إسرائيل في حالة حرب - اليوم 371

بحث

إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة ردع إيران عن الرد على اغتيال نصر الله

وزير الدفاع الأمريكي يؤكد لغالانت أن الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، و"تظل على استعداد للدفاع عن قواتها في المنطقة"، في حين تتعهد طهران بالانتقام لضربة بيروت

يتجمع المتظاهرون للاحتجاج ضد إسرائيل في ساحة فلسطين بطهران في 28 سبتمبر، 2024، بعد أن أكد حزب الله المدعوم من إيران في لبنان تقارير عن مقتل زعيمه حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية في بيروت في اليوم السابق. (ATTA KENARE / AFP)
يتجمع المتظاهرون للاحتجاج ضد إسرائيل في ساحة فلسطين بطهران في 28 سبتمبر، 2024، بعد أن أكد حزب الله المدعوم من إيران في لبنان تقارير عن مقتل زعيمه حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية في بيروت في اليوم السابق. (ATTA KENARE / AFP)

أفاد تقرير أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة اتخاذ تدابير لردع إيران عن شن هجوم ردا على الغارة الجوية التي قتلت الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وجنرال في الحرس الثوري الإيراني يوم الجمعة، بينما أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت يوم السبت أن واشنطن تدعم حق القدس في الدفاع عن نفسها.

وقال مسؤول أمريكي لموقع “أكسيوس” الإخباري إن واشنطن ستعمل الآن على إيجاد حل دبلوماسي لمنع الاجتياح البري الإسرائيلي في لبنان والتورط الإيراني في الصراع المستمر، والذي يأتي بعد ما يقرب من عام من هجمات متواصلة عبر الحدود من قبل حزب الله على شمال إسرائيل.

كما تناول التقرير مزاعم من مسؤولين أمريكيين يوم السبت بأن إسرائيل شنت الضربة الضخمة التي قتلت نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت دون إخطار واشنطن مسبقا.

ونُقل عن مسؤول أمريكي قوله إن “نصر الله كان رجلا سيئا، ولكن من المحبط أن يفعل الإسرائيليون هذا دون استشارتنا ثم يطلبون منا أن نقوم بتنظيف الفوضى عندما يتعلق الأمر بردع إيران”.

وأشارت بعض التقارير في وسائل الإعلام العبرية يوم الجمعة إلى وجود غضب في واشنطن تجاه إسرائيل بسبب تنفيذها الضربة بينما كان الأمريكيون يحاولون تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.

وذكرت أخبار القناة 12 يوم السبت أن الولايات المتحدة غاضبة لأنها كانت تجري اتصالات مع إسرائيل بشأن تفاصيل وقف لإطلاق النار على مدار الأسبوع وشعرت أنها تعرضت للتضليل.

تصاعد الدخان فوق الضاحية الجنوبية لبيروت خلال غارة إسرائيلية في 27 سبتمبر، 2024. (AFP)

وتوجت الضربة ما وصفه التقرير بأنه “عشرة أيام من الهجمات” – بدءا من تفجير آلاف أجهزة “بيجر” التي كانت بحوزة أعضاء حزب الله في 17 سبتمبر، والتي لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها.

وأشار التقرير إلى أنه حتى بينما كانت القيادة الإسرائيلية تقرر ما إذا كانت ستنفذ الضربة على نصر الله، كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، منخرطان في الوقت نفسه في محادثات مع إدارة بايدن بشأن وقف إطلاق نار محتمل في لبنان. وكان ديرمر يضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاقتراح مع الأمريكيين – والذي أعلنت عنه الولايات المتحدة وفرنسا يوم الخميس.

وهذا ما يفسر الغضب الأمريكي الملموس يوم الجمعة بعد ظهور الأنباء عن الغارة على نصر الله، كما قالت مراسلة القناة للشؤون الدبلوماسية دانا فايس “من وجهة نظرهم، تم التلاعب بهم”.

وقال مسؤول أمريكي لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الجمعة إن واشنطن لم يتم إخطارها بالضربة إلا بعد أن كانت الطائرات في الجو بالفعل ومع بدء العملية.

كما كرر مسؤول أمريكي آخر في تقرير أكسيوس يوم السبت تصريحات الرئيس جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس بأن “يدي نصر الله ملطختان بالدماء”، لكنه قال إن واشنطن غير مقتنعة بأن نهج “لعبة اضرب الخلد” الإسرائيلي من شأنه أن يعالج التوترات الإقليمية الأوسع.

يوم السبت، رحب بايدن باغتيال إسرائيل لنصر الله واعتبر أنه يحقق “قدرا من العدالة” لضحاياه الكثر ولكنه دعا إلى اتفاقات دبلوماسية لإنهاء القتال في لبنان وغزة.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث لفترة وجيزة مع الصحافيين لدى وصوله إلى كنيسة سانت إدموند الكاثوليكية في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير، السبت، 28 سبتمبر، 2024. (AP / Mark Schiefelbein)

وتصنف الولايات المتحدة حزب الله منظمة إرهابية، وقال بايدن إنها مسؤولة عن “قتل مئات الأمريكيين على مدى أربعة عقود من حكم الإرهاب”.

كما أكد أن الضربة التي شنت يوم الجمعة على مقر حزب الله في بيروت كانت ردا على قرار الجماعة التي تتخذ من لبنان مقرا لها بفتح “جبهة شمالية” ضد إسرائيل بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر.

وقال بايدن إن “الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله وحماس والحوثيين وأي جماعات إرهابية أخرى مدعومة من إيران”، مضيفا أنه وجه وزير دفاعه يوم الجمعة بتعديل وضع القوة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط لردع إيران عن المزيد من التصعيد.

من جهتها، رددت هاريس تصريحات بايدن قائلة إن اغتيال نصر الله حقق قدرا من العدالة ل”عدد لا يحصى من الأشخاص في لبنان وإسرائيل وسوريا ومن حول العالم”، مؤكدة في الوقت نفسه على أن “الدبلوماسية هي أفضل طريق للمضي قدما لحماية المدنيين وتحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة”.

وقال البنتاغون إن أوستين أبلغ غالانت في مكالمة هاتفية يوم السبت أن الولايات المتحدة “تظل مستعدة للدفاع عن قواتها ومنشآتها في المنطقة وملتزمة بالدفاع عن إسرائيل”.

الجدير بالذكر أن بيان البنتاغون بشأن المكالمة لم يتطرق إلى وقف إطلاق النار في لبنان الذي حث عليه بايدن مرارا .

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يتحدث خلال اجتماع مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في البنتاغون بواشنطن، 25 يونيو، 2024. (AP/Susan Walsh)

من ناحية أخرى، قال صهر الرئيس السابق دونالد ترامب والمستشار السابق للبيت الأبيض جاريد كوشنر يوم السبت إنه يجب السماح لإسرائيل بالقضاء على حزب الله بعد اغتيال نصر الله، رافضا دعوات إدارة بايدن لوقف إطلاق النار.

وغرد كوشنر في تعليقات عامة نادرة، سارع إلى إعادة نشرها السفير الأمريكي الأسبق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي من المرجح أن يسعى للحصول على منصب في الإدارة، وكذلك السيناتور من ولاية وايومينغ، جون باروسو، والمحلل الكبير في قناة “فوكس نيوز” بريت هيوم، وغيرهم من الأصوات المؤثرة المؤيدة لترامب، “كل من يدعو إلى وقف لإطلاق النار في الشمال مخطئ. لا مجال للتراجع بالنسبة لإسرائيل. لا يمكنهم أن يسمحوا لأنفسهم بألا ينهوا المهمة وألا يقوموا بتفكيك الترسانة التي كانت موجهة إليهم تماما. لن تكون لديهم أبدا فرصة أخرى”.

في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في يوليو، والذي ألقي باللوم فيه على إسرائيل، هددت إيران بالرد.

ولردع إيران، سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال قوات إلى الشرق الأوسط ونقلت رسائل عبر القنوات الدبلوماسية تحذر إيران بشدة من مغبة تنفيذ هجوم. وكانت الولايات المتحدة أيضا جزءا من تحالف ساعد إسرائيل على إحباط إطلاق إيران غير المسبوق لنحو 300 صاروخ ومسيرة على الدولة اليهودية في أبريل.

ردا على اغتيال نصر الله، تم نقل المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إلى مكان آمن داخل البلاد مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة، حسبما قال مسؤولان إقليميان حصلا على إحاطة من طهران لوكالة “رويترز” يوم السبت.

وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن خامنئي أدلى ببيان دعا فيه المسلمين إلى “الوقوف إلى جانب شعب لبنان وحزب الله الفخور بكل الوسائل المتاحة لهم ومساعدتهم في مواجهة النظام الشرير [الإسرائيلي]”.

تظهر الصورة التي قدمها مكتب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وهو يحيي جمهورا خلال اجتماع مع عسكريين وقدامى المحاربين في حرب إيران والعراق 1980-1988، في طهران، 25 سبتمبر، 2024. (AFP PHOTO / HO / KHAMENEI.IR)

وقال خامنئي في البيان “إن دماء الشهيد لن تذهب دون انتقام”، وذلك أثناء إعلانه الحداد لمدة خمسة أيام حدادا على اغتيال نصر الله، والذي جاء في نهاية أسبوع من الضربات الإسرائيلية المكثفة على أهداف لحزب الله في لبنان، حيث قام الجيش الإسرائيلي بتصفية الغالبية العظمى من كبار قادة المنظمة اللبنانية.

وعقب الاغتيال، أمرت وزارة الخارجية الأمريكية بعض الموظفين في سفارتها في بيروت وأفراد عائلاتهم يوم السبت بمغادرة لبنان.

جاءت ضربة بيروت التي قتلت نصر الله كجزء من حملة إسرائيل التي تهدف إلى السماح لـ 60 ألفا من سكان شمال إسرائيل، الذين نزحوا منذ بدأ حزب الله مهاجمة البلاد في 8 أكتوبر، بالعودة إلى منازلهم بأمان.

صواريخ أطلقت من جنوب لبنان واعترضتها منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية “القبة الحديدية” فوق منطقة الجليل الأعلى في شمال إسرائيل، 26 سبتمبر، 2024. (Jalaa MAREY / AFP)

دعت الولايات المتحدة وفرنسا وبعض حلفائهما إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما بين إسرائيل وحزب الله وأعربتا عن دعمها للهدنة في غزة، حيث لا يزال 97 إسرائيليا اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر محتجزين كرهائن.

يُحظر على حزب الله بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الحفاظ على وجود عسكري جنوب نهر الليطاني، الذي يمتد على بعد 29 كيلومترا شمال الحدود الإسرائيلية اللبنانية. انتهكت الجماعة الشيعية هذا القرار بشكل صارخ وتشن هجمات منتظمة على إسرائيل من قرب الحدود.

حذرت إسرائيل مرارا وتكرارا من أنها لم تعد تستطيع قبول وجود حزب الله على طول حدودها في أعقاب الفظائع التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر، وحذرت من أنه في حالة عدم التوصل إلى حل دبلوماسي، فإنها ستلجأ إلى العمل العسكري لدفع الجماعة شمالا.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد وإيمانويل فابيان.

اقرأ المزيد عن