إسرائيل في حالة حرب - اليوم 587

بحث

إسرائيل تضرب هدفًا قرب القصر الرئاسي في دمشق في “رسالة إلى النظام السوري”

دروز سوريا يوافقون على تسليم الأسلحة غير المرخصة تدريجيًا إلى الحكومة الجديدة؛ الغارات الجوية أعقبت احتجاجات دروز في إسرائيل على تقاعس الحكومة

رجل يمرّ بجانب مبنى محترق جزئيًا عقب اشتباكات طائفية في أشرفية صحنايا قرب دمشق، سوريا، 1 مايو 2025. (Omar Haj Kadour/AFP)
رجل يمرّ بجانب مبنى محترق جزئيًا عقب اشتباكات طائفية في أشرفية صحنايا قرب دمشق، سوريا، 1 مايو 2025. (Omar Haj Kadour/AFP)

نفذت إسرائيل ضربات جوية فجر الجمعة قرب المجمع السكني الرسمي لزعيم سوريا أحمد الشرع في دمشق، ردًا على أعمال العنف التي استهدفت الأقلية الدرزية في البلاد، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس في بيان مشترك: “هذه رسالة واضحة إلى النظام السوري. لن نسمح بإرسال قوات إلى جنوب دمشق أو بأي تهديد يستهدف الطائفة الدرزية”.

وكتب كاتس لاحقًا على منصة “إكس” أن الضربات كانت “تحذيرًا واضحًا للنظام السوري. عندما يستيقظ الجولاني (الشرع) صباحًا ويرى نتائج ضربات مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي، سيدرك أن إسرائيل مصممة على منع الإضرار بالدروز في سوريا”.

وأضاف: “من واجبه أن يحمي الدروز في ضواحي دمشق من هجمات مثيري الشغب الجهاديين، وأن يمكّن مئات الآلاف من الدروز في السويداء وجبل الدروز من الدفاع عن أنفسهم بأنفسهم، لا أن يرسل قوات جهادية إلى القرى. من واجبنا حماية الدروز في سوريا من الأذى، من أجل إخواننا الدروز في إسرائيل، ووفائهم للدولة، ومساهمتهم الهائلة في أمن إسرائيل”.

واستهدفت إسرائيل، التي تعتبر القوات الجديدة في سوريا مجموعات جهادية، منطقة قرب دمشق أيضًا يوم الأربعاء، وقد نفذت مئات الغارات على مواقع عسكرية في سوريا منذ الإطاحة ببشار الأسد، وقالت إنها ستضرب أهدافًا حكومية “إذا استمر العنف ضد البلدات الدرزية”.

كما أرسلت قوات إلى المنطقة العازلة المنزوعة السلاح التي كانت تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في الجولان.

وقد نُقل عدد من دروز سوريا المصابين جراء أعمال العنف الأخيرة إلى إسرائيل لتلقي العلاج الطبي.

وجاءت ضربات الجمعة بعد عدة أيام من الاشتباكات بين مجموعات درزية مسلحة محلية ومجموعات مسلحة أخرى، تلتها مواجهات بين الدروز وقوات الأمن السورية الرسمية في معاقل درزية في أنحاء سوريا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي منظمة معارضة تعمل من خارج سوريا، بمقتل 21 شخصًا خلال الساعات الـ24 الماضية، و101 خلال الأيام الأخيرة. وبحسب التقرير، كان معظمهم مسلحين قُتلوا خلال تبادل إطلاق نار، لكن تسعة مدنيين دروز أُعدموا على يد قوات الأمن السورية. ولم يتم التحقق من هذه المزاعم بشكل مستقل، وهناك شكوك حول مصداقية تقارير المرصد.

اتفاق بشأن الأسلحة الثقيلة

وقّع ممثلون دروز في منطقة جرمانا بضواحي دمشق اتفاقًا مع ممثلي النظام السوري يقضي بتسليم الأسلحة الثقيلة التي بحوزة الدروز إلى النظام، وتعزيز قوات الأمن التابعة للنظام في المنطقة.

وأعلن مدير مديرية الأمن في ريف دمشق المقدم حسام الطحان عن الاتفاق، والذي ينص على تسليم الأسلحة غير المرخصة إلى السلطات بعد فترة زمنية محددة.

وفي وقت سابق، أعلن محافظ محافظة السويداء، وهي معقل درزي في جنوب سوريا، يوم الخميس عن اتفاق يسمح بدخول قوات الأمن السورية الرسمية إلى المنطقة، وذلك للمرة الأولى منذ سقوط نظام بشار الأسد وصعود أحمد الشرع إلى الحكم.

احتجاجات في إسرائيل

في يوم الخميس، تظاهر أفراد من الطائفة الدرزية في إسرائيل في شمال البلاد، مطالبين الحكومة بالدفاع عن دروز سوريا، وقاموا بإغلاق عدة طرق رئيسية.

وتسببت إغلاقات الطرق بازدحامات مرورية، اندلع خلالها عدد من الشجارات بين المتظاهرين الدروز وسائقين طالبوهم بفتح الطريق، بحسب مقاطع فيديو تم تداولها على الإنترنت.

وأظهرت اللقطات أيضًا المتظاهرين وهم يشعلون الإطارات في تقاطعات مغلقة ويتسلقون أعمدة إشارات المرور لرفع الأعلام الدرزية.

وبموازاة الاحتجاجات على الطرق، تظاهر عشرات الأشخاص قرب منزل نتنياهو في مدينة قيسارية الساحلية.

وأصدر الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، والنائب حمد عمار عن حزب “إسرائيل بيتنا”، بيانًا مصورًا دعوا فيه المتظاهرين الدروز إلى فتح الطرق والعودة إلى منازلهم.

وبحسب موقع “واي نت”، فإن عددًا كبيرًا من المحتجين كانوا من جنود الاحتياط الدروز في الجيش الإسرائيلي، الذين يعتقدون أن إسرائيل تُخفق في حماية أبناء طائفتهم في سوريا.

وقال أحد جنود الاحتياط للموقع الإخباري: “تصلنا تقارير متزايدة من إخواننا هناك أن الشيوخ يخرجون للدفاع عن قراهم بأنفسهم ويتم ذبحهم، بينما تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي ولا تفعل شيئًا لوقف هذه الفظائع، رغم وعودها”.

وأضاف: “هناك ميثاق تاريخي بين اليهود والدروز، ومثلما وقفنا للدفاع عن الدولة والموت من أجلها إذا لزم الأمر — في كل مرة وخاصة في وجه فظائع 7 أكتوبر — يجب علينا الآن أن ننهض لوقف الفظائع التي تُرتكب في سوريا بحق إخواننا”.

وفي خضم الاحتجاجات، أرسل مجموعة من الجنود الدروز رسالة إلى نتنياهو طالبوا فيها الجيش بالتحرك “لوقف مذبحة إخواننا الدروز على الطرف الآخر من الحدود في سوريا — كما وعدتم أنت ووزير الدفاع”.

وبحسب هيئة البث العامة “كان”، فإن الموقعين على الرسالة يشملون جنودًا في الخدمة النظامية وكذلك من جنود الاحتياط، وقد عبّروا عن استعدادهم للتحرك بأنفسهم.

وجاء في الرسالة: “مئات من الجنود الدروز مستعدون للتطوع فورًا للقتال إلى جانب إخواننا لإنقاذهم، حتى ولو كان ذلك على حساب تحمل المخاطر التي يشكلها ذلك على سلامتنا وحياتنا”.

وجاءت الاحتجاجات بعد أن أدان الزعيم الروحي لدروز سوريا الشيخ حكمت الهجري ما وصفه بـ”هجمة إبادة” ضد طائفته، ودعا إلى تدخل فوري من “القوات الدولية لحفظ السلم ولمنع استمرار هذه الجرائم”.

واثر اجتماع في مدينة السويداء ليل الخميس ضم مشايخ عقل الطائفة وأعيانها وفصائلها المسلحة، تم الإعلان عن خارطة طريق على وقع الاحداث الدامية الأخيرة. وقال متحدث باسم المجتمعين “نؤكد على مواقفنا الوطنية الثابتة…وأننا جزء لا يتجزأ من الوطن السوري الموحد”، مضيفا “نرفض التقسيم او الانسلاخ أو الانفصال”.

ودعا في الوقت نفسه الى “تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة”.

جنود إسرائيليون يقفون حراسًا بينما يتظاهر رجال دروز تضامنًا مع أفراد الطائفة الدرزية في سوريا، قرب السياج الحدودي في قرية مجدل شمس بمرتفعات الجولان، 30 أبريل 2025. (Jalaa Marey/AFP)

ويعدّ بسط الأمن على كامل سوريا من أبرز التحديات التي يواجهها الشرع، مع وجود مناطق لا تزال عمليا خارج سيطرته، على غرار مناطق سيطرة المقاتلين الاكراد في شمال شرق البلاد، رغم توقيع اتفاق ثنائي معهم.

وتعهدت السلطات الجديدة حماية الطوائف كافة وسط مخاوف لدى الأقليات، في وقت يحثّ المجتمع الدولي على إشراك جميع المكونات في المرحلة الانتقالية.

وفي منشورات على منصة أكس، ندّد وزير الخارجية أسعد الشيباني الخميس بمطلب التدخل الدولي، مؤكدا أن “الوحدة الوطنية هي الأساس المتين لأي عملية استقرار أو نهوض”.

واعتبر أن “أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس في بيان الخميس إن العنف والتحريض ضد الطائفة الدرزية في سوريا “مدان وغير مقبول”، ودعت السلطات الانتقالية إلى محاسبة الجناة.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات في إعداد هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن