إسرائيل في حالة حرب - اليوم 494

بحث

إسرائيل تعلق الموافقة على صفقة الرهائن وتتهم حماس بالتراجع عن أجزاء منها

تأجيل تصويت المجلس الوزاري وسط خلاف حول هويات الأسر الذين سيتم إطلاق سراحهم؛ حماس تنفي تراجعها عن الاتفاق؛ مسؤول خارج مكتب رئيس الوزراء يقول إن نتنياهو يماطل بسبب "سياسات ائتلافية"

لافتة كبيرة تدعو إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، في هرتسليا في 16 يناير، 2025. (Dor Pazuelo/Flash90)
لافتة كبيرة تدعو إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، في هرتسليا في 16 يناير، 2025. (Dor Pazuelo/Flash90)

لا تزال إسرائيل بعد ظهر الخميس تحجم عن الإعلان رسميا عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذي أعلن عنه الوسطاء في اليوم السابق مع حماس، مصرة على أن التفاصيل لا تزال بحاجة إلى الانتهاء وأن حماس تضع عوائق في اللحظة الأخيرة في المفاوضات.

بعد ظهر يوم الخميس كان رئيس الموساد دافيد برنياع، الذي يترأس الفريق المفاوض الذي أرسل إلى الدوحه ليلة السبت، لا يزال في العاصمة القطرية، بحسب مسؤول مطلع على المحادثات.

وأعلنت كل من الولايات المتحدة وقطر – اللتين توسطتا في الاتفاق – مساء الأربعاء أنه تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرا في غزة والتي اندلعت بسبب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو امتنع عن التعليق علنا، قائلا إنه لن يفعل ذلك إلا عندما يتم الانتهاء من الشروط.

ومع ذلك، أشار معظم المسؤولين الإسرائيليين إلى أن الاتفاق أصبح شبه محسوم، مع تحول التركيز إلى المعركة السياسية الداخلية التي تدور قبل التصويت المتوقع لمجلس الوزراء والمجلس الوزاري الأمني المصغر، والذي تأخر لعدة ساعات على الأقل.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا صباح الخميس متهما حماس بالتراجع عن بعض الاتفاقات وخلق “أزمة” في وضع اللمسات النهائية على الصفقة.

وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان صدر باللغتين الإنجليزية والعبرية: “حماس تنكث بالتفاهمات وتخلق أزمة في اللحظة الأخيرة تمنع التوصل إلى اتفاق. لن تجتمع الحكومة الإسرائيلية حتى يخطر الوسطاء إسرائيل بأن حماس قبلت جميع عناصر الاتفاق”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (وسط الصورة)، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش (يسار الصورة)، وسكرتير الحكومة يوسي فوكس في اجتماع لمجلس الوزراء في القدس، 1 نوفمبر، 2024. (Amos Ben Gershom/GPO)

وأشارت تقارير أخرى في وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن التأخير في عقد مجلس الوزراء كان بسبب محاولات الحصول على دعم وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي هدد بالانسحاب من الحكومة مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إذا انتهت الحرب.

وخلال الليل، أوضح مكتب رئيس الوزراء أن النزاع يتعلق بالإفراج عن الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، ووصف “محاولة في اللحظة الأخيرة من جانب حماس للانسحاب من بند في الاتفاق يمنح إسرائيل حق النقض على إطلاق سراح قتلة جماعيين هم رموز للإرهاب”، وقال إن حماس “تطالب بإملاء هوية هؤلاء القتلة”، وهو ما يتناقض مع الشروط المتفق عليها.

وجاء في نسخة مسربة من الاتفاق، والتي تأكدت صحتها لاحقا ل”تايمز أوف إسرائيل” أن الأسرى سيتم إطلاق سراحهم “بناء على قوائم متفق عليها من قبل الجانبين”.

وفي أعقاب بيان الحكومة الإسرائيلية، قال المسؤول الكبير في حماس عزت الرشق إن الحركة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الوسطاء يوم الأربعاء.

وأشار مسؤول إسرائيلي من خارج مكتب نتنياهو إلى أن رئيس الوزراء يصدر إعلانات حول انهيار المفاوضات ويؤجل الإعلان عن الاتفاق الذي وقّع عليه فريقه التفاوضي أمس بينما يعمل على الحفاظ على ائتلافه سليما.

وأقر المسؤول الإسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل بأن التفاصيل لا تزال قيد الانتهاء في المفاوضات، لكنه أصر على أن الخلافات طفيفة نسبيا وسيتم حلها في الساعات القادمة.

وعندما طُلب منه تفسير سلوك نتنياهو منذ الإعلان عن الاتفاق، اعتبر المسؤول الإسرائيلي أن نابع عن “سياسات ائتلافية”.

بشكل منفصل، نفى مسؤول دبلوماسي كبير للصحفيين يوم الخميس أن تكون إسرائيل قد وافقت على الانسحاب التدريجي من محور فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر منذ بداية وقف إطلاق النار.

وقال المسؤول إن القوات الإسرائيلية ستبقى في المنطقة “طوال المرحلة الأولى بالكامل، أي طيلة 42 يوما”. وأضاف المسؤول أن عدد القوات المنتشرة هناك سيبقى كما هو، “لكن سيتم توزيعه بطريقة مختلفة، بما في ذلك المواقع والدوريات ونقاط المراقبة والسيطرة على طول الطريق بالكامل”.

قوات من لواء ناحل تعمل في شمال قطاع غزة في صورة منشورة في 15 يناير، 2025. (Israel Defense Forces)

وأضاف المسؤول أن المفاوضات بشأن نهاية الحرب لن تبدأ إلا في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، و”إذا لم توافق حماس على المطالب الإسرائيلية بإنهاء الحرب، فإن إسرائيل ستبقى في محور فيلادلفيا أيضا في اليوم الثاني والأربعين وأيضا في اليوم الخمسين”.

ومن الناحية العملية، زعم المسؤول أن “إسرائيل باقية في فيلادلفيا حتى إشعار آخر”.

وتنص النسخة المسربة من الاتفاق على أن الجانب الإسرائيلي “سيقلص تدريجيا القوات في منطقة المحور خلال المرحلة الأولى بناء على الخرائط المرفقة والاتفاق بين الجانبين”. وفي اليوم الثاني والأربعين، ينص الاتفاق على أن “القوات الإسرائيلية ستبدأ انسحابها وتستكمله في موعد لا يتجاوز اليوم الخمسين”.

وبموجب شروط الاتفاق، ستشهد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي تستمر ستة أسابيع إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليا تدريجيا – من ضمنهم اثنان محتجزان في غزة منذ سنوات عديدة.

خلال تلك المرحلة، من المقرر أن تنسحب إسرائيل تدريجيا من المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة، بما في ذلك محور نتساريم في وسطه، وأن تنتشر على محيط يبلغ طوله 700 متر على حدود غزة. سيتم فتح معبر رفح الحدودي مع مصر للمدنيين والجرحى لمغادرة غزة إلى الخارج بعد إطلاق سراح جميع الرهائن الإناث في المرحلة الأولى، وسيتمكن المدنيون من البدء في العودة إلى شمال غزة بعد أسبوع من الاتفاق.

صور الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس معروضة على أبواب الكنيس الجديد في برلين في 16 يناير، 2025. (John MacDougall/AFP)

في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، من المقرر أن تبدأ المفاوضات حول شروط المرحلة الثانية من الصفقة، والتي من المتوقع أن تشهد إطلاق سراح الرهائن الـ 65 المتبقين.

اختطف المسلحون بقيادة حماس 251 رهينة خلال هجومهم في 7 أكتوبر 2023، وتم إطلاق سراح 105 منهم خلال هدنة مؤقتة في نوفمبر 2023، بينما تم إطلاق سراح أربعة في وقت سابق وأنقذت القوات الإسرائيلية ثمانية أحياء من غزة.

وقد تم انتشال جثث 40 رهينة من القطاع، ومن بين 94 رهينة يُعتقد أنهم ما زالوا محتجزين، أكد مسؤولون إسرائيليون مقتل 34 منهم. ولا يزال مصير العديد من الرهائن الآخرين مجهولا.

ساهم في هذا التقرير وكالات وطاقم تايمز أوف إسرائيل

اقرأ المزيد عن