إسرائيل تغلق سفارتها في دبلن بسبب “سياسة أيرلندا المتطرفة المعادية لإسرائيل”
رئيس الوزراء الأيرلندي يقول إن الخطوة "مؤسفة للغاية"؛ وزير الخارجية ساعر يعلن عن افتتاح سفارة جديدة في مولدوفا، ويقول إن إسرائيل "تعطي وزناً" للدول "المهتمة بتعزيز العلاقات"
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الأحد أن إسرائيل ستغلق سفارتها في أيرلندا، مشيرا إلى “السياسة المتطرفة المعادية لإسرائيل التي تنتهجها الحكومة الأيرلندية”.
وقال ساعر في بيان إن “الإجراءات والخطابات المعادية للسامية التي تتخذها أيرلندا ضد إسرائيل تستند إلى نزع الشرعية عن الدولة اليهودية وتشويه سمعتها والمعايير المزدوجة”. وأضاف “لقد تجاوزت أيرلندا كل الخطوط الحمراء في علاقتها مع إسرائيل”.
وقال رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس أن القرار “مؤسف للغاية”.
وكتب هاريس على موقع “إكس” في أعقاب إعلان ساعر، “أرفض تمامًا الادعاء بأن أيرلندا معادية لإسرائيل. أيرلندا مؤيدة للسلام وحقوق الإنسان والقانون الدولي”.
وأضاف أن “أيرلندا تريد حل الدولتين وأن تعيش إسرائيل وفلسطين في سلام وأمن. وستدافع أيرلندا دائمًا عن حقوق الإنسان والقانون الدولي”.
وقال وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن إن البلدين سيحافظان على العلاقات الدبلوماسية وأنه لا توجد خطط لإغلاق سفارة أيرلندا في إسرائيل.
وكانت أيرلندا واحدة من أبرز منتقدي إسرائيل طوال الحرب في غزة، التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 في أعقاب هجوم حماس غير المسبوق الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 رهينة.
واستدعت إسرائيل سفيرها في مايو بعد أن أصبحت أيرلندا واحدة من ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي قالت إنها ستعترف من جانب واحد بدولة فلسطينية. ولم تستدع أيرلندا سفيرها لدى إسرائيل. وأقر البرلمان الأيرلندي في نوفمبر اقتراحا غير ملزم يعلن أن “إسرائيل ترتكب إبادة جماعية أمام أعيننا في غزة”.
وفي الأسبوع الماضي، صوت مجلس الوزراء الأيرلندي على الانضمام إلى القضية التي تتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في حربها مع حماس في غزة، والتي رفعتها جنوب أفريقيا أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي العام الماضي.
إضافة إلى آراء الحكومة الأيرلندية وأفعالها فيما يتصل بالحرب، كشف تقرير نشرته الشهر الماضي مجموعة مراقبة التعليم IMPACT-se عن تشوهات عميقة فيما بخص الهولوكوست وإسرائيل واليهودية والتاريخ اليهودي في الكتب المدرسية المستخدمة في المدارس العامة الأيرلندية.
وانتقد زعيم المعارضة يائير لبيد، وزير الخارجية الأسبق، ساعر بسبب هذه الخطوة يوم الأحد، وكتب في منشور على موقع إكس أن النهج خاطئ.
وكتب لبيد “قرار إغلاق السفارة الإسرائيلية في أيرلندا هو انتصار لمعاداة السامية والمنظمات المعادية لإسرائيل. الطريقة للتعامل مع الانتقادات ليست الهروب بل البقاء والقتال”.
وبعد أن رد ساعر قائلا أن على لبيد أن يخجل من نفسه لأنه “يعتبر معاملة أيرلندا لإسرائيل ’انتقادًا’”، تمسك زعيم المعارضة بموقفه قائلا إن “إسرائيل بحاجة إلى إقامة سفارات خاصة في الأماكن التي يوجد فيها خلاف قوي مع الحكومة، ووزير الخارجية الذي يستسلم فقط ويهرب من الصراع لا يقوم بعمله”.
وفي بيان، قال موريس كوهين رئيس المجلس التمثيلي اليهودي في أيرلندا إن إغلاق السفارة سيكون “محزنًا بشكل خاص بالنسبة للمجتمع اليهودي في أيرلندا، الذي نما وتنوع بشكل كبير في السنوات الأخيرة”.
وبالنسبة للسكان الأيرلنديين الإسرائيليين في البلاد، فإن “إغلاق السفارة لا يمثل ضربة رمزية فحسب، بل يشكل أيضًا مصاعب عملية” لمن يحتاج خدمات قنصلية. ودعا كوهين “الحكومتين الأيرلندية والإسرائيلية إلى البحث عن مسارات لإعادة بناء الثقة وضمان بقاء قنوات التواصل الدبلوماسية مفتوحة… دعونا نختار التواصل بدلاً من القطيعة، والحوار بدلاً من الانقسام، والسعي إلى السلام بدلاً من الأفعال الاستقطابية”.
وفي غضون ذلك، أعلن ساعر يوم الأحد أيضًا أن إسرائيل ستفتح سفارة في مولدوفا، التي لديها بالفعل سفارة في إسرائيل. ومن المتوقع أن يتم افتتاح السفارة في العام المقبل، وبدأت إسرائيل عملية البحث على موقع وتعيين سفير.
وقال ساعر: “هناك دول مهتمة بتعزيز علاقاتها مع إسرائيل ولا يوجد لديها سفارة إسرائيلية حتى الآن. وسنعمل على تعديل الهيكل الدبلوماسي الإسرائيلي لبعثاتنا مع إعطاء وزن، من بين أمور أخرى، لنهج وأفعال الدول المختلفة تجاه إسرائيل في الساحة السياسية”.
وأشاد سفير مولدوفا في إسرائيل أليكس رويتمان بهذا الإعلان، وكتب على موقع إكس أنه يمثل “خطوة طبيعية كان يجب اتخاذها منذ فترة طويلة”.
“أنا مقتنع بأن وجود بعثة دبلوماسية إسرائيلية كاملة في كيشيناو، إلى جانب البعثة المولدوفية في تل أبيب، من شأنه أن يساهم في تحقيق أهداف توسيع العلاقات الثنائية في المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي قطاعات: الطب والزراعة والجيش والإنترنت، إلخ”، كتب.
ساهمت وكالة جي تي إيه في إعداد هذا التقرير