إسرائيل في حالة حرب - اليوم 588

بحث

إسرائيل تعتزم في البداية تزويد 60% فقط من سكان غزة بالغذاء، الذين يعانون من ”حرمان شديد“

المؤسسة التي أنشئت لإدارة توزيع المساعدات ترسل مذكرة إلى الجهات المانحة المحتملة، وتقر بأن المرحلة الأولى ستوفر المساعدات لحوالي 1.2 مليون شخص فقط لفترة لم يتم تحديدها

أطفال فلسطينيون ينتشلون الخبز من مخبز مرتجل قصفته الغارات الإسرائيلية على مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة في 8 مايو 2025. (Eyad BABA / AFP)
أطفال فلسطينيون ينتشلون الخبز من مخبز مرتجل قصفته الغارات الإسرائيلية على مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة في 8 مايو 2025. (Eyad BABA / AFP)

ستوفر الخطة الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة لاستئناف توزيع المساعدات الإنسانية في غزة بعد أكثر من شهرين في البداية الغذاء لنحو 60٪ من سكان القطاع فقط، وفقا لمذكرة أرسلتها المنظمة التي تدير المبادرة إلى الجهات المانحة المحتملة.

تقر مذكرة مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) التي حصل عليها ”تايمز أوف إسرائيل“ يوم الخميس بأن المدنيين في غزة ”يعانون حاليا من حرمان شديد“، لكنها تقول إن ”مواقع التوزيع الآمنة“ التي ستنشئها لتوزيع المساعدات ستخدم في البداية 1.2 مليون شخص فقط، في حين يبلغ عدد سكان القطاع حوالي 2 مليون نسمة.

وتشير المذكرة إلى أن مواقع التوزيع الآمنة الأربعة ستكون ”قادرة على التوسع لتشمل أكثر من 2 مليون شخص“، لكنها لا تحدد المدة التي ستستغرقها المرحلة الأولية.

علاوة على ذلك، أقرت GHF بأن كل واحدة من مبادرات مواقع التوزيع الآمنة الأربع ستحتاج إلى وقت حتى تصل إلى الهدف الأولي المتمثل في خدمة 300 ألف شخص.

وقال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الأربعاء إن إسرائيل تأمل بأن تبدأ بعض الدول باستقبال فلسطينيين، مما سيساعد في تقليل الفجوة بين القدرة الأولية لمبادرة المساعدات وإجمالي عدد سكان غزة.

لكن لم تتطوع أي دولة حتى الآن لاستقبال فلسطينيين، وبينما تروج إسرائيل لخيار الهجرة باعتباره ”طوعيا“، فإن دول المنطقة تنظر إليه بشكل متزايد على أنه قسري، بالنظر إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية مستمرة ومن المتوقع أن تشتد بشكل كبير قريبا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن قبل نهاية زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة الأسبوع المقبل.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي يدرك أن سكان غزة “يقتربون من المجاعة”، بالنظر إلى عدم دخول مساعدات إلى القطاع منذ انهيار هدنة مع حماس في الأول من مارس. وبناء على ذلك، فإن الخطة الإسرائيلية تسعى إلى استئناف المساعدات في الأيام أو الأسابيع المقبلة.

ومع ذلك، فإن الهدف من المبادرة الجديدة مع GHF هو ضمان عدم استيلاء حماس على المساعدات، وهو أمر تقول إسرائيل إنها لم تنجح في تحقيقه منذ بدء الحرب.

وقد جادل المنتقدون بأن رفض الحكومة الإسرائيلية تقديم بديل فلسطيني قابل للتطبيق لحركة حماس قد سمح للحركة بالبقاء قوة مهيمنة في غزة، حتى وإن كانت قد تعرضت لضربات موجعة بسبب الأنشطة العسكرية الإسرائيلية.

فلسطينيون يكافحون للحصول على طعام تم التبرع به في مطبخ مجتمعي في خان يونس، قطاع غزة، 5 مايو 2025. (Abdel Kareem Hana/AP)

ومع ذلك، تشعر إسرائيل أن هذه المبادرة الجديدة التي تقودها GHF ستنجح حيث فشلت الجهود الأخرى الرامية إلى استبعاد حماس من عملية توزيع المساعدات.

وسيتم إنشاء مراكز توزيع المساعدات، أو SDS، في منطقة إنسانية جديدة تقوم إسرائيل بإنشائها في جنوب غزة بين محور فيلادلفيا، على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، ومحور موراغ الذي تم إنشاؤه حديثا على بعد حوالي خمسة كيلومترات شمالا.

وتشمل هذه المنطقة في الأساس مدينة رفح الواقعة في جنوب غزة. وسيكون الدخول إلى هذه المنطقة عبر نقاط تفتيش للجيش، في خطوة يأمل الجيش الإسرائيلي أن تمنع مقاتلي حماس من الوصول إلى المنطقة.

ووفقا للمذكرة، سيتم توزيع المساعدات من مراكز التوزيع في صناديق تحتوي على 50 وجبة غذائية تحتوي على 1750 سعرة حرارية، ومستلزمات النظافة الشخصية، والمستلزمات الطبية. وقال مسؤولون مطلعون على الخطة إن ما بين 5 آلاف و 6 آلاف ممثل تم فحصهم سيُسمح لهم بالتوجه سيرا على الأقدام إلى مراكز المساعدات مرة كل أسبوع أو أسبوعين لاستلام صندوق غذائي يزن حوالي 18 كيلوغراما لعائلاتهم.

وجاء في المذكرة: ”لضمان نزاهة وسلامة تسليم المساعدات، ستستخدم شركات المقاولات الفرعية التابعة لـ GHF مركبات مدرعة لنقل الإمدادات من وإلى مواقع SDS“. وستشمل شركات المقاولات الفرعية شركات أمنية أمريكية، مثل UG Solutions و Safe Reach Solutions، التي ساعدت في تأمين محور نتساريم في وقت سابق من هذا العام.

وذكرت المذكرة أن الجيش الإسرائيلي لن يكون متمركزا في أو بالقرب من مراكز توزيع المساعدات بهدف “الحفاظ على الطابع المحايد والمدني للعمليات”.

فلسطينيون نازحون يعبرون حاجزا أمنياً تسيطر عليه قوات الأمن الأمريكية والمصرية في محور نتساريم، بينما يتجه الناس من جنوب قطاع غزة إلى شماله، على طريق صلاح الدين، في وسط غزة، 29 يناير 2025. (Eyad Baba/AFP)

وقال موظف في منظمة إغاثة دولية مطلع على الخطة لـ”تايمز أوف إسرائيل” في وقت سابق هذا الأسبوع إن الخطة لا تأخذ في الاعتبار الواقع الحالي في القطاع، حيث من المرجح أن يقتحم سكان غزة الجائعون والمستميتون للحصول على الطعام مراكز الإغاثة فور فتحها.

كما انتقد الموظف خطة الآلية التي تقضي بتسهيل دخول 60 شاحنة فقط إلى غزة يوميا من معبر واحد، قائلا إن هذا العدد لا يقترب من الكمية اللازمة لإطعام سكان غزة الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية.

يتم إعداد مبادرة مؤسسة غزة الانسانية بالتنسيق الوثيق مع الحكومة الإسرائيلية، وتضغط إدارة ترامب على الدول والمنظمات الدولية لتمويلها والتعاون معها.

وأطلع المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سفراء دول مجلس الأمن على مبادرة المساعدات يوم الأربعاء في نيويورك.

ولا تزال مؤسسة GHF تعمل على تشكيل قيادتها، بعد أن تم تأسيسها في وقت سابق من هذا العام، لكن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين يجرون محادثات مع المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي بشأن رئاسة المؤسسة، حسبما قال دبلوماسي غربي.

ونقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مصدر مقرب من بيسلي قوله إن الرئيس السابق لبرنامج الأغذية العالمي والحائز على جائزة نوبل يجري مفاوضات بشأن إعادة تقديم المساعدات بشكل عاجل في غزة كشرط لانضمامه إلى المؤسسة.

اقرأ المزيد عن