إسرائيل تعتقد أن الجيش يحتاج إلى شهرين إضافيين في غزة لإنهاء المرحلة الأولى من الحرب
في تقرير جديد، مسؤول دفاعي يقول إن الجيش بحاجة إلى 3-4 أسابيع لإكمال العمليات في معقل حماس الجنوبي في خان يونس و3-4 أسابيع أخرى من القتال المكثف
يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى ثلاثة إلى أربعة أسابيع أخرى لإكمال هجومه الحالي في خان يونس بجنوب غزة، وفترة مماثلة بعد ذلك لإنهاء المرحلة الأولى من الحرب ضد حماس، وفقا لمسؤول دفاعي إسرائيلي كبير.
وقال المسؤول لموقع “أكسيوس” في تقرير يوم الجمعة أنه في حين أن الولايات المتحدة لم تحدد لإسرائيل موعدا نهائيا لإنهاء عملياتها العسكرية في غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، إلا أن واشنطن حذرت من أن الوقت بدأ ينفد.
دخلت إسرائيل قبل ما يزيد قليلا عن شهرين في حرب مع حماس في غزة، بعد أن شنت الحركة هجوما غير مسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين الحدود إلى البلدات الإسرائيلية الجنوبية، وقتلوا 1200 شخص، واختطفوا حوالي 240 رهينة.
أعلنت إسرائيل الحرب وتعهدت بتدمير حماس في أعقاب الهجوم الصادم، وبتوخي الحذر لحماية المدنيين في غزة الذين، وفقا لمسؤولي الدفاع، يتم استخدامهم كدروع بشرية من قبل مسلحي حماس المتحصنين بعمق بين السكان المدنيين.
وقال مسؤول الدفاع الذي تحدث إلى أكسيوس إن الولايات المتحدة وإسرائيل مختلفتان منذ شهر تقريبا حول المدة التي يجب أن تستمر فيها الحرب، دون الخوض بمزيد من التفاصيل.
وبحسب المسؤول، فإن إدارة بايدن ستكون سعيدة بأن تنهي إسرائيل عملياتها المكثفة بحلول نهاية الشهر، لكن القدس تعتقد أنها تحتاج حتى نهاية يناير على الأقل.
ونُقل عن المسؤول قوله إن “الرسالة الأمريكية مفادها أنها تود رؤيتنا ننهي القتال في وقت أقرب، مع إلحاق ضرر أقل بالمدنيين الفلسطينين ومساعدات انسانية أكثر لغزة. نحن أيضا نود حدوث ذلك، لكن العدو لا يوافق دائما”.
واضاف: “يدرك الأمريكيون ذلك ونحن نعمل معا. نحن بحاجة إليهم وهم بحاجة إلينا”.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي لموقع أكسيوس في بيان له إن هذه الحرب هي حرب إسرائيل ضد حماس و”سيقرر الإسرائيليون مسارهم”.
وأضاف المتحدث: “سنواصل دعم جهود إسرائيل للدفاع عن نفسها من إرهابيي حماس”.
بحسب تقرير منفصل يوم الجمعة، في “بوليتيكو”، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين مجهولي الهوية، فإن مسؤولين في إدارة بايدن أبلغوا إسرائيل إن أمامها حتى نهاية 2023 لإنهاء الحرب ضد حماس في غزة.
وأشارت الصحيفة إلى تحذير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي من أن إسرائيل أمامها على الأرجح “أسابيع”، وليس أشهر، لإنهاء القتال.
وبحسب ما ورد جلس بلينكن مع كابينت الحرب الإسرائيلي يوم الخميس الماضي للتحذير من أن الوقت ضروري لوضع حد للقتال وسط تصاعد الضغوط المحلية والدولية. وعندما عرض الإسرائيليون خططهم لمزيد من الأشهر من القتال في غزة مع تحويل تركيز الجيش إلى الجنوب، قال بلينكن: “لا أعتقد أن أمامكم كل هذا الوقت”، حسبما ذكرت صحيفة بوليتيكو.
وبدا مسؤول إسرائيلي كبير تحدث إلى بوليتيكو غير مبال بشأن احتمال قيام الولايات المتحدة بتحديد موعد نهائي للحرب.
وقال المسؤول: “لقد نصحونا بعدم دخول غزة، لكننا فعلنا ذلك. دخلنا غزة لأن هذه كانت الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها تدمير حماس وتحرير رهائننا. قالوا لنا، لا تدخلوا إلى أنفاق الإرهاب. ولكن إذا لم ندخل إلى أنفاق الإرهاب، فلن نتمكن من تدمير حماس. قالوا لنا ألا ندخل المستشفيات على الرغم من أن حماس تستخدمها كمراكز قيادة وسيطرة، لكننا دخلنا تلك المستشفيات، وفعلنا ما يتعين علينا القيام به”.
“وسنفعل ما يتعين علينا القيام به لتحقيق نصر حاسم”.
وأعرب مسؤول أمريكي كبير آخر يوم الخميس عن دعمه القوي لأهداف إسرائيل في الحرب لتدمير حماس وقال إن واشنطن لم تحدد “موعدا نهائيا” لإنهاء الحرب.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون فاينر، خلال مقابلة أجريت معه على منصة في مؤتمر أسبن الأمني، إن إسرائيل “قالت إن حماس لا يمكن أن تستمر في الحكم، ولا يمكن أن تكون المسؤولة عن غزة بعد الآن. نعتقد أن هذا هدف مشروع للغاية، بالنظر إلى ما حدث في 7 أكتوبر وما بعده”.
ويتلخص الهدف الرئيسي الثاني لإسرائيل في منع حماس من فرض ذلك النوع من التهديد الذي فرضته على الدولة اليهودية في السابع من أكتوبر. “بصراحة، إذا توقفت الحرب اليوم فإن [حماس] ستواصل تشكيل [مثل هذا النوع من التهديد]، وهو أمر لا مفر منه. ولهذا السبب لم نصل بعد إلى مرحلة مطالبة إسرائيل بالتوقف أو وقف إطلاق النار”، كما قال فاينر.
يوم الجمعة، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار للأمم المتحدة حظي بدعم جميع أعضاء مجلس الأمن الآخرين تقريبا والعديد من الدول الأخرى التي تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، حيث يواجه المدنيون الفلسطينيون ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بـ”كابوس إنساني”.
وتضغط واشنطن على إسرائيل لزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع والحاجة الملحة لبذل أقصى الجهود لحماية حياة المدنيين في غزة وسط ارتفاع عدد القتلى في المنطقة التي تحكمها حماس.
يوم الخميس، أصدر بلينكن أقوى تحذير حتى اليوم بشأن الخسائر في صفوف المدنيين، وقال إن هناك “فجوة” ما بين ما تعهدت إسرائيل بالقيام به لحماية غير المقاتلين في صفوف الفلسطينيين والنتائج على الأرض حتى الآن منذ توسعت العمليات العسكرية إلى جنوب القطاع في الأسبوع الماضي.
وقال بلينكن إنه لا يزال “من الضروري” أن تبذل إسرائيل المزيد من الجهد لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين، وأنه تلقى تأكيدات بشأن هذه القضية من المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارته الأسبوع الماضي.
وقال يوم الخميس في مؤتمر صحفي مشترك في واشنطن مع وزير الخارجية البريطاني الزائر ديفيد كاميرون: “لا تزال هناك فجوة بين ما قلته بالضبط عندما كنت هناك، بين النية في حماية المدنيين والنتائج الفعلية التي نراها على الأرض”.
وقال مسؤول الدفاع الذي تحدث إلى أكسيوس إن القوات الإسرائيلية “حققت تقدما كبيرا” في الجزء الشمالي من قطاع غزة منذ أواخر أكتوبر عندما بدأت إسرائيل حملتها البرية، لكن تلك المناورات في مدينة خان يونس الجنوبية، حيث تعتقد إسرائيل أن الكثير من قيادة حماس موجودون، “بدأت للتو”.
يتوغل الجيش الإسرائيلي في معاقل حماس في جميع أنحاء غزة، وتطوق القوات المراكز الحضرية الرئيسية في القطاع في سعيها لتدمير حماس في أعقاب هجومها غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر.
يوم الجمعة، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن هناك مؤشرات على أن دفاعات الحركة آخذة بالتصدع.