إسرائيل تطلق سراح 90 أسيرا فلسطينيا وأنصارهم يستقبلونهم بأعلام حماس
بعد الافراج عن 3 مدنيات من غزة، إسرائيل تطلق سراح الأسرى، معظمهم من النساء، إلى الضفة الغربية والقدس - في أول دفعة من 1904 أسرى سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة

أطلقت إسرائيل سراح 90 أسيرا أمنيا فلسطينيا فجر الاثنين، بعد ساعات من إطلاق حماس سراح ثلاث رهائن يوم الأحد في اليوم الأول من وقف إطلاق النار مع الحركة في قطاع غزة، حسبما ذكرت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان.
وتم نقل معظم السجناء، الذين كان من بينهم مدانون بالإرهاب ولكن ليس مدانين بالقتل، إلى بلدة بيتونيا في الضفة الغربية، حيث كان في استقبالهم حشد من مئات الأشخاص الذين رددوا هتافات وصعد بعضهم فوق الحافلة الأمامية ورفعوا أعلام حماس.
وانضم إليهم آخرون لوحوا بأعلام فتح والجهاد الإسلامي وفصائل فلسطينية أخرى وكذلك العلم الفلسطيني وراية منظمة حزب الله اللبنانية.
وضمت قائمة الأسرى الفلسطينيين التسعين الذين تم إطلاق سراحهم الإثنين ما بين 62 و 69 امرأة، بحسب تقارير اعلامية متناقضة. ولم يقدم البيان الصادر عن مصلحة السجون تفاصيل.
بحسب صحيفة “هآرتس”، أطلقت إسرائيل سراح 62 امرأة – من بينهن فتاة قاصر – و 28 رجلا، من بينهم ثمانية قاصرين. في حين أفاد موقع “واينت” أنه تم إطلاق سراح 69 امرأة، من بينهن فتاة قاصر، بالإضافة إلى ثمانية فتية و 13 رجلا بالغا. وعلى نحو مماثل، قالت وكالة “أسوشييتد برس” قبل إطلاق سراح الأسرى أنها اطلعت على قائمة بأسماء الأسرى الذين من المقرر أن يتم إطلاق سراحهم والتي شملت 69 امرأة.
قبيل عودة الرهائن الإسرائيليات، نقلت مصلحة السجون الإسرائيلية الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين إلى سجن عوفر في الضفة الغربية، حيث قامت قوات الأمن الإسرائيلية وممثلو الصليب الأحمر بالتحقق من هوية كل أسير وإخضاعهم لفحوصات طبية قبل أن يتم إطلاق سراحهم بالتنسيق مع قوات الأمن والحكومة.

ومن بين الأسرى 78 من سكان الضفة الغربية، تم الإفراج عنهم عند حاجز بيتونيا قرب سجن عوفر.
أما بقية الأسرى، البالغ عددهم 12، هم من سكان القدس الشرقية وتم نقلهم إلى المدينة والإفراج عنهم من مركز الاعتقال “المسكوبية” (المجمع الروسي) إلى منازلهم.
وبعد تأخر الافراج عن الأسرى الفلسطينيين لعدة ساعات، أفاد موقع “واينت” أن مسؤولي أمن إسرائيليين ألقوا باللوم على الصليب الأحمر، واتهموا موظفي المنظمة بتعمد تعطيل الإجراءات بدافع مزعوم يتمثل في جعل إسرائيل تبدو وكأنها لا تمتثل لشروط الصفقة. ولكن بعد فترة وجيزة، تم الإفراج عن الأسرى.

وقد تم تقسيم الاتفاق الذي تم توقيعه يوم الجمعة إلى ثلاث مراحل. وخلال المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوما، ستفرج حماس عن 33 رهينة إسرائيلية – نساء وأطفال وكبار السن وجرحى ومرضى – ليسوا جميعا على قيد الحياة. وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن 1904 من الأسرى والمعتقلين الأمنيين الفلسطينيين، بما في ذلك أكثر من 150 أدينوا بالقتل والعديد منهم يقضون أحكاما بالسجن المؤبد لهجمات دامية.
ومن المقرر أن يتم الإفراج عن الدفعة الثانية من الرهائن والأسرى يوم السبت. وفي غضون أسبوعين فقط، من المقرر أن تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية الأكثر تحديا من اتفاق وقف إطلاق النار.

وكان أصغر أسير يتم الافراج عنه هو محمود عليوات (15 عاما)، الذي أدين بتنفيذ هجوم إطلاق نار في “مدينة داوود” في القدس، مما أسفر عن إصابة شخصين، عندما كان في سن 13 عاما.
وتضمنت القائمة أيضا، وفقا للقائمة التي أوردتها وكالة أسوشييتد برس، خالدة جرار (62 عاما)، وهي عضو بارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي فصيل يساري يضم جماعة مسلحة نفذت هجمات ضد الإسرائيليين قبل عقود، بما في ذلك اختطاف طائرات.

اتُهمت جرار بالتخطيط للتفجير في عام 2019 الذي أسفر عن مقتل رينا شنيرب (17 عاما) في نبع في الضفة الغربية. في إطار صفقة ادعاء، وُجِّهت إلى جرار تهمة “الانتماء غير القانوني” وحُكِم عليها بالسجن لمدة عامين في عام 2021.
اعتقلت جرار (62 عاما) مرة أخرى في أواخر عام 2023، ومنذ ذلك الحين تم احتجازها بموجب الاعتقال الإداري القابل للتجديد إلى أجل غير مسمى – وهي أداة مثيرة للجدل تتيح الاعتقال دون تهمة تستخدمها إسرائيل ضد “المشتبه بهم في الإرهاب” في الحالات التي قد يؤدي فيها الكشف عن الأدلة ضدهم في المحكمة إلى الإضرار بالأمن القومي. وقد انتقدت منظمات حقوق الإنسان هذه الممارسة، المستخدمة في المقام الأول ضد الفلسطينيين.

وكانت دلال خصيب (53 عاما)، شقيقة الرجل الثاني السابق في حماس صالح العاروري، ضمن القائمة التي قدمتها حماس. وقُتل العاروري في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت في يناير 2024.
كما تضمنت القائمة أيضا عبلة عبد الرسول (68 عاما)، زوجة زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المعتقل أحمد سعدات الذي أمر باغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي في عام 2001 ويقضي عقوبة بالسجن لمدة 30 عاما، وفقا لوكالة أسوشييتد برس.
كما أشارت صحيفة “هآرتس” إلى إدراج نوال عبد فتيحة، وهي مواطنة إسرائيلية من سكان القدس الشرقية طعنت رجلا إسرائيليا يبلغ من العمر 70 عاما بسكين في القدس في عام 2020، وإبراهيم زمار، الذي أطلق النار على شخصين في أبريل 2023، عندما كان يبلغ من العمر 15 عاما، عند مدخل حي الشيخ جراح، في القائمة.
רץ למכונית, יורה מטווח אפס ובורח: תיעוד הפיגוע בירושלים@HGoldich
(צילום: חיים גולדברג, כיכר השבת) pic.twitter.com/L71fppNmR8— כאן חדשות (@kann_news) April 18, 2023
وذكرت هآرتس أن أيا من الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم في الدفعة الأولى لم يكن مدانا بالقتل. وبحسب موقع “واينت”، فإن الرجال البالغين محتجزون بتهم بسيطة نسبيا مثل التحريض والتعاطف مع الإرهاب والسلوك غير المنضبط.
تم اختطاف جميع الرهائن تقريبا الذين من المقرر أن تطلق حماس سراحهم من إسرائيل خلال الهجوم الذي قادته الحركة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، والذي قُتل فيه 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختُطف 251 آخرين وتم احتجازهم كرهائن في القطاع.
مقابل كل رهينة من النساء والأطفال وكبار السن، سيتم إطلاق سراح 30 أسيرا فلسطينيا؛ ومقابل جميع الرهائن التسعة المرضى، سيتم إطلاق سراح 110 أسرى؛ ومقابل كل جندية من الجنديات الإسرائيليات المحتجزات، سيتم إطلاق سراح 50 أسيرا؛ وبالنسبة للرهينتين أفيرا منغيستو وهشام السيد، المحتجزين في غزة منذ حوالي عشر سنوات، سيتم إطلاق سراح 30 أسيرا مقابل كل واحد منهما، بالإضافة إلى 47 فلسطينيا تم إطلاق سراحهم في صفقة شاليط عام 2011 وأعيد اعتقالهم منذ ذلك الحين؛ أما بالنسبة لجثث الرهائن في المرحلة الأولى، ستفرج إسرائيل عن أكثر من 1000 أسير من غزة في المقابل.

بعد المرحلة الاولى من الاتفاق، من المقرر أن تنخرط إسرائيل وحماس في مفاوضات مستمرة بشأن وقف دائم لإطلاق النار، حيث ستقوم الحركة بإطلاق سراح من تبقى من الرهائن، وفي المقابل ستقوم إسرائيل بالافراج عن المزيد من الأسرى.
ويُعتقد أن 91 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
حتى الآن، أطلقت حماس سراح ثلاثة رهائن خلال وقف إطلاق النار الذي بدأ في يناير، وأطلقت الحركة سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر 2023، وأُطلق سراح أربعة رهائن قبل ذلك.
وأنقذت القوات ثمانية محتجزين أحياء، كما تم انتشال جثث 40 من المختطفين، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.
كما تحتجز حماس مدنييّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثة جندي إسرائيلي قُتل في عام 2014. ومؤخرا استعادت إسرائيل جثة جندي آخر قُتل في عام 2014، وهو أورون شاؤول، من غزة في عملية للجيش الإسرائيلي.
ساهم تشارلي سامرز في هذا التقرير.