إسرائيل تعرض إرسال مساعدات طارئة وفرق إنقاذ إلى تركيا المنكوبة من الزلزال
نتنياهو يقول إن الفرق ستقدم المساعدة "بناء على طلب تركيا"؛ هرتسوغ: اسرائيل مستعدة للمساعدة؛ وزارة الخارجية تعقد اجتماعا لمناقشة الوضع؛ غالانت يتحدث إلى نظيره التركي
عرضت إسرائيل إرسال مساعدات إلى تركيا في الوقت الذي تكافح فيه الأخيرة آثار الزلزال المدمر الذي أودى بحياة مئات الأشخاص في المنطقة.
وقال وزير الخارجية إيلي كوهين: “باسم دولة إسرائيل، أود أن أعرب عن حزني العميق للشعب التركي على الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا الليلة”.
وأضاف: “قلوبنا مع الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين. لقد أوعزت وزارة الخارجية بقيادة خطة مساعدة سريعة لتركيا للتعامل مع هذه الكارثة الصعبة”.
وعقد كوهين “اجتماعا طارئا” في وزارة الخارجية صباح الإثنين مع الرئيس التنفيذي للوزارة رونين ليفي لمناقشة الوضع. وتحدث بعد عدة ساعات مع نظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو، وناقش معه إرسال المساعدة الإسرائيلية.
لم يكن هناك أي ذكر رسمي بشأن تقديم مساعدة إسرائيلية لسوريا، ورفضت وزارة الخارجية الرد على ما إذا كان يجري بحث تقديم المساعدة لدمشق. في حين لا يزال البلدان في حالة حرب رسميا، إلا أن الجيش الإسرائيلي نفذ عملية إنسانية ضخمة لمساعدة المدنيين السوريين خلال الحرب الأهلية في البلاد.
وقال وزير الدفاع يوآف غالانت إنه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع “بالاستعداد الفوري لتقديم المساعدة الطارئة” من خلال خدمات الإنقاذ الإسرائيلية وقيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي.
وقال غالانت في بيان إن “القوات الأمنية مستعدة لتقديم أي مساعدة مطلوبة”، مشيرا إلى أن فرق الإنقاذ الإسرائيلية “اكتسبت الكثير من الخبرة على مر السنين في التعامل مع المناطق المنكوبة وفي مهمة إنقاذ الأرواح”.
وقال في وقت لاحق يوم الاثنين أنه تحدث مع نظيره التركي، الجنرال خلوصي أكار، و”أبلغه أن قوات الأمن الإسرائيلية على أهبة الاستعداد وجاهزة لمساعدة الأمة التركية في أي جهود ضرورية لإنقاذ الأرواح”.
وتوجهت رئيسة الوكالة الإسرائيلية للتعاون الدولي “ماشاف”، عينات شلاين، إلى تركيا صباح الإثنين.
وأعلنت منظمة “إيحود هتسلاه” إنها تستعد لارسال بعثة إغاثة إلى تركيا بالتنسيق مع وزارات الخارجية والدفاع والصحة.
وقال الرئيس التنفيذي لإيحود هتسلاه، إيلي بولاك، في بيان: “نحن على استعداد لإرسال بعثة إغاثة تتكون من الأطباء والمسعفين وفرق الطوارئ الطبية وأعضاء وحدة الصدمات النفسية والاستجابة للأزمات وأعضاء وحدات البحث والإنقاذ، مع الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية من أجل تقديم المساعدة لآلاف الأشخاص المحتاجين في تركيا”.
وقالت “نجمة داوود الحمراء” لخدمات الطوارئ في بيان إنها على اتصال مع نظرائها الأتراك في “الهلال الأحمر”، وأنها “عرضت المساعدة الإنسانية والطبية”.
وقالت المنظمة، “تتمتع نجمة داوود الحمراء بخبرة في المساعدة في حالات الكوارث ويتابع المتخصصون عن كثب كارثة الزلزال في تركيا، وهم على استعداد لتقديم أي مساعدة قد تكون مطلوبة”.
وبعث الرئيس يتسحاق هرتسوغ بتعازيه إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أعقاب “الكارثة الهائلة”، معربا عن حزنه “لفقدان الأرواح وتدمير سبل العيش”.
وأضاف هرتسوغ: “إن دولة إسرائيل مستعدة دائما للمساعدة بكل وسيلة ممكنة. قلوبنا مع العائلات الحزينة والشعب التركي في هذه اللحظة المؤلمة”.
وكتبت سفيرة إسرائيل في أنقرة، إيريت ليليان، على تويتر، “مشاعر إسرائيل مع تركيا وشعبها بينما نرى الصور الأولى للنتائج المروعة للزلزال”.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد “أبعث تعازيّ للشعب التركي في الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد الليلة الماضية. إسرائيل تقف معهم “.
ضرب زلزال بقوّة 7,8 درجات جنوب تركيا وشمال سوريا فجر الاثنين، مما تسبب في انهيار مبان وبحث محموم عن ناجين تحت الأنقاض في المدن والبلدات في جميع أنحاء المنطقة. وقُتل أكثر من 640 شخصا، وفقا للمسؤولين، ومن المتوقع ارتفاع حصيلة القتلى.
كما شعر بعض السكان في إسرائيل بالهزة، إلا أنه لم ترد أنباء عن وقوع أضرار. في السنوات الأخيرة، شعر الإسرائيليون بسلسلة من الهزات في جميع أنحاء البلاد، ولكن دون وقوع أضرار على المدى الطويل أو إصابات.
قالت السلطات إنه في حالة وقوع زلزال، يجب على أي شخص قد يكون في خطر التوجه إلى مكان مفتوح. يجب على الأشخاص غير القادرين على مغادرة المبنى أن يدخلوا إلى غرفهم الآمنة، وترك الأبواب والنوافذ مفتوحة، أو الخروج إلى السلالم والاتجاه إلى الأسفل. إذا لم يكن أي من هذين الخيارين متاحا، ينبغي الاحتماء في زاوية الغرفة.
يتم إرسال قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي بانتظام حول العالم للمساعدة عند وقوع كوارث طبيعية، بما في ذلك الزلازل وحرائق الغابات والفيضانات وانهيارات المباني. ساعد فريق تم إرساله إلى مدينة سيرفسايد بولاية فلوريدا الأمريكية في عام 2021 في جهود الإنقاذ في انهيار مبنى سكني.
في عام 2020، عرضت إسرائيل إرسال مساعدات إلى تركيا في أعقاب الزلزال القاتل الذي ضرب البلاد، إلا أن أن أنقرة لم تقبل المساعدة. وقد تحسنت العلاقات بين البلدين منذ ذلك الحين، وزلزال يوم الاثنين يبدو أكثر حدة.
في العام الماضي، أرسلت إسرائيل طائرات إطفاء لمكافحة حريق غابات في شمال قبرص المدعوم من تركيا، وشاركت في مهمات مماثلة في اليونان وقبرص في السنوات الأخيرة.
من المقرر أن يناقش الكنيست استعداد إسرائيل للزلازل الأسبوع المقبل.
لطالما حذر الخبراء من تخلف إسرائيل في الجاهزية لوقوع زلزال كبير قد يتسبب بأضرار جسيمة للبلاد. الزلزال الضخم الأخير الذي كان مركزه في المنطقة حدث في عام 1927 وأسفر عن مقتل مئات الأشخاص.
تقع إسرائيل على طول الشق السوري الأفريقي، وهو خط صدع نشط يمتد على طول الحدود الفاصلة بين إسرائيل والأردن. حذر خبراء جيولوجيون مؤخرا من أن حوالي مليون منزل في إسرائيل معرض لخطر الانهيار في حالة حدوث زلزال.
وفقا للتقديرات، يمكن أن يتسبب زلزال كبير في مقتل حوالي 7 آلاف شخص وإصابة 145 ألف آخرين، مع تشريد 170 ألف شخص وتدمير 320 ألف مبنى.
في العام الماضي، أجرت إسرائيل تدريبات لفحص جاهزيتها فيما يتعلق بالزلازل في عدد من البلدات والمدن في جميع أنحاء البلاد.
ساهم في هذا التقرير تايمز أوف إسرائيل ووكالات