إسرائيل تسهل دخول فلسطينيي غزة الأمريكيين بما يتوافق مع معايير برنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكية
نشرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق مبادئ توجيهية جديدة تشمل المواطنين الأمريكيين من قطاع غزة بعد الاحتجاجات على استبعادهم؛ ستشكل الولايات المتحدة وإسرائيل لجنة لمعالجة قضايا التمييز العالقة
نشر مكتب الارتباط العسكري الإسرائيلي مع الفلسطينيين يوم الاثنين إرشادات سفر جديدة للمواطنين الأمريكيين من قطاع غزة الذين سيتمكنون من الآن فصاعدا من دخول إسرائيل لإقامة قصيرة الأجل أو لزيارة الضفة الغربية أو السفر إلى الخارج.
وكانت الخطوة، التي اتخذها منسق الأنشطة الحكومية في المناطق (كوغات) هي الأحدث في سلسلة خطوات اتخذتها إسرائيل من أجل التأهل لبرنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكية. والشرط الأساسي للدخول في برنامج الإعفاء من التأشيرة هو التزام الدول المتقدمة بمنح حقوق سفر متساوية لجميع مواطني الولايات المتحدة. وكانت هذه نقطة شائكة بالنسبة لإدارة بايدن في ضوء الادعاءات بالتمييز ضد الأمريكيين العرب والمسلمين في المداخل الإسرائيلية.
وفي 19 يوليو، وقعت إسرائيل والولايات المتحدة مذكرة تفاهم تحدد التزام إسرائيل بمنح حقوق سفر متساوية لجميع المسافرين الأمريكيين. وفي اليوم التالي، أعلنت عن مبادئ توجيهية جديدة للسفر، خففت القيود المفروضة على الأمريكيين الفلسطينيين من الضفة الغربية، الذين سُمح لهم منذ ذلك الحين بالتقدم بطلب للحصول على تصريح لدخول إسرائيل لإقامة لمدة تصل إلى 90 يوما، أو للسفر إلى الخارج.
وفي حين كان هذا الإعلان سار لنحو 35 ألف أمريكي-فلسطيني في الضفة الغربية، فإن استبعاد ما يقارب من 700 أمريكي-فلسطيني في غزة أدى إلى احتجاجات شديدة من جانب مناصريهم في الولايات المتحدة.
وبناء على ذلك، بدأت إدارة بايدن بالضغط على إسرائيل لضمان استفادة المواطنين الأمريكيين من غزة من برنامج الإعفاء من التأشيرة.
وفي أغسطس، أعلن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن الأميركيين من سكان غزة سيكونون قادرين بالفعل على دخول إسرائيل بتأشيرة سياحية B2، في حين أوضح أن السلطات تحتاج إلى شهر آخر للاستعداد.
والتزمت إسرائيل بوعدها، وخففت قيود السفر المفروضة على الأمريكيين من قطاع غزة ابتداء يوم الاثنين.
وتنص المبادئ التوجيهية الجديدة الصادرة عن “كوغات” على أنه “يجوز للفلسطيني المقيم في قطاع غزة، والذي يحمل الجنسية الأمريكية، تقديم طلب للحصول على موافقة سياحية أمريكية إلى إسرائيل سواء من أجل السفر إلى الخارج عبر أي معبر حدودي دولي، العبور إلى منطقة يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، أو السفر داخل إسرائيل (بما في ذلك إيلات)”.
وتنص المبادئ التوجيهية على استجابة السلطات الإسرائيلية للطلبات في غضون 45 يوما – وهي فترة انتظار أطول بكثير من تلك التي يتحملها جميع المسافرين الأمريكيين الآخرين، الذين من المتوقع أن يتلقوا ردودا على طلبهم للدخول بدون تأشيرة إلى إسرائيل في غضون 48 ساعة.
وسيظل الفلسطينيون الأمريكيون في الخارج الذين يريدون زيارة غزة محظورين إلى حد كبير من زيارة القطاع. ويخضع القطاع لحكم حركة حماس، التي صنفتها كل من إسرائيل والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، كما أن الولايات المتحدة تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى هناك.
ومع ذلك، تسمح المبادئ التوجيهية الجديدة للمواطنين الأمريكيين الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى في غزة بزيارة القطاع لمدة تصل إلى 90 يوما.
وأمام الولايات المتحدة مهلة حتى 30 سبتمبر لتحديد ما إذا كان بإمكان إسرائيل الانضمام إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة – وهو أمر سعت إليه اسرائيل لسنوات من أجل ضمان سفر مواطنيها بدون تأشيرة لما يصل إلى 90 يوما إلى الولايات المتحدة. وتتطلب المبادئ التوجيهية الحالية من الإسرائيليين الحصول على تأشيرة قبل القيام بالرحلة – وهي عملية شاقة في كثير من الأحيان يمكن أن تستغرق أشهر إن لم يكن أكثر من عام.
ولا تزال هناك قضايا عالقة فيما يتعلق بمعاملة إسرائيل للأمريكيين الفلسطينيين، بما في ذلك شكاوى الولايات المتحدة بشأن المبادئ التوجيهية الإسرائيلية التي تمنع الفلسطينيين الأمريكيين من القيادة عبر حواجز الضفة الغربية. وقال متحدث باسم السفارة الأمريكية في القدس إن الدول اتفقت على تشكيل مجموعة عمل، والتي ستبدأ عقد اجتماعات هذا الأسبوع لمناقشة هذه القضية وغيرها من القضايا المتعلقة ببرنامج الإعفاء من التأشيرة.
ومنذ 20 يوليو، عندما بدأت إسرائيل في تخفيف قيود السفر، وسمحت للأمريكيين الفلسطينيين بالسفر عبر مطار بن غوريون لأول مرة، دون الحصول على ما يسمى بتصريح “كبار الشخصيات” الذي يصعب الحصول عليه، دخل 5400 أمريكي فلسطيني إلى إسرائيل، حسبما ذكرت وزارة الداخلية. وقالت إسرائيل إن 51 أمريكيا فلسطينيا مُنعوا من الدخول – 49 منهم بسبب مخاوف من تجاوز مدة تصريح السفر لمدة 90 يوما، واثنان منهم بسبب مخاوف من أنهم يشكلون تهديدات أمنية.
وإذا تم قبول إسرائيل في برنامج الإعفاء من التأشيرة، فمن المرجح أن تحتاج الولايات المتحدة إلى شهرين آخرين لإعداد أنظمة تصاريح السفر. ولذلك يمكن للإسرائيليين أن يتوقعوا أن يكونوا مؤهلين للسفر بدون تأشيرة بحلول نوفمبر أو ديسمبر.
وفي الأسبوع الماضي، كتبت مجموعة من 15 عضوا ديمقراطيا في مجلس الشيوخ رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حثته فيها على عدم قبول إسرائيل في برنامج الإعفاء من التأشيرة، متهمين إسرائيل بمواصلة التمييز ضد الأمريكيين الفلسطينيين، على الرغم من التأكيدات بأنها ستبدأ في معاملة جميع المسافرين الأمريكيين على قدم المساواة.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، لتايمز أوف إسرائيل أنه من غير المرجح أن تستجيب إدارة بايدن لدعوة أعضاء مجلس الشيوخ وأن إسرائيل على وشك الدخول في برنامج الإعفاء من التأشيرة بحلول الموعد النهائي في 30 سبتمبر.
وقررت مجموعة المشرعين التقدميين بقيادة السيناتور كريس فان هولين أنه من المهم التعبير عن اعتراضاتهم رغم ذلك.