إسرائيل في حالة حرب - اليوم 533

بحث

إسرائيل تعلق إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بسبب عمليات تسليم الرهائن “المهينة”

نتنياهو يطالب بضمانات بأن تنهي حماس المراسم التي يتم فيها عرض الرهائن أمام الحشود قبل إطلاق سراح السجناء، ويرفض الإفراج عن 600 سجين الذي كان مخططا له يوم السبت

الرهينة الإسرائيلي إيليا كوهين، محاطا بمقاتلي حماس الفلسطينيين، يلوح تحت الضغط قبل إطلاق سراحه مع رهينتين آخرين في النصيرات في وسط قطاع غزة، في 22 فبراير، 2025.(Bashar TALEB / AFP)
الرهينة الإسرائيلي إيليا كوهين، محاطا بمقاتلي حماس الفلسطينيين، يلوح تحت الضغط قبل إطلاق سراحه مع رهينتين آخرين في النصيرات في وسط قطاع غزة، في 22 فبراير، 2025.(Bashar TALEB / AFP)

قالت إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح الأحد إنها أرجأت إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المقرر أن يتم إطلاق سراحهم يوم السبت حتى تتلقى القدس ضمانات بشأن انتهاء “المراسم المهينة” التي تنظمها حماس عند تسليم الرهائن.

وجاء بيان مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد أن أفادت التقارير بأن أكثر من 600 أسير ركبوا بالفعل الحافلات لمغادرة سجن عوفر، في أكبر عملية إطلاق سراح في يوم واحد ضمن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار المستمر في غزة. وبدلا من ذلك، أُمر الأسرى بالنزول من الحافلات، وتم تأجيل إطلاق سراحهم إلى أجل غير مسمى.

وكان من المقرر إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين كجزء من صفقة لإطلاق سراح ستة رهائن أفرجت حماس عنهم في وقت سابق من اليوم. ولكن مع غضب الإسرائيليين بسبب طريقة التعامل مع نقل جثامين الأم شيري بيباس وطفليها الصغيرين الذين قُتلوا في الأسر، والغضب الجديد الذي أثاره مقطع فيديو دعائي يظهر فيه رهائن إسرائيليون تم إحضارهم إلى المراسم التي يتم فيها إطلاق سراح رهائن آخرين، قال نتنياهو إن إسرائيل ستطالب بإنهاء هذه الاستعراضات الخرقاء قبل استئناف إطلاق سراح السجناء.

وجاء في بيان من مكتب رئيس الوزراء أرسل بعد الساعة الواحدة من فجر الأحد “في ضوء الانتهاكات المتكررة من قبل حماس – بما في ذلك الاحتفالات التي تسيء إلى كرامة مختطفينا والاستخدام الساخر لمختطفينا لأغراض دعائية – فقد تقرر تأجيل إطلاق سراح الإرهابيين المخطط له أمس حتى يتم ضمان إطلاق سراح المختطفين القادمين، وبدون المراسم المهينة”.

وقد أدى الإعلان الإسرائيلي المفاجئ إلى إثارة المزيد من الشكوك حول مستقبل الهدنة.

وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية تأجيل الإفراج “حتى إشعار آخر”. وأظهر مقطع فيديو نشرته وكالة “أسوشييتد برس” في الضفة الغربية عائلات السجناء وهم ينتظرون في الخارج في طقس شديد البرودة، بينما كانوا يتفرقون على ما يبدو. وظهرت امرأة كانت تبتعد عن المكان وهي تبكي.

والدة السجين الفلسطيني خالد خديش، الذي كان من المقرر الإفراج عنه إلى جانب مئات السجناء الفلسطينيين يوم السبت، تتابع الأخبار في انتظار معلومات عن إطلاق سراحه في منزلها بمخيم بلاطة شرقي نابلس بالضفة الغربية، 22 فبراير، 2025. (Jaafar ASHTIYEH/AFP)

ولم ترد الحكومة الإسرائيلية على أسئلة بشأن التأخير في إطلاق سراح الاسرى. واتهمت حركة حماس إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، واتهم المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع نتنياهو بـ”المماطلة المتعمدة”.

وقد رافق خمسة من الرهائن الستة الذين تم الافراج عنهم يوم السبت أعضاء ملثمون ومسلحون من حركة حماس أمام حشد من الناس – وهو العرض الذي انتقدته الأمم المتحدة والجمعية الدولية للصليب الأحمر باعتباره قاسيا بعد عمليات التسليم السابقة.

وكان الستة – طال شوهم، وعومر شيم طوف، وعومر فينكيرت، وإيليا كوهين، وأفيرا منغيستو، وهشام السيد – آخر الرهائن الأحياء الذين من المتوقع إطلاق سراحهم في إطار المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، مع بقاء أسبوع واحد في المرحلة الأولى. ولم تبدأ بعد المحادثات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.

وتم تسليم جميع الرهائن، باستثناء السيد، الذي ظل محتجزا في غزة لنحو عقد من الزمان، مثل منغيستو، في مراسم مرتبة. وفي إحدى اللقطات ظهر عومر فينكرت، وعومر شيم طوف، وإيليا كوهين إلى جانب مقاتلي حماس. قام شيم طوف، الذي بدا متوترا، بتقبيل رجلين مسلحين على رأسيهما، ثم أرسل القبلات إلى الحشد.

يُطلب من الرهائن الإسرائيليين، من اليسار إلى اليمين، إيليا كوهين، وعومر شيم طوف، وعومر فينكرت، إظهار شهادات صادرة عن حماس قبل تسليمهم إلى الصليب الأحمر في النصيرات، وسط قطاع غزة، السبت، 22 فبراير، 2025. (AP/Jehad Alshrafi)

وقد ارتدى الرهائن زيا عسكريا مزيفا، على الرغم من أنهم لم يكونوا جنودا عند اختطافهم.

وأعلن الجيش في وقت لاحق أنه تم إطلاق سراح السيد. وكان المواطن العربي الإسرائيلي قد دخل غزة في عام 2015، أي بعد عام من دخول منغيستو. وكان كلاهما يعاني من مرض نفسي، وفقا لأسرتيهما، وبدا غير متجاوبين إلى حد كبير بعد عودتهما إلى إسرائيل.

وكان من المقرر أن تفرج إسرائيل عن 602 اسير، من بينهم 50 يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة بتهمة شن هجمات مميتة ضد إسرائيليين، و60 اسيرا يقضون فترات سجن طويلة.

وتضمنت القائمة السجين الأقدم الذي كان من المرجح أن يتم إطلاق سراحه: نائل البرغوثي، الذي أمضى ما مجموعه 44 عاما في السجن الإسرائيلي لقتله سائق الحافلة الإسرائيلي مردخاي يكوئيل (27 عاما) في مركبته بالقرب من رام الله في عام 1978. وبعد 33 عاما في السجن، تم إطلاق سراح البرغوثي في ​​صفقة غلعاد شاليط عام 2011، ولكن أعيد اعتقاله بعد ثلاث سنوات وإدانته بتهم تتعلق بالإرهاب.

ومن المقرر أن يتم في هذه الصفقة الإفراج عن 47 اسيرا فلسطينيا أعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط.

أسير فلسطيني سابق أفرجت عنه إسرائيل يحظى بتصفيق الجماهير بعد نزوله من حافلة في مدينة رام الله بالضفة الغربية، 8 فبراير، 2025. .(Jaafar Ashtiyeh/AFP)

ومن المقرر أيضا الإفراج عن عمار الزبان، الشخصية البارزة في حماس والذي ترأس كتائب شهداء الأقصى خلال الانتفاضة الثانية.

وحُكم على الزبان، الذي سيتم ترحيله، بـ 27 حكما بالسجن مدى الحياة بسبب تورطه في العديد من الهجمات، بما في ذلك التفجير الانتحاري في سوق محانيه يهودا في القدس عام 1997، والذي أسفر عن مقتل 16 شخصا.

وكان من المقرر ترحيل ما يقارب من 100 من السجناء السابقين بعد إطلاق سراحهم. وسيتم إرسال 11 اسيرا آخرين تم اعتقالهم قبل اندلاع الحرب إلى غزة، في حين سيعود 43 اسيرا إلى منازلهم في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

ومن المقرر إطلاق سراح 445 اسيرا آخرين تم اعتقالهم في غزة بعد 7 أكتوبر ولم توجه إليهم أي تهم.

وقبيل الإفراج عنهم، أصدر رئيس مصلحة السجون الإسرائيلية كوبي يعكوفي تعليمات للحراس بإلباس السجناء الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم قمصانا تحمل آية من المزامير مكتوبة باللغة العربية: “أتبَعُ أعدائي فألحقُهُم، ولا أرتَدُّ حتّى أفنِـيَهُم”.

مصلحة السجون الإسرائيلية تجبر الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم ارتداء ملابس عليها شعارها ونجمة داوود وباللغة العربية: “لا ننسى ولا نغفر”، 15 فبراير 2025. (Israel Prison Service)

كما أُجبر السجناء على ارتداء أساور مكتوب عليها “الشعب الخالد لا ينسى. أتبع أعدائي فألحقهم”.

ومن المقرر أيضا إطلاق سراح 23 قاصرا وامرأة واحدة من المعتقلين واعادتهم إلى القطاع مقابل جثامين شيري بيباس وطفليها أريئل وكفير، بحسب صحيفة “هآرتس”.

وتقول إسرائيل إن أريئل، الذي كان يبلغ من العمر 4 سنوات عندما اختطف، وكفير، الذي كان يبلغ من العمر 10 أشهر، قُتلا على يد خاطفيهما في نوفمبر 2023 بعد اختطافهما من منزلهما في نير عوز في 7 أكتوبر. كما قُتلت شيري بيباس، إلا أن جثمانها لم يعد إلى إسرائيل إلا في وقت متأخر من يوم الجمعة بعد أن أرسلت حماس في البداية رفات امرأة من غزة بدلا من جثمان بيباس. تم اختطاف الزوج والأب ياردن بيباس بشكل منفصل وتم إطلاق سراحه حيا في وقت سابق من هذا الشهر.

وكان نتنياهو قد توعد بالانتقام من “الانتهاك القاسي والخبيث” بعد اكتشاف أن جثمان شيري بيباس لم يتم تسليمه كما وُعد. وأشاد نتنياهو مساء السبت بإطلاق سراح الرهائن الستة الأحياء، ووصفه بأنها “لحظة فرح وارتياح” لعائلاتهم وإسرائيل، لكنه قال إن إسرائيل “لن تنسى ولن تغفر” قتل أفراد عائلة بيباس الثلاثة.

شيري وكفير وأريئيل بيباس(Courtesy)

وحذر وزير الدفاع يسرائيل كاتس من أن جرائم القتل “لن يتم التعامل معها باستخفاف”.

يوم الخميس، وضعت حماس توابيت عائلة بيباس على خشبة المسرح في خان يونس أمام ملصق عملاق لنتنياهو في هيئة مصاص دماء، إلى جانب تابوت ناشط السلام الثمانيني عوديد ليفشيتس، الذي قُتل أيضا في الأسر، وعرضوا توابيت الضحايا الأربعة أمام حشود هاتفة، مما أثار نفورا واسعا من العرض.

وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا مساء السبت إن إطلاق سراح السجناء سيتأجل حتى ينتهي نتنياهو من إجراء مشاورات أمنية بشأن إعادة الرهائن الإسرائيليين المتبقين. وقال مسؤول إن الاجتماع ركز “على هدف إعادة جميع مختطفينا، الأحياء والأموات”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي، في مكتبه في القدس في 16 فبراير، 2025. (Evelyn Hockstein / POOL / AFP)

وبموجب المرحلة الأولى الحالية من اتفاق وقف إطلاق النار، من المقرر أن تقوم حماس بتسليم جثث أربعة رهائن قُتلوا في الأسر مقابل إطلاق سراح المزيد من السجناء. ومن المقرر إطلاق سراح نحو 2000 سجين كجزء من المرحلة الأولى، وهو ثمن قال البعض في إسرائيل، بما في ذلك حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف، إنه مرتفع للغاية، خاصة بالنظر إلى العدد الكبير من المدانين بالإرهاب الذين يقضون عقوباتهم لتورطهم في هجمات مميتة.

ولم يتم الاتفاق بعد على المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي تشمل إطلاق سراح الرهائن المتبقين مقابل الافراج عن المزيد من السجناء، حيث أشارت إسرائيل إلى أنها قد تستأنف القتال في غزة بدلا من ذلك.

وقالت حماس إنها لن تفرج عن الرهائن المتبقين دون وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة. ويقول نتنياهو، بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه ملتزم بتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس وإعادة جميع الرهائن، وهما هدفان يُنظر إليهما على نطاق واسع على أنهما متعارضان.

متظاهرون يحتجون من أجل إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في قطاع غزة، خارج مفر وزارة الدفاع “هاكيريا” في تل أبيب، 22 فبراير، 2025. (Erik Marmor/Flash90)

وتجمعت عائلات وآخرون، مساء السبت، في تل أبيب للضغط على حكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق.

وقالت نعمة فاينبرغ، قريبة الرهينة المتوفي إيتاي سفيرسكي “كيف يمكن أن يكون الرئيس ترامب والمبعوث الخاص [ستيفن] ويتكوف أكثر التزاما بعودة المختطفين الإسرائيليين منك؟ يا نتنياهو، هؤلاء هم مواطنوك الذين تم التخلي عنهم في فترة مناوبتك!”

وكان من المقرر أن يلتقي ويتكوف مساء السبت مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، حسبما أفاد موقع “واللا” الإخباري.

اقرأ المزيد عن