إسرائيل تسمح بدخول 50 شاحنة مساعدات إلى شمال غزة بعد تهديد أمريكي بتقييد تسليم الأسلحة
الولايات المتحدة تشير إلى الخطوات الأولية التي اتخذتها إسرائيل لتعزيز دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، بعد ساعات من تأكيدها إرسال رسالة تحذر من العواقب إذا لم يتحسن الوضع خلال 30 يومًا

سمحت إسرائيل بدخول 50 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة الأربعاء، بعد ساعات من تأكيد الولايات المتحدة إرسال رسالة تحذر من أن استمرار إمداد الأسلحة الأمريكية معرض للخطر إذا لم تتخذ اسرائيل خطوات كبرى لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع خلال 30 يوما.
وقال بيان صادر عن مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (كوغات)، وهو الهيئة العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على توزيع المساعدات في القطاع الساحلي، إن 50 شاحنة محملة بالغذاء والمياه والإمدادات الطبية ومعدات الإيواء من الأردن تم نقلها من معبر اللنبي إلى الضفة الغربية إلى شمال غزة عبر معبر إيريز غرب.
وقال كوغات إن إسرائيل “ستواصل تمكين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
سمحت إسرائيل بوصول 30 شاحنة محملة بالمساعدات إلى شمال غزة يوم الاثنين بعد ما يقارب من أسبوعين توقفت خلالهما جميع المساعدات، حسبما قالت المنظمات الإنسانية. وتزامنت هذه الفترة مع إطلاق الجيش الإسرائيلي لعملية تهدف إلى إحباط إحياء حماس في شمال غزة.
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء واسعة النطاق لعشرات الآلاف من المدنيين قبل إطلاق العملية، لكن العديد منهم رفضوا الامتثال لها. وقال البعض إنهم غير قادرين على المغادرة، بينما أشار آخرون إلى مزاعم بأن القوات الإسرائيلية استهدفت الفارين من المنطقة، وسلط آخرون الضوء على الظروف البائسة في المنطقة الإنسانية بجنوب غزة حيث تم دفع الملايين بعد عمليات الإخلاء المتكررة طوال العام الماضي من الحرب التي أشعلتها حماس في السابع من أكتوبر.
ويبدو أن الظروف المزرية في شمال غزة كانت أحد الأسباب التي دفعت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى إرسال رسالة إلى وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ووزير الدفاع يوآف غالانت يوم الأحد، حذرا فيها من أن إسرائيل ستخالف الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس جو بايدن إذا لم يتم اتخاذ تدابير كبيرة لتحسين الوضع الإنساني في غزة في غضون شهر.
ℹ️UPDATE:
50 trucks carrying humanitarian aid – including food, water, medical supplies, and shelter equipment provided by Jordan – were transferred today (Wednesday) to northern Gaza through the Allenby Bridge Crossing and the Erez West Crossing as part of our commitment to… pic.twitter.com/pFEtlLG2Mr
— COGAT (@cogatonline) October 16, 2024
وينص الأمر التنفيذي الصادر في فبرايرعلى أن تتلقى الإدارة ضمانات مكتوبة من الدول المتلقية المساعدات الأمنية بأنها لن تفرض قيودا تعسفية على تسليم المساعدات الإنسانية.
وفي رسالتهما، أشار بلينكن وأوستن إلى أن شهر سبتمبر شهد وصول أدنى كمية من المساعدات إلى غزة منذ بداية الحرب؛ وعزل إسرائيل لشمال غزة والوقف شبه الكامل لتسليم المساعدات من الأردن. وأشارا إلى أن إسرائيل لم تلتزم بالتعهد المكتوب الذي قدمته في مارس، وقدما قائمة تطالب باتخاذ أكثر من اثنتي عشرة خطوة في غضون الثلاثين يوماً المقبلة لمعالجة الأزمة الإنسانية.
عدم القيام بذلك من شأنه أن يعرض استمرار إمداد الولايات المتحدة لإسرائيل بالأسلحة الهجومية للخطر.
وقالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ردا على سؤال من قبل الصحافيين عن الإجراء القانوني الذي يجب اتخاذه ضد إسرائيل إذا تم تجاهل التحذيرات الواردة في الرسالة، “سنتخذ الأمر خطوة بخطوة، إذا لزم الأمر”.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر خلال إفادة صحفية يوم الأربعاء إلى أن الإدارة لا تزال ملزمة بموجب القانون الأميركي بضمان احتفاظ إسرائيل بتفوق عسكري نوعي على خصومها الإقليميين، بالإضافة إلى الالتزام بمذكرة التفاهم التي تمتد لعشر سنوات لتقديم 3.8 مليار دولار كمساعدات أمنية لإسرائيل حتى عام 2028.
Refueling bakeries and medical facilities in northern Gaza, the exit of a patient for treatment in Jordan and equipment for the polio vaccination campaign – these are some of the coordinations we facilitated yesterday.
We will continue expanding our efforts to facilitate… pic.twitter.com/NfdlLyVmVq
— COGAT (@cogatonline) October 16, 2024
ولكنه أشار كذلك إلى أن الإدارة ليست أقل التزاما بالأمر التنفيذي الصادر في فبراير، وأن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على تقييد تسليم بعض الأسلحة إلى إسرائيل، ولكن ليس جميعها.
وبعد التحذير الأميركي، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة إلى اجتماع طارئ لبحث توسيع المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفق ما قاله ثلاثة مسؤولين إسرائيليين حضروا المناقشة، وأضافوا أن المساعدات من المرجح أن تزيد قريبا.
وقال مسؤول إسرائيلي رابع إن من المتوقع أن يناقش مجلس الوزراء الأمني المسألة بشكل موسع يوم الأحد.
وأشار ميلر يوم الأربعاء إلى أن إسرائيل اتخذت بالفعل عدة خطوات لمعالجة الأزمة منذ إرسال الرسالة.
October 15: ???????????????????????????????????????????????? ????????????????????????
????145 humanitarian aid trucks entered Gaza via the Kerem Shalom and Erez crossings. The trucks contained food, hygiene products, baby formula, and shelter equipment.
????32 trucks were collected from the Gazan side of Kerem Shalom… pic.twitter.com/f3CGcXXePt
— COGAT (@cogatonline) October 16, 2024
وأشار إلى الشاحنات التي سمحت إسرائيل بدخولها إلى شمال غزة في وقت سابق من اليوم.
وقال ميلر إن إسرائيل أعادت خلال الأيام القليلة الماضية فتح معبر إيريز إلى شمال غزة بالإضافة إلى فتح طريق وصول جديد من جنوب القطاع إلى شماله، مضيفا أنه تم فتح طريق آخر لتسليم المساعدات في جنوب غزة.
وأضاف أن إسرائيل أعادت أيضا فتح طريق مساعدات للسماح باستئناف تسليم المساعدات من الأردن.
وأن إسرائيل اتخذت خطوات للموافقة على إنشاء مستودعات جديدة ومرافق تخزين أخرى للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية بهدف تخفيف بعض الأعباء اللوجستية التي واجهتها في تخزين وتسليم المساعدات داخل غزة.
وقال ميلر إن إسرائيل أبلغت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى في اليوم الماضي عن إعفاء لمدة 12 شهرًا من الإقرارات الجمركية التي كانت تطلب من الأفراد التوقيع عليها لإحضار البضائع. ويأتي هذا في أعقاب طلب من منظمات الإغاثة وكان أحد المطالب التي قدمتها إدارة بايدن في رسالتها إلى إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع.

كما قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أمام مجلس الأمن خلال جلسة عقدت الأربعاء بشأن حرب غزة إن واشنطن تراقب لضمان أن تظهر تصرفات إسرائيل على الأرض أنها لا تنتهج “سياسة تجويع” في شمال قطاع غزة.
وأضافت أمام المجلس المكون من 15 عضوا أن مثل هذه السياسة ستكون “مروعة وغير مقبولة وستكون لها تداعيات بموجب القانون الدولي والقانون الأميركي”.
وقالت توماس غرينفيلد: “لقد قالت حكومة إسرائيل إن هذه ليست سياستها، وإن الغذاء وغيره من الإمدادات الأساسية لن يتم قطعها، وسوف نراقب لنرى ما إذا كانت تصرفات إسرائيل على الأرض تتطابق مع هذا التصريح”.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون للصحفيين قبل اجتماع مجلس الأمن إن القدس “تظل ملتزمة بالعمل مع شركائنا الدوليين لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها” في قطاع غزة.
وأضاف أن “المشكلة في غزة لا تكمن في نقص المساعدات. المشكلة هي حماس، التي تستولي على المساعدات، وتسرقها وتخزنها وتبيعها لتغذية آلة الإرهاب، في حين يعاني المدنيون”.
هذه الديناميكية هي التي دفعت العديد من الجنرالات الإسرائيليين السابقين إلى الدعوة إلى فرض حصار على شمال غزة حتى يستسلم مقاتلو حماس الذين يسعون إلى إعادة فرض سيطرتهم على المنطقة. وقد أصر الجيش الإسرائيلي على أن هذه ليست سياسته.

وعلاوة على ذلك، حذر المسؤولون الأميركيون من أن مقاتلي حماس من المرجح أن يستمروا في الظهور في مختلف أنحاء غزة، ما دامت إسرائيل لا تسمح ببديل واقعي لملء الفراغ المؤقت في السلطة الذي خلقته من خلال انتصاراتها العسكرية. وتزعم الولايات المتحدة أن السلطة الفلسطينية ينبغي أن تتولى مهمة ملء هذا الفراغ، لكن نتنياهو رفض هذه الفكرة تماما، وشبه السلطة الفلسطينية بحماس ورفض إطار حل الدولتين الذي تسعى السلطة الفلسطينية إلى تحقيقه من خلال عودتها إلى غزة.
ورفض نتنياهو التخطيط لإدارة غزة بعد الحرب هو مصدرًا رئيسيًا للتوتر مع الولايات المتحدة، حيث بايدن ومساعديه مقتنعون بأن رئيس الوزراء غير راغب في اتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء الحرب خشية من إثارة استياء شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف الذين يحتاجهم للبقاء في السلطة.
وردا على سؤال عن رسالة بلينكن وأوستن خلال مؤتمر صحفي، شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير على أن الرسالة كانت مشابهة لرسالة أرسلتها واشنطن في أبريل بعد انخفاض المساعدات إلى غزة وقتل الجيش الإسرائيلي عدة عمال إغاثة في غارة جوية.
وأضافت جان بيير أن إسرائيل ردت على هذا التحذير بشكل بناء، واتخذت مجموعة من الخطوات لتعزيز المساعدات، وتأمل الإدارة أن تفعل ذلك مرة أخرى الآن.