إسرائيل في حالة حرب - اليوم 492

بحث

إسرائيل تعزز دفاعاتها الجوية وتستدعي قواتها مع ازدياد التهديدات برد إيراني على الغارة في سوريا

التكهنات تشير إلى أن إيران يمكن أن تهاجم إسرائيل من أراضيها وليس من خلال وكلائها، مما سيثير أعمال عدائية أوسع نطاقا؛ غالانت يقول إن الجيش الإسرائيلي مستعد لكل السيناريوهات

لوحة إعلانية تعرض صورة العميد الإيراني القتيل محمد رضا زاهدي مع شعار باللغة العبرية يقول "سوف تندمون"، في 3 أبريل، 2024 في ساحة فلسطين بطهران.  (ATTA KENARE / AFP)
لوحة إعلانية تعرض صورة العميد الإيراني القتيل محمد رضا زاهدي مع شعار باللغة العبرية يقول "سوف تندمون"، في 3 أبريل، 2024 في ساحة فلسطين بطهران. (ATTA KENARE / AFP)

قال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إنه عزز منظومة دفاعاته الجوية واستدعى جنود احتياط، في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لرد إيراني محتمل على غارة في سوريا في وقت سابق من هذا الأسبوع قُتل فيها عدد من المسؤولين العسكريين الإيرانيين رفيعي المستوى.

تعهدت كل من إيران ووكيلها حزب الله بأن هجوم يوم الاثنين على مبنى قنصلي بجوار السفارة الإيرانية في دمشق، والذي أسفر عن مقتل محمد رضا زاهدي، أكبر مسؤول في الحرس الثوري الإيراني في سوريا، إلى جانب نائبه وخمسة ضباط آخرين في الحرس الثوري وعضو واحد على الأقل في منظمة حزب الله، لن يمر دون عقاب.

وأشار تقرير إخباري للقناة 12 ناقش تكهنات إسرائيلية بشأن انتقام محتمل إلى احتمال أن ترد إيران بإطلاق صواريخ مباشرة من أراضيها وليس عبر أي من مجموعاتها بالوكالة، والتي تشمل ميليشيات في لبنان والعراق واليمن.

في حين أن إسرائيل يمكن أن تكتفي بالسماح لجولة الأعمال العدائية بالانحسار، في حالة رد إيران عبر وكيل، مثل قيام حزب الله بإطلاق وابل من الصواريخ، فمن المرجح أن يدفع هجوم من الأراضي الإيرانية الجيش الإسرائيلي إلى شن عملية انتقامية كبيرة، مما قد يؤدي إلى المخاطرة بتصاعد التوترات بشكل أكبر.

وقال رئيس المخابرات العسكرية الأسبق عاموس يادلين للشبكة التلفزيونية: “لن أتفاجأ إذا أطلقت إيران النار مباشرة على إسرائيل”، موضحا أن الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران في شهر يناير على جارتها باكستان يشكل سابقة لمثل هذا العمل.

خدمات الطوارئ تعمل في القنصلية الإيرانية بعد تعرضها لضربة إسرائيلية مزعومة في دمشق، سوريا، 1 أبريل، 2024. (AP Photo/Omar Sanadiki)

وذكرت تقارير إعلامية عبرية أن قرار تعزيز الدفاعات الجوية واستدعاء القوات جاء بعد تقييم التهديد.

وأطلق حزب الله عدة صواريخ على إسرائيل من لبنان منذ هجوم يوم الاثنين، على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى أنه تجاوز معدل إطلاق النار اليومي عبر الحدود الذي أثار التوترات على الحدود الشمالية لإسرائيل منذ 8 أكتوبر.

وتوعد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالانتقام من هجوم يوم الاثنين، وانتشرت ملصقات تردد كلماته في جميع أنحاء طهران في إشارة إلى الضغط الشعبي من أجل رد إيراني.

وقال خامنئي في كلمة أمام المسؤولين الإيرانيين في طهران الأربعاء إن “هزيمة النظام الصهيوني في غزة ستستمر وهذا النظام سيكون على وشك الانحدار والانحلال”.

وأضاف: “إن الجهود اليائسة مثل تلك التي قاموا بها في سوريا لن تنقذهم من الهزيمة. بالطبع سيتم صفعهم أيضا بسبب هذا الفعل”.

وقال وزير الدفاع يوآف غالانت في وقت سابق يوم الأربعاء إن إسرائيل “تزيد من استعدادها” في مواجهة التهديدات من جميع أنحاء الشرق الأوسط.

متحدثا خلال تدريب على جاهزية الجبهة الداخلية في مدينة حيفا، قال غالانت إن المؤسسة الدفاعية في البلاد “تقوم بتوسيع عملياتها ضد حزب الله، وضد الكيانات الأخرى التي تهددنا”، وأكد مجددا أن إسرائيل “تضرب أعداءنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

وقال غالانت: “علينا أن نكون مستعدين وجاهزين لكل سيناريو ولكل تهديد” ضد الأعداء القريبين والبعيدين، وتعهد قائلا “سنعرف كيفية حماية مواطني إسرائيل وسنعرف كيفية مهاجمة أعدائنا”.

وفي معرض حديثه عن الهجمات اليومية التي يشنها حزب الله المدعوم من إيران في لبنان على الحدود الشمالية، قال غالانت إن إحدى القضايا الرئيسية التي تواجهها إسرائيل هي كيفية تمكين حوالي 80 ألف إسرائيلي نازح من العودة بأمان إلى منازلهم في شمال إسرائيل.

وقال: “نحن نفضل اتفاقا يؤدي إلى إزالة التهديد، ولكن علينا أن نستعد لاحتمال [استخدام] القوة في لبنان الذي يمكن أن يأخذ أيضا في الاعتبار السيناريو الذي نصفه هنا، وهو سيناريو الحرب. ينبغي علينا إلى أن نكون مستعدين لهذه المسألة وأن ندرك أن حدوث ذلك ممكن”.

وقالت وزارة الدفاع إن التدريب يهدف إلى تقييم التنسيق بين السلطات المحلية والوزارات الحكومية وخدمات الإنقاذ في سيناريو الحرب “في ضوء الحاجة المتزايدة لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم”.

منذ 8 أكتوبر، تهاجم القوات التي يقودها حزب الله بلدات إسرائيلية ومواقع عسكرية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث تقول المنظمة إنها تفعل ذلك لدعم غزة في خضم الحرب هناك.

وحتى الآن، أسفرت المناوشات على الحدود عن مقتل ثمانية مدنيين على الجانب الإسرائيلي، فضلا عن مقتل عشرة جنود إسرائيليين. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات. وقد أعلن حزب الله أسماء 267 عنصرا قُتلوا على يد إسرائيل خلال المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا.

وفي لبنان، قُتل 50 عنصرا آخر من الجماعات المسلحة الأخرى، وجندي لبناني، وما لا يقل عن 60 مدنيا، منهم ثلاثة صحفيين.

وجاء الهجوم الإسرائيلي المزعوم على دمشق بعد أن أشارت إسرائيل إلى تكثيف عملياتها ضد حزب الله، حيث ضربت مواقع أعمق داخل لبنان، في محاولة للضغط على المنظمة لوقف إطلاق الصواريخ اليومي.

وحدث ذلك أيضا بعد ساعات من إطلاق ميليشيا مدعومة من إيران طائرة مسيرة على إيلات، والتي أصابت قاعدة بحرية، في واحدة من أخطر الهجمات على إسرائيل منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.

وقال مسؤولون أمريكيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إنهم يتابعون عن كثب ما إذا كانت الجماعات بالوكالة المدعومة من إيران ستهاجم، كما حدث في الماضي، القوات الأمريكية المتمركزة في العراق وسوريا بعد الغارة الإسرائيلية يوم الإثنين، لكنهم لم يحصلوا على أي معلومات استخباراتية تشير إلى ذلك.

توقفت مثل هذه الهجمات الإيرانية في فبراير بعد أن ردت واشنطن على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن بعشرات الغارات الجوية على أهداف في سوريا والعراق مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني والميليشيات التي يدعمها.

وقال أحد المصادر الذي يتابع القضية بعناية وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن إيران تواجه معضلة حيث أنها ترغب في الرد لردع المزيد من مثل هذه الضربات الإسرائيلية لكنها تريد تجنب حرب شاملة.

“إنهم يواجهون هذه المعضلة الحقيقية، فإذا قاموا بالرد فإنهم يخاطرون بمواجهة من الواضح أنهم لا يريدونها، وهم يحاولون تعديل تصرفاتهم بطريقة تظهر أن لديهم القدرة على الاستجابة ولكنهم لا يسعون إلى التصعيد”.

وتابع قائلا: “إذا لم يردوا في هذه الحالة، فسيكون ذلك في الحقيقة إشارة إلى أن قوة ردعهم هي نمر من ورق”، مضيفا أن إيران قد تهاجم إسرائيل نفسها أو السفارات الإسرائيلية أو المنشآت اليهودية في الخارج.

وقال المسؤول الأمريكي أنه نظرا لأهمية الضربة الإسرائيلية، فقد تضطر إيران إلى الرد بمهاجمة المصالح الإسرائيلية، بدلا من ملاحقة القوات الأمريكية.

وقال إليوت أبرامز، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث أمريكي، إنه يرى أيضا أن إيران لا تريد حربا شاملة مع إسرائيل، لكنها قد تستهدف المصالح الإسرائيلية.

“أعتقد أن إسرائيل لا ترغب بحرب كبيرة بين إسرائيل وحزب الله في الوقت الحالي، لذا فإن أي رد لن يأتي في شكل عملية كبير لحزب الله”، في إشارة إلى المنظمة اللبنانية التي يُنظر إليها على أنها أقوى وكيل عسكري لطهران.

وأضاف: “لديهم طرق أخرى عديدة للرد… على سبيل المثال من خلال محاولة تفجير سفارة إسرائيلية”.

يمكن أن ترد إيران أيضا من خلال تسريع برنامجها النووي، الذي كثفته طهران منذ أن انسحب الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب في عام 2018 عن الاتفاق النووي الإيراني المبرم في عام 2015 والمصمم لفرض قيود على البرنامج النووي الإيراني مقابل فوائد اقتصادية.

لكن الخطوتين الأكثر دراماتيكية – زيادة نقاء اليورانيوم المخصب إلى 90٪، والذي يعتبر من الدرجة المستخدمة في صنع القنابل، أو إحياء العمل لتصميم سلاح فعلي – يمكن أن تأتي بنتائج عكسية وتستدعي ضربات إسرائيلية أو أمريكية.

وقال أبرامز: “أي من هذين القرارين ستنظر إليه إسرائيل والولايات المتحدة على أنه قرار بالحصول على قنبلة نووية. لذا… فهم في الحقيقة يخوضون مخاطرة كبيرة. هل هم مستعدون للقيام بذلك؟ لا أعتقد ذلك”.

اقرأ المزيد عن