إسرائيل تضغط على الوسطاء للتوصل إلى حل في لبنان بحلول نهاية الشهر مع استمرار القتال – تقرير
صحيفة "واشنطن بوست" تقول إن الجيش الإسرائيلي يخطط لتصعيد القتال إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبا، على الرغم من أن القدس لم تحدد “موعدا نهائيا صارما” للمفاوضات
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” يوم السبت أن إسرائيل تخطط لتصعيد القتال على الحدود اللبنانية مع حزب الله إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق دبلوماسي طويل الأمد قريبا.
المصادر التي استندت عليها الصحيفة في تقريرها شملت مسؤولا غربيا لم تذكر اسمه وثلاثة مسؤولين لبنانيين.
وقال مسؤول أمريكي للصحيفة إن إسرائيل لم تضع “موعدا نهائيا صارما” بعد لكن المسؤولين يقولون إن القدس تنظر إلى نهاية يناير كهدف لاتفاق محتمل، بينما يعمل كل من واشنطن والاتحاد الأوروبي على تجنب صراع كبير.
وقال المسؤول الأمريكي إن فرصة إجراء المحادثات تضيق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حيات لـ”واشنطن بوست” إن “الموقف الإسرائيلي هو أننا نفضل حلا دبلوماسيا، وإذا لم يكن الحل الدبلوماسي ممكنا، فسيتعين علينا التصرف بمفردنا”.
يوم السبت، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف تابعة لحزب الله في جنوب لبنان.
وتضمنت المواقع التي ضربتها الطائرات المقاتلة في قرية عديسة بجنوب لبنان موقع مراقبة وموقع لإطلاق الصواريخ وبنى تحتية أخرى تابعة للمنظمة، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش أنه خلال الليل، نفذت دبابات عمليات قصف في منطقة جبل دوف لـ”إزالة تهديد”.
وقالت ثلاث مصادر لوكالة “رويترز” للأنباء إن غارة إسرائيلية مشتبه بها أسفرت عن مقتل عنصرين في حركة حماس التي تتخذ من غزة مقرا لها بينما كانا يستقلان سيارة. ولم تؤكد إسرائيل هذا الهجوم بالتحديد.
في محادثة هاتفية يوم الخميس، قال وزير الدفاع يوآف غالانت لنظيره الأمريكي لويد أوستن إن إسرائيل تقترب من نقطة اتخاذ القرار في لبنان، بينما يواصل حزب الله هجماته على الحدود الشمالية.
منذ 8 أكتوبر، بعد يوم واحد من هجمات حماس القاتلة على جنوب إسرائيل، شارك حزب الله في إطلاق النار عبر الحدود بشكل شبه يومي، حيث يطلق صواريخ وطائرات مسيرة وقذائف على شمال إسرائيل في حملة يقول إنها تدعم حماس. وأجبرت الهجمات معظم السكان على بعد عدة كيلومترات من الحدود على الإخلاء. وردت إسرائيل بضربات منتظمة على أهداف لحزب الله، وحذرت من أنها لن تكون قادرة على قبول استمرار وجود عناصر حزب الله على الحدود.
وقال مسؤولون لبنانيون يوم الخميس إن حزب الله رفض اقتراح واشنطن الأولي بوقف الاشتباكات مع إسرائيل، بما في ذلك سحب مقاتليه بعيدا عن الحدود، لكنه ظل منفتحا على الدبلوماسية الأمريكية لتجنب حرب مدمرة.
في مكالمته مع أوستن، قال غالانت إن على إسرائيل يقع واجب استعادة الأمن وإعادة السكان الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم إلى بلداتهم على طول الحدود، وعلى الرغم من أن إسرائيل تفضل القيام بذلك من خلال السبل الدبلوماسية، إلا أنها “مستعدة للقيام بذلك من خلال القوة العسكرية”، بحسب بيان صادر عن مكتب وزير الدفاع.
وخلال جولة على الحدود اللبنانية يوم الجمعة، قال غالانت أنه “طالما استمر القتال في الجنوب، سيكون هناك قتال في الشمال”.
وأضاف: “لكننا لن نقبل هذا الواقع لفترة طويلة. ستأتي لحظة، إذا لم نتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يحترم فيه حزب الله حق السكان في العيش هنا بأمان، فسيتعين علينا ضمان الأمن بالقوة”.
موقف حزب الله هو الاستمرار في إطلاق الصواريخ على إسرائيل حتى يكون هناك وقف كامل لإطلاق النار في غزة، في حين تقول إسرائيل إنها ستواصل حملتها العسكرية في غزة حتى تنهي حكم حماس على القطاع وتعيد نحو 132 إسرائيليا ما زالوا محتجزين هناك، من أصل حوالي 240 شخصا تم اختطافهم في 7 أكتوبر.
وقد صرح القادة السياسيون والعسكريون في البلاد مرارا أن حزب الله سوف يضطر إلى سحب قواته من المنطقة الحدودية إلى الشمال من نهر الليطاني، وفقا لما يتطلبه قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الصادر في عام 2006، وأن تحقيق ذلك سيكون إما بالطرق الدبلوماسية أو بالقوة.
أنهى القرار 1701 حرب لبنان الثانية، التي لم يحقق فيها أي من الطرفين نصرا حاسما.
أظهرت الأرقام التي نشرها الجيش الإسرائيلي في اليوم المائة من الحرب أنه في الأشهر التي تلت 7 أكتوبر، أطلق حزب الله والجماعات الفلسطينية المسلحة أكثر من 2000 قذيفة على طول الحدود اللبنانية.
وقُتل ستة مدنيين على الجانب الإسرائيلي، من بينهم امرأة سبعينية وابنها، اللذان قُتلا هذا الأسبوع عندما سقط صاروخ مضاد للدبابات على منزلهما في كفار يوفال. وبالإضافة إلى القتلى المدنيين، قُتل أيضا تسعة جنود إسرائيليين.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، أعلن حزب الله أسماء 163 من أعضائه الذين قُتلوا في المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وبعضهم في سوريا أيضا. كما قُتل 20 عنصرا إضافيا من الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان، بالإضافة إلى 19 مدنيا، ثلاثة منهم صحفيون.
وتم إرسال شخصيات دولية، بما في ذلك المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكستين ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى المنطقة في الأسابيع الأخيرة في محاولة لتهدئة التوترات المتصاعدة على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ولكن دون جدوى على ما يبدو، حيث تقول إسرائيل إنها لن تقبل استمرار التهديد الواضح والقائم على سكان شمال البلاد.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان