إسرائيل تعيد مئات العمال الغزيين المحتجزين منذ 7 أكتوبر إلى القطاع
إسرائيل عملت ببطء على زيادة عدد سكان غزة الذين يحملون تصاريح عمل في الأشهر الأخيرة، وهي استراتيجية تحطمت في أعقاب المجازر التي ارتكبتها حماس
أعادت إسرائيل يوم الجمعة مئات العمال الفلسطينيين من سكان غزة إلى القطاع، بعد أن اعتقلتهم منذ أن شنت حماس هجومها على البلاد في 7 أكتوبر.
وانزلت حافلات العمال بالقرب من غزة حيث ساروا إلى الطرف الجنوبي للقطاع عبر معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) الحدودي.
وكان العمال من بين ما تعتقد منظمات حقوق إنسان إسرائيلية أنهم آلاف العمال الذين تقطعت بهم السبل في إسرائيل منذ اندلاع الحرب.
وقالت المنظمات الحقوقية إن تصاريح عمل العمال قد ألغيت، وتم مسح أي أثر لوضعهم من سجلاتهم، مما تركهم عرضة للخطر وفي مأزق قانوني.
وقال بعض من دخلوا غزة إنهم كانوا محتجزن في عوفر، وهو مركز احتجاز تديره إسرائيل في الضفة الغربية.
من بين الأشخاص الذين تم الإفراج عنهم محمد شلايا، الذي قال إن المعاملة كانت سيئة خلال الأيام الخمسة إلى الستة الأولى، لكن الظروف تحسنت بعد ذلك.
وقال شلايا إنه كان يعمل في محجر في شمال إسرائيل، وإنه والعمال الآخرين أُجبروا على تسليم أموالهم وهواتفهم المحمولة وبطاقات هوياتهم بعد اعتقالهم وأنهم لم يستعيدوا مقتنياتهم الشخصية قبل إنزالهم بالقرب من غزة.
وكان هؤلاء من بين 18500 فلسطيني من غزة حصلوا على تأشيرات للعمل في إسرائيل، ولكن تم إلغاء حقهم في القيام بذلك بعد ثلاثة أيام من هجوم حماس.
في ذلك اليوم، تسلل آلاف المسلحين عبر الحدود وهاجموا البلدات الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص واختطاف ما لا يقل عن 240 رهينة. معظم القتلى كانوا من المدنيين الذين تعرضوا للتعذيب والقتل في منازلهم وفي مهرجان موسيقي.
ردا على ذلك، شنت إسرائيل حربا ضد حماس، وتعهدت بالقضاء على الحركة الحاكمة لقطاع غزة، وبدأت بقصف عنيف على أهداف للحركة في القطاع.
وقالت وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس في غزة إن 9227 شخصا قُتلوا في القصف الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، وقد أعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين عن شكوكهم بشأن صحتها. كما أن الأرقام لا تفرق بين المسلحين والمدنيين.
واتهمت الأمم المتحدة وجهات فاعلة الدولية الأخرى إسرائيل بعدم القيام بما يكفي لحماية المدنيين من الأذى، في حين تصر الأخيرة على أنها تبذل جهدا لتجنب إيذاء المدنيين أثناء قتال المسلحين المختبئين بين السكان المدنيين.
يوم الجمعة، قال بعض العمال الفلسطينيين الذين أعيدوا إلى هناك إنهم لا يعرفون ما إذا كانت عائلاتهم على قيد الحياة أو ما إذا كانت منازلهم لا تزال قائمة.
وقال رمضان العيساوي لوكالة “فرانس برس” بصوت مرتعش “كنت في مركز اعتقال مع مئات المعتقلين الآخرين”، مضيفا “قلنا لأنفسنا أننا يمكن أن نموت في أي لحظة”.
وروى العيساوي “لقد أعطونا من الطعام والشراب ما يكفي فقط للبقاء على قيد الحياة، لكننا لم نعرف شيئا عما يحدث في الخارج”.
قامت إسرائيل بزيادة عدد سكان غزة الذين يحملون تصاريح عمل ببطء في الأشهر الأخيرة، حيث كانت تأمل في توفير حوافز اقتصادية لسكان القطاع للحفاظ على الهدوء. وقد تحطمت هذه الاستراتيجية في أعقاب هجمات 7 أكتوبر. يوم الخميس، قال مجلس الوزراء الأمني المصغر الإسرائيلي في بيان: “لن يكون هناك المزيد من العمال الفلسطينيين من غزة”.
وزعم بعض الذين عادوا إلى القطاع يوم الجمعة لوكالة فرانس برس أنهم تعرضوا للتعذيب. ولم تقدم وكالة الأنباء ردا من إسرائيل على هذه المزاعم، ولم يتضح ما اذا كانت سعت للحصول على رد.