إسرائيل تشن “ضربات دقيقة” على مواقع عسكرية إيرانية بعد أسابيع من هجوم إيران الصاروخي
الجيش يقول إن الغارات الجوية جاءت ردا على "أشهر من الهجمات المتواصلة"؛ البيت الأبيض يؤيد "الدفاع عن النفس" الإسرائيلي؛ تقرير يقول إن المنشآت النووية وحقول النفط ليست مستهدفة
أعلنت إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح السبت أنها شنت غارات جوية انتقامية ضد إيران بعد أسابيع من إطلاق الجمهورية الإسلامية لصواريخ باليستية على البلاد، حيث قال الجيش إن “ضربات دقيقة” استهدفت مواقع عسكرية إيرانية.
وبعد أن بدأت التقارير عن وقوع انفجارات بالقرب من طهران تظهر حوالي الساعة 2:15 صباحا بالتوقيت المحلي، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا يؤكد أنه هاجم إيران ردا على “أشهر من الهجمات المستمرة من النظام في إيران ضد دولة إسرائيل”.
وتم تنفيذ الضربات على عدة موجات وعلى مدار عدة ساعات، في مناطق مختلفة من إيران.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “النظام الإيراني وحلفاؤه في المنطقة لم يتوقفوا عن مهاجمة إسرائيل منذ 7 أكتوبر (2023) – على سبع جبهات – بما في ذلك عبر هجمات انطلاقا من الأراضي الإيرانية… من حقّ دولة إسرائيل وواجبها أن تردّ”.
وأضاف أنه “على أهبة الاستعداد هجوميا ودفاعيا”، وأنه “سيفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن دولة إسرائيل وشعب إسرائيل”.
وقال الجيش في أعقاب الضربات إنه يجري تقييما للرد الإيراني المحتمل على الهجوم، ولكن لم تكن هناك تغييرات في المبادئ التوجيهية للمدنيين حتى الآن.

وبعد الإعلان عن عودة الطائرة إلى إسرائيل، أطلق الجيش الإسرائيلي على المهمة اسم “أيام التوبة”. وقال إن عشرات طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات تزود بالوقود وطائرات تجسس، شاركت في العملية “المعقدة” على بعد حوالي 1600 كيلومتر من إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي أنه من بين المواقع العسكرية المستهدفة بطاريات دفاع جوي ومواقع تصنيع صواريخ باليستية – تلك التي استخدمت في الهجوم الإيراني المباشر الأخير على إسرائيل في الأول من أكتوبر وهجوم سابق في 14 أبريل.
وأضاف الجيش أن الضربات منحت سلاح الجو الإسرائيلي يتمتع “بهامش تحرك أوسع في أجواء إيران” الآن، وأن لديه مجموعة واسعة من الأهداف التي يمكنه ضربها في عمليات مستقبلية إذا لزم الأمر.
ولم يصدر أي تعليق فوري من الزعماء السياسيين الإسرائيليين، رغم أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نشر صورة له مع وزير الدفاع يوآف غالانت وكبار جنرالات الجيش الإسرائيلي في مخبأ أسفل قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب أثناء تنفيذ الضربات. وقال في وقت لاحق إنه أجرى تقييما أمنيا مع غالانت وقادة الجيش والموساد والشاباك.
وقال الجيش إن رئيس الأركان هرتسي هاليفي كان أيضا تحت قاعدة كيريا ليقود الضربات من مركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي، مع قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار.

وزعمت إيران أن نظام دفاعها الجوي نجح في صد الهجمات، لكنها تسببت “بأضرار محدودة” في بعض المواقع.
وقال الدفاع الجوي الإيراني في بيان إن إسرائيل هاجمت أهدافا عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن متحدث عسكري قوله إن الانفجارات التي سمعت في طهران مرتبطة “برد أنظمة الدفاع الجوي على محاولات النظام الصهيوني مهاجمة ثلاثة مواقع خارج مدينة طهران”.
وقال مصدر إسرائيلي لموقع “واينت” الإخباري إن الادعاء الإيراني “كاذب. لقد كان فشلاً ذريعاً، لم تكن هناك أي اعتراضات”.
وقال مسؤول إسرائيلي لشبكة NBC إن إسرائيل لم تكن تستهدف المنشآت النووية أو حقول النفط الإيرانية، بل كانت تركز على الأهداف العسكرية.
وأضاف: “نحن نستهدف أشياء ربما شكلت تهديدا لنا في الماضي أو يمكن أن تشكل تهديدا لنا في المستقبل”.
وحثت إدارة بايدن إسرائيل على عدم ضرب مثل هذه الأهداف، بينما دعمت حق إسرائيل في الرد على الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته إيران في الأول من أكتوبر.
وذكر مسؤول أمريكي لرويترز أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة قبيل قصف أهداف في إيران، لكنه أضاف أن واشنطن لم تشارك في العملية الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض شون سافيت “نحن نفهم أن إسرائيل تنفذ ضربات مستهدفة ضد أهداف عسكرية في إيران كممارسة للدفاع عن النفس وردًا على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني ضد إسرائيل في الأول من أكتوبر”.

وذكرت وكالة “فارس” شبه الرسمية أن عددا من القواعد العسكرية في غرب وجنوب غرب طهران تعرضت للهجوم أيضا.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أيضا أنه لم ترد أنباء عن اندلاع حرائق أو وقوع انفجارات في مصفاة نفط رئيسية جنوب العاصمة. وذكرت وكالة تسنيم للأنباء “لا توجد تقارير عن اندلاع حرائق أو وقوع انفجارات في مصفاة طهران”.
وقال التليفزيون الرسمي الإيراني إن العمليات في مطارات طهران، بما في ذلك مطار الإمام الخميني الدولي، مستمرة كالمعتاد.
ونقلت وكالة “تسنيم” للأنباء عن مصادر هددت بأن إيران مستعدة للرد على أي “عدوان” إسرائيلي.
ونقلت الوكالة الإخبارية عن المصادر قولها “لا شك أن إسرائيل ستواجه رد فعل متناسبا مع أي إجراء تتخذه”.
وفي بيان باللغة الإنجليزية، حذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري من أن إسرائيل سترد إذا ارتكبت إيران “خطأ” التصعيد.
وقال نتنياهو في بيان مصور لوسائل الإعلام الأجنبية “أستطيع الآن أن أؤكد أننا انتهينا من الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل”.
وقال هاغاري: “لقد نفذنا ضربات محددة ودقيقة على أهداف عسكرية في إيران – مما أحبط التهديدات المباشرة لدولة إسرائيل. لقد أنجزت قوات الدفاع الإسرائيلية مهمتها”.
وأضاف: “إذا ارتكب النظام في إيران خطأ البدء بجولة جديدة من التصعيد فإننا سنكون ملزمين بالرد”.
“رسالتنا واضحة، كل من يهدد دولة إسرائيل ويسعى إلى جر المنطقة إلى تصعيد أوسع نطاقا سيدفع ثمنا باهظاً. لقد أظهرنا اليوم أننا نملك القدرة والعزم على العمل بحزم – ونحن مستعدون – في الهجوم والدفاع – للدفاع عن دولة إسرائيل وشعب إسرائيل”.