إسرائيل تعتزم إجراء محادثات مع لبنان بشأن الحدود البرية وتفرج عن 5 معتقلين كبادرة حسن نية
وسط مفاوضات في الناقورة لتشكيل ثلاث مجموعات عمل مشتركة، إسرائيل توافق على تسليم مسلح مزعوم وأربعة لبنانيين آخرين؛ الجيش الإسرائيلي يضرب عناصر من حزب الله

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ولبنان اتفقتا يوم الثلاثاء على بدء مفاوضات لترسيم الحدود بين البلدين.
وبعد اجتماع رباعي مع الولايات المتحدة وفرنسا في مقر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الناقورة، أعلن الجانبان أيضا عن إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة.
وستركز الفرق على المواقع الخمس التي لا تزال إسرائيل تحتلها داخل لبنان، والخط الأزرق الذي يمثل الحدود الفعلية بين إسرائيل ولبنان، والنقاط المتنازع عليها، والمواطنين اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل.
وأضاف مكتب رئيس الوزراء أن إسرائيل وافقت أيضا على إطلاق سراح خمسة معتقلين لبنانيين “كبادرة للرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون”، مشيرا إلى أن الإفراج تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وقال لبنان انه تسلم “الرهائن” اللبنانيين الأربعة من إسرائيل، على أن يتم تسليم الخامس يوم الأربعاء، بحسب بيان لمكتب الرئيس اللبناني يوم الأحد.
وأفاد موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن أحد المواطنين اللبنانيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل هو عضو في حزب الله.
وبحسب التقارير الواردة من لبنان، يبلغ إجمالي المواطنين اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل حالياً 11 مواطناً لبنانياً.
ومن المتوقع أن تجتمع مجموعات العمل في وقت مبكر من الشهر المقبل، بحسب موقع “أكسيوس”.
وتفاوضت القدس وبيروت على حدود بحرية في عام 2022 – وهو اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة – لكن البلدين لم يعتمدا بعد حدودا برية رسمية.

أوقفت الهدنة التي تم التوصل إليها في 27 نوفمبر 2024 في لبنان إلى حد كبير أكثر من عام من الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، بما في ذلك شهرين من الحرب الشاملة التي نشرت خلالها إسرائيل قوات برية في لبنان. بدأ القتال في أعقاب بدء الحركة شن هجمات على اسرائيل في 8 أكتوبر 2023، دعماً لحليفتها حماس، التي غزت إسرائيل من غزة في اليوم السابق. وأدى إطلاق الصواريخ المستمر من لبنان إلى نزوح حوالي 60 ألف إسرائيلي.
وقالت نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي مورغان أورتاغوس في بيان: “يظل الجميع ملتزمين بالحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ جميع شروطه بالكامل”. وأضافت: “نتطلع إلى عقد مجموعات العمل التي يقودها الدبلوماسيون بسرعة لحل القضايا العالقة، إلى جانب شركائنا الدوليين”.
القصف المستمر
رغم الانفراجة الدبلوماسية، استمرت المعارك في لبنان الثلاثاء، حيث أدت غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة في جنوب البلاد إلى مقتل أحد عناصر حزب الله، بحسب مصدر عسكري.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة على سيارة في منطقة النبطية في جنوب لبنان الثلاثاء استهدفت قائدا في وحدة الدفاع الجوي لحزب الله.
وحدد الجيش هوية السائق بأنه حسن عباس عز الدين، ونشرت وسائل إعلام لبنانية صوراً لحطام السيارة بين بلدتي دير الزهراني وحومين الفوقا في جنوب لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان “مصدرا مهما للمعرفة” في وحدة الدفاع الجوي لحزب الله وقاد محاولات إعادة بناء البنية التحتية للوحدة التي دمرت أثناء الحرب. وأضاف الجيش أن عز الدين عمل أيضا على شراء معدات جديدة للوحدة، وهو ما شكل تهديدًا للطائرات العسكرية الإسرائيلية.
وقال الجيش إن ضربة جوية إسرائيلية أخرى في جنوب لبنان استهدفت مجموعة من عناصر حزب الله الذين تم تحديدهم في منشأة تابعة للجماعة المدعومة من إيران.
وشن الجيش مساء الجمعة غارات جوية على جنوب لبنان، قائلا إنه استهدف عنصرا من حزب الله ومواقع تستخدم لتخزين الأسلحة وقاذفات الصواريخ، وأضاف أن الضربات نفذت بسبب التهديد الذي تشكله على إسرائيل.
القتال مستمر في غزة أيضا
في سياق منفصل، قال الجيش الإسرائيلي أنه شن يوم الثلاثاء غارة جوية على مشتبه بهم في غزة كانوا يشكلون تهديدا للقوات الإسرائيلية.
وقال الدفاع المدني المرتبط بحركة حماس في القطاع إن الغارة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص.
وقال الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت مجموعة من سكان غزة بالقرب من حاجز “نيتساريم”، جنوب مدينة غزة.

وأضاف الجيش أنه أمر بشن الغارة “بعد رصد إرهابيين يتصرفون بطريقة مشبوهة على الأرض في وسط غزة ويشكلون تهديدا للقوات”.
وقال مصدر عسكري إن المشتبه بهم كانوا يزرعون قنبلة.
لا تزال قوات الجيش الإسرائيلي منتشرة داخل منطقة عازلة على طول حدود غزة وسط وقف إطلاق نار الهش بين إسرائيل وحماس والذي انتهى رسميًا في بداية الشهر.
وحذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين مرارا وتكرارا من الاقتراب من المنطقة.
وخلال نهاية الأسبوع، شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية في غزة، مستهدفا عناصر زرعوا قنبلة ومجموعة أخرى تتحكم بطائرة مسيّرة.
وقد شهدت الأسابيع الأخيرة عدة محاولات لتهريب محظورات إلى قطاع غزة، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن مشتبه بهم على الجانب الإسرائيلي يقومون بتحميل طائرات مسيّرة بالأسلحة أو المخدرات ويطيرون بها عبر الحدود.
وتأتي الغارات في لبنان وغزة خلال وقف إطلاق النار على جبهتي الحرب الرئيسيتين، لكن إسرائيل قالت إنها ستواصل العمل ضد العناصر الذين ينتهكون الهدنة ويشكلون تهديدا لقواتها.
وفي الشهر الماضي، سحبت إسرائيل كل قواتها من جنوب لبنان، باستثناء خمس مواقع استراتيجية، وأعلنت أنها تحظة بموافقة الولايات المتحدة للبقاء في تلك المواقع، مشيرة إلى ضرورة منع حزب الله من العودة إلى المنطقة وتهديد إسرائيل.
وفي غزة، توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، والذي بدأ في 19 يناير، والذي شهد عودة 33 إسرائيليا. والآن تجري المحادثات بين الجانبين لتمديده، رغم أن اسرائيل حذرت من أنها قد تستأنف القتال قريباً إذا لم تستمر حماس في إطلاق سراح الرهائن.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير