إسرائيل تعلن عن أعمال تمهيدية لبناء سياج على طول الحدود مع الأردن
وزارة الدفاع تأمر كاتس بالبدء في التخطيط الهندسي، بما في ذلك المسح البيئي وتركيب البنية التحتية للمراقبة، على طول الحدود الممتدة على 309 كيلومترات
قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية الثلاثاء إنها بدأت تنفيذ أعمال تشييد سياج على طول الحدود مع الأردن لمنع التسلل إلى داخل البلاد، وهي مهمة مكلفة لم تحقق تقدم يذكر في الماضي.
الخطوة، التي ترمي إلى تعزيز الدفاعات على طول الحدود الممتدة لمسافة 309 كيلومترات من إيلات عبر الضفة الغربية وصولا إلى مرتفعات الجولان، والتي أمر بها وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس، هي أحدث محاولة من جانب الحكومة لتبني الخطة، التي طالما تم الحديث عنها ولكن لم يتم إحراز تقدم فيها.
وقالت الوزارة يوم الثلاثاء إنها تعكف على إعداد “تخطيط هندسي مفصل” للسياج. وستكلف مرحلة التخطيط عشرات الملايين من الشواكل ومن المتوقع أن تستمر عدة أشهر.
وسيتضمن العمل تحديد المخاطر البيئية المحتملة، وإجراء مسوحات للتربة، ووضع قسم أولي من السياج مع معدات المراقبة والبنية التحتية للشبكات.
وقالت الوزارة إن الأعمال “تهدف إلى تعزيز جاهزية المؤسسة الدفاعية لإقامة حاجز على الحدود مع الأردن، بما يتوافق مع قرارات القيادة السياسية بهذا الشأن”.
وهناك سياج قديم من الأسلاك الشائكة مزود بأجهزة استشعار على طول جزء من الحدود المشتركة بين الأردن وإسرائيل والضفة الغربية. أما الأجزاء الأخرى فهي تقتصر على الأسلاك الشائكة فقط.
وقد أدت سهولة اختراق الحدود إلى استخدامها المتكرر لتهريب الأسلحة والمخدرات. ويقول المسؤولون إن الأسلحة التي تم تهريبها عبر الحدود ـ والتي ربما بلغ عددها عشرات الآلاف على مدى العقد الماضي ـ أدت إلى تفاقم أعمال العنف في المجتمع العربي في إسرائيل، كما استخدمها المسلحون الفلسطينيون.
وفي شهر أكتوبر، اخترق مسلحان الحدود من الأردن ودخلا إسرائيل في منطقة جنوب البحر الميت، بالقرب من مستوطنة نيئوت هاكيكار الحدودية. وتتكون الحدود الأردنية في تلك المنطقة من لفائف من الأسلاك الشائكة المتراكمة فوق بعضها البعض.
وأطلق المسلحون من جماعة الإخوان المسلمين في الأردن النار على قوات الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم بجروح طفيفة، قبل أن يقتلوا المهاجمين بالرصاص، بعد أن تمكنا من عبور بضعة أمتار داخل الأراضي الإسرائيلية.
وقد طرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وآخرون فكرة تعزيز السياج أو بناء جدار حدودي ما مرارا وتكرارا لأكثر من عقد من الزمان، على الرغم من أن كثيرين يعتبرون الخطوة غير واقعية بسبب طول الحدود والتكلفة الهائلة.
ويبدو أن الإعلان الذي صدر يوم الثلاثاء هو أبعد ما وصل إليه المشروع حتى الآن.
وفي الشهر الماضي، دعا كاتس، بصفته وزيرا للخارجية، إلى بناء سياج أمني “بشكل عاجل” على طول الحدود الإسرائيلية الأردنية، متهما إيران بمحاولة إنشاء “جبهة إرهابية شرقية” ضد إسرائيل من خلال تهريب الأسلحة عبر الأردن.
وتم تطوير جزء يبلغ طوله 30 كيلومترا من الحدود مع الأردن، بالقرب من مدينة إيلات الواقعة في أقصى الجنوب ومطار رامون الدولي الجديد، على نحو مماثل للحدود الإسرائيلية مع مصر وقطاع غزة في العقد السابق.
وأنفقت إسرائيل 300 مليون شيكل (88 مليون دولار) على الجزء الصغير من الحدود بالقرب من إيلات، في حين أن مشروع تغطية الحدود الأردنية بأكملها من المرجح أن يكلف مليارات الشواكل.
وعلى مدى سنوات، أشاد نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون آخرون بالسياج المتطور الذي بلغت تكلفته 3.5 مليار شيكل (1.1 مليار دولار) على طول الحدود مع غزة، والذي تم تزويده بجدار من الحديد وأجهزة الاستشعار والخرسانة، باعتباره يوفر أعلى حماية أمنية للمدنيين في المنطقة.
في صباح السابع من أكتوبر 2023، اخترق آلاف المسلحين من حماس الجدار، وعطلوا أجهزة استشعاره باستخدام طائرات مسيّرة، وهدموا أجزاء من الجدار بالجرافات، ثم قادوا سياراتهم عبر الفجوات بينما حلق آخرون بالمظلات، لتنفيذ هجوم أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص في إسرائيل واحتجاز 251 رهينة في غزة.
وفي الشهر الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تشكيل فرقة جديدة مهمتها الدفاع عن حدود البلاد مع الأردن.
وقال الجيش في بيان إن قرار تشكيل الفرقة الإقليمية الشرقية الجديدة جاء في أعقاب فحص “الاحتياجات العملياتية والقدرات الدفاعية للجيش في المنطقة، بما يتوافق مع تخطيط بناء قوة جيش الدفاع الإسرائيلي، في ظل دروس الحرب وتقييم الوضع”.
وستكون الفرقة تابعة للقيادة المركزية للجيش.
وفي الوقت الحاضر، يتولى لواء غور الأردن الإقليمي، التابع للقيادة المركزية، مهمة الدفاع عن نحو 150 كيلومتراً من الحدود الشرقية، من الجزء الشمالي من البحر الميت في الضفة الغربية شمالاً إلى ينابيع الحمّة الساخنة في مرتفعات الجولان. ويتولى لواء يوآف الإقليمي، التابع للقيادة الجنوبية للجيش، مسؤولية الجزء الجنوبي ذي الكثافة السكانية المنخفضة، الممتد من البحر الميت إلى مدينة إيلات السياحية المطلة على البحر الأحمر.