العقد الماضي، بعد أن اكتشفت إسرائيل أن حركة حماس التي تحكم قطاع غزة متغلغلة في البنية التحتية للوكالة.
وبلغ هذا الغضب ذروته بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي تبين أن عددا من موظفي الأونروا شاركوا فيه. وواصلت إسرائيل الادعاء بأن 10% من موظفي الوكالة الأممية لهم صلات بحماس، وهو اتهام نفته الوكالة.

وقال مدير شؤون الأونروا في الضفة رونالد فريدريك لوكالة فرانس برس إن قوات ”مدججة بالسلاح“ طوقت ثلاث مدارس تابعة للأونروا في مخيم شعفاط بالقدس الشرقية في الساعة 9 صباح الخميس.
وأوضح فريدريك إن ذلك تم في وقت كان فيه “أكثر من 550 تلميذا تراوح اعمارهم بين 6-15 عاما ومعلموهم متواجدين” في المدارس، واعتبر الخطوة “تجربة صادمة للأطفال الصغار الذين يواجهون خطر فقدان حقهم في التعليم بشكل فوري”.
وقال فريدريك إن الشرطة انتشرت في ثلاث مدارس منفصلة في أجزاء أخرى من القدس الشرقية.
وأدانت السلطة الفلسطينية هذه الخطوة في بيان لوكالة فرانس برس، ووصفتها بأنها ”انتهاك لحق الأطفال في التعليم“.
الأونروا هي المزود الرئيسي للتعليم والرعاية الصحية للفلسطينيين في جميع أنحاء القدس الشرقية. وتدعي إسرائيل أن القدس بأكملها عاصمتها، إلا أن الأمم المتحدة تعتبر ضمها للجزء الشرقي من المدينة غير قانوني.
وتقول وزارة التربية والتعليم إنها ستوزع الطلاب على مدارس أخرى في القدس. لكن أولياء الأمور والمعلمين والإداريين يحذرون من أن إغلاق المدارس الرئيسية في القدس الشرقية سيجبر أطفالهم على المرور يوميا عبر حواجز مزدحمة وخطرة، وبعضهم لا يملكون التصاريح اللازمة للمرور.

في بيان سابق لوكالة أسوشيتد برس، قالت وزارة التربية التعليم إنها ستغلق المدارس لأنها تعمل دون ترخيص. وتعهد مسؤولو الأونروا بإبقاء المدارس مفتوحة لأطول فترة ممكنة.
ووفقا لبلدية القدس، كان هناك حوالي 900 طالب مسجلين في المدارس التي تديرها الأونروا في المدينة. ومنذ إقرار القانون، عملت البلدية على توفير أماكن بديلة لهؤلاء الطلاب في مدارس أخرى في القدس الشرقية.
بالإضافة إلى ذلك، يجري التخطيط لإنشاء مركز تعليمي جديد في مخيم شعفاط سيضم عدة مدارس تعمل تحت إشراف وزارة التربية التعليم الإسرائيلية.