إسرائيل في حالة حرب - اليوم 433

بحث

إسرائيل تعتقد أن الولايات المتحدة جدية في التهديدات بشأن أزمة المساعدات في غزة

قبل الموعد النهائي الذي حدده الكونغرس الأمريكي يوم الأربعاء لزيادة المساعدات للقطاع، ورد أن وزير الدفاع الأمريكي أوستن وجه رسالة "حادة" إلى نظيره الجديد كاتس مفادها أن إمدادات الأسلحة قد تتعرض للخطر

فلسطينيون يالقون مساعدات غذائية في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة، 6 نوفمبر 2024 (Eyad BABA / AFP)
فلسطينيون يالقون مساعدات غذائية في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة، 6 نوفمبر 2024 (Eyad BABA / AFP)

ذكرت تقارير أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نقل رسالة “حادة” إلى نظيره الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس خلال أول محادثة هاتفية بينهما يوم الجمعة، حيث قال إن إسرائيل تخاطر بوقف إمدادات الأسلحة الأميركية لحرب غزة إذا لم تثبت أنها حسنت إمدادات وتوزيع المساعدات للمدنيين في غزة.

وأشار تقرير للقناة 12 يوم السبت إلى أنه في منتصف أكتوبر، حذر أوستن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل في رسالة مفادها أن لديها 30 يوما – حتى 13 نوفمبر – لتحسين الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير أو تعريض استمرار إمداد الأسلحة الأمريكية للخطر.

وحذر الوزيران في ذلك الوقت من أن انخفاض إمدادات المساعدات يثير تساؤلات حول التزام إسرائيل بعدم تقييد دخول المساعدات إلى غزة، واستخدامها الأسلحة الأميركية بما يتماشى مع القانون الدولي.

وقدمت إسرائيل التزاما مكتوبا في شهر مارس الماضي بهدف ضمان امتثالها لمذكرة الأمن القومي التي أصدرها بايدن في فبراير، والتي تنطبق على جميع المتلقين للمساعدات الأمنية الأمريكية.

ومع انتهاء المهلة التي تبلغ 30 يوما يوم الأربعاء، ذكر التقرير التلفزيوني يوم السبت، أن أوستن حث كاتس يوم الجمعة على طرح القضية أمام مجلس الوزراء وقال إن إسرائيل بحاجة إلى الحفاظ على الزيادة الأخيرة في المساعدات التي أبلغه كاتس بها. كما أكد على الحاجة إلى ضمان عدم تعرض بالمدنيين للأذى في حرب غزة.

وورد أن كاتس رد بأن إسرائيل تحاول التعاون بشأن قضية المساعدات، لكن حماس تواصل سرقة الإمدادات وبيعها بأسعار مرتفعة. وقال كاتس إن إسرائيل تريد ضمان وصولها إلى السكان، وهي تعمل مع دول عربية للمساعدة في ذلك.

وزير الدفاع يسرائيل كاتس يتحدث مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال أول تقييم أمني له منذ توليه منصبه، 8 أكتوبر 2024. (Shira Keinan/Defense Ministry)

وذكر التقرير أن إسرائيل تعتقد أن الولايات المتحدة تنوي الضغط “حتى النهاية” على إسرائيل بشأن هذه القضية، لأن إدارة بايدن تنهي ولايتها في غضون شهرين.

وأفاد التقرير أن ذلك يعني أنه إذا لم تقتنع واشنطن بأن هناك تحسينًا جذرياً بشأن تقديم المساعدات وتوزيعها، فقد يكون هناك “تصادم مباشر” بشأن قضية إمدادات الأسلحة.

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يتحدث خلال اجتماع مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في البنتاغون بواشنطن، 25 يونيو 2024. (AP/Susan Walsh)

وفي بيانها حول الاتصال بين أوستن وكاتس، أشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن الوزير أكد على “ضرورة تحسين الظروف الإنسانية المزرية في غزة”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الأسبوع الماضي إن إسرائيل حسنت بشكل كبير وصول المساعدات إلى غزة في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك فتح معبر كيسوفيم الحدودي، مما يرفع عدد المعابر إلى القطاع إلى خمس.

وبينما أحرزت إسرائيل تقدما في هذا الشأن، قال ميلر إن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لتلبية المتطلبات المنصوص عليها في الرسالة من 13 أكتوبر.

وقال ميلر: “لقد واصلنا الضغط عليهم ورأيناهم يتخذون خطوات إضافية”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ضغط على إسرائيل لضمان دخول 350 شاحنة مساعدات على الأقل. يوم الثلاثاء، سُمح بدخول 229 شاحنة، ولا يزال هذا الرقم أقل من الهدف المنشود.

أشخاص يقومون بتحميل عرباتهم بأكياس الدقيق في مركز توزيع مساعدات تابع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في دير البلح وسط قطاع غزة في 3 نوفمبر، 2024. ( Eyad BABA / AFP)

وأصدرت لجنة أممية مستقلة لمراجعة المجاعة يوم الجمعة تحذيرا نادرا من وجود “احتمال قوي” لحدوث مجاعة وشيكة في أجزاء من شمال غزة، مما يتطلب اتخاذ إجراءات فورية من الأطراف المشاركة في الصراع لتجنب الوضع الكارثي.

ورفض الجيش الإسرائيلي التقرير، وقال في بيان “للأسف، يواصل الباحثون الاعتماد على بيانات جزئية ومتحيزة ومصادر سطحية لها مصالح خاصة”، وزعم أنه عزز جهود تقديم المساعدات إلى جميع مناطق قطاع غزة.

وأضاف الجيش أن 39 ألف شاحنة تحمل أكثر من 840 ألف طن من المواد الغذائية دخلت غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، مشيرا إلى عقد اجتماعات يوميا مع الأمم المتحدة التي لديها 700 شاحنة مساعدات تنتظر التسليم والتوزيع.

واندلعت الحرب في غزة عندما تسلل مسلحون بقيادة حماس إلى جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر العام الماضي، في هجوم أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، وأسر 251 رهينة، يُعتقد أن 97 منهم ما زالوا محتجزين في غزة.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 43 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا في القتال حتى الآن، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من العدد وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 17 ألف مقاتل في المعارك و1000 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

ساهم إيمانويل فابيان في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن