إسرائيل في حالة حرب - اليوم 371

بحث

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل حسن نصر الله بقصف مقر حزب الله

أنباء عن سقوط عدد كبير من الضحايا في انفجارات متعددة هزت العاصمة اللبنانية بيروت؛ الجيش الإسرائيلي يقول إن الخطط جاهزة لعملية برية في لبنان

أعلن الجيش اغتيال قائد حزب الله حسن نصر الله في غارة شنها سلاح الجو مساء الجمعة. وفد قال مصدر مقرب من حزب الله ان الاتصال مع القائد “فقد” منذ ليلة الأمس. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لبحث أمور حساسة، إن “الاتصال بالسيد حسن نصر الله انقطع منذ مساء الجمعة”. ولم يؤكد ما إذا كان نصر الله قد قُتل.

شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات جوية مكثفة على العاصمة اللبنانية بيروت مساء الجمعة، وقال الجيش إنه ضرب المقر الرئيسي لحزب الله. وأكد مسؤول إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل أن الضربات استهدفت زعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي يُعتقد أنه كان في مركز القيادة في ذلك الوقت.

وقال المسؤول: “من الصعب للغاية أن نتخيله يخرج حيا من ضربة كهذه”، في حين نقلت تقارير إعلامية عبرية متعددة تقييماً إسرائيلياً متزايداً بأن نصر الله قُتل في الضربة على المقر تحت الأرض.

وهز الهجوم العاصمة اللبنانية وأدى إلى تصاعد سحب كثيفة من الدخان فوق المدينة. ووردت أنباء “عن سقوط العديد من الضحايا في الضربات المتعددة”.

وقال مصدر مقرب من حزب الله إن الغارات الإسرائيلية دمرت ستة مبان. وكان هذا أعنف هجوم في بيروت خلال ما يقرب من عام من الصراع بين حزب الله وإسرائيل. وذكرت شبكات التلفزيون الإسرائيلية أن الهجوم تضمن قنابل يبلغ مجموعها عشرات الأطنان من المتفجرات.

وقال مصدر أمني لبناني لرويترز إن كبار مسؤولي حزب الله يتجمعون عادة في الموقع المستهدف.

وفي تأكيد على الطبيعة الاستثنائية للضربة، أدلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري ببيان مصور بعد دقائق من الهجوم. وقال هاغاري إن مركز القيادة تم بناؤه تحت مبان مدنية في الضاحية الجنوبية، وهي معقل معروف لحزب الله في بيروت.

صورة مأخوذة من قناة المنار التابعة لحزب الله تظهر زعيم الحركة اللبنانية حسن نصر الله وهو يلقي كلمة للأمة من مكان غير معروف في 19 سبتمبر 2024. (Al-Manar/AFP)

ولم يذكر ما إذا كان نصر الله هدفا أو يعتقد أنه موجود في الموقع.

وأظهرت لقطات مصورة من بيروت الدمار الواسع في الموقع.

وأضاف هاغاري أنه لا يوجد أي تغيير في الإرشادات الخاصة بالمدنيين الإسرائيليين في هذا الوقت.

وقامت إسرائيل بتصفية عدد كبير من كبار قادة حزب الله في الأسابيع الأخيرة.

وبعد الضربات بقليل، قالت مصادر مقربة من حزب الله لوكالة فرانس برس ورويترز إن نصر الله على قيد الحياة، في حين نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمني إيراني قوله إن طهران تتحقق من وضعه.

وبعد ساعات من الضربة، لم تظهر أي علامة على حياة نصر الله.

وبعد أن ظهرت الأنباء عن الضربة، غادر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤتمرا صحفيا مع صحفيين إسرائيليين بعد خطابه في الأمم المتحدة. وهمس السكرتير العسكري لنتنياهو بشيء في أذنه، قبل أن يقطع المؤتمر الصحفي ويغادر مع مستشاريه.

وأعلن رئيس الوزراء لاحقا أنه سيقطع زيارته للولايات المتحدة وسيغادر إلى إسرائيل في الساعة الثالثة صباحا (بتوقيت إسرائيل).

ونشر مكتبه صورة قال إنها تظهر موافقته على الضربة من غرفة فندقه في نيويورك، ومن الواضح أن ذلك تم قبل أن يلقي كلمته أمام الأمم المتحدة.

صورة وزعها مكتب رئيس الوزراء تظهر موافقة بنيامين نتنياهو على شن غارة جوية على بيروت تستهدف المقر الرئيسي لحزب الله، 27 سبتمبر 2024. (Prime Minister’s Office)

وقال مسؤول أميركي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن إسرائيل أخطرت الولايات المتحدة بالغارة الجوية بعد أن كانت الطائرات في الجو بالفعل وبدأت العملية.

وقال متحدث باسم البنتاغون إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت أثناء العملية.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة سابرينا سينغ “الولايات المتحدة لم تشارك في هذه العملية ولم نتلق أي تحذير مسبق”.

وتصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة، حيث أدت الغارات الجوية الإسرائيلية على الحركة هذا الأسبوع إلى مقتل أكثر من 700 شخص في لبنان. ولا يميز الرقم بين المقاتلين والمدنيين. وتقول إسرائيل إن العديد من القتلى هم من مقاتلي حزب الله.

وأثار التصعيد مخاوف من اندلاع صراع أكثر تدميرا بين الطرفين المتحاربين المدججين بالسلاح.

عناصر إنقاذ يكافحون النيران في الأنقاض المشتعلة لمبنى دمر في غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر 2024. (Ibrahim AMRO / AFP)

وقال نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل وقت قصير من الضربة “طالما أن حزب الله يختار مسار الحرب، فلا خيار أمام إسرائيل، ولدى إسرائيل كل حق في إزالة هذا التهديد وإعادة مواطنينا إلى ديارهم”.

“لقد تحملت إسرائيل هذا الوضع الذي لا يطاق منذ ما يقرب من عام. لقد جئت إلى هنا اليوم لأقول كفى”.

الإستعدادات للهجوم البري

في وقت سابق من يوم الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي قبيل هجوم بري محتمل ضد حزب الله إنه لديه “ثقة كبيرة” في قدرة الجيش على تنفيذ مناورة برية، وذلك في ظل الخبرة التي اكتسبتها القوات خلال الأشهر الـ11 الماضية من القتال في قطاع غزة.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه تم التخطيط لهجوم بري في لبنان بشكل كامل، وأن القوات تجري تدربات بينما يستمر القتال على عدة جبهات.

وتضمنت الخطط عمليات في مناطق قريبة من الحدود وكذلك في عمق لبنان، بحسب الجيش. ولكن قال مسؤولون إن الجيش الإسرائيلي يهدف إلى أن تكون هذه العملية البرية قصيرة قدر الإمكان.

وكشف الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة أيضا أنه كان مستعدا لتكثيف عملياته الهجومية ضد حزب الله في ثلاث مناسبات منفصلة وسط الحرب، في عملية تعرف الآن باسم “السهام الشمالية” والتي بدأت يوم الاثنين بإسقاط سلاح الجو الإسرائيلي ما يقرب من 2000 ذخيرة على أهداف لحزب الله في لبنان خلال 24 ساعة – وهي أكبر عملية ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي.

وبحسب الجيش فإن الغارات الجوية أدت إلى تدمير العديد من قدرات حزب الله لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة التي بناها على مدار عشرين عاما، مما يمنعه إلحاق الضرر بالجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وأطلق حزب الله مئات الصواريخ على إسرائيل منذ تصاعد القتال، مما تسبب في وقوع العديد من الإصابات والأضرار في العديد من البلدات، ولكن أقل بكثير من المتوقع في البداية.

نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي يعترض صواريخ أطلقت من لبنان، بالقرب من الحدود الشمالية لإسرائيل، 26 سبتمبر 2024. (Ayal Margolin/Flash90)

وفي السنوات السابقة، قدر الجيش الإسرائيلي أن حزب الله قد يكون قادرًا على إطلاق آلاف الصواريخ يوميًا على البلاد أثناء حرب شاملة، مما يتسبب في سقوط مئات الضحايا. ولكن خلال الأشهر الـ 11 الماضية من القتال على الحدود الشمالية، تم “تقشير” قدرات حزب الله ببطء، وفقًا للجيش.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه حقق خلال الأيام العشرة الماضية منذ تحويل تركيزه إلى لبنان إنجازات كبيرة، بما في ذلك قتل كبار قادة حزب الله، والقضاء على قيادة قوة الرضوان النخبة التابعة للحركة، وضرب آلاف المواقع التي يخزن فيها حزب الله الأسلحة.

لكن الجيش الإسرائيلي أكد الجمعة أن “هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به، ولا يمكننا التوقف هنا”.

اقرأ المزيد عن