إسرائيل في حالة حرب - اليوم 433

بحث

إسرائيل تستعد للموافقة على هدنة مدتها 60 يوما في لبنان الثلاثاء، لكنها تتعهد بالعمل ضد حزب الله

مسؤول يقول أن التهديد الأميركي بإجراءات في الأمم المتحدة لعب دوراً في اتخاذ القرار في القدس، ويؤكد أن الوزراء سوف يؤيدون وقف الأعمال العدائية، حتى ولو على مضض

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقود الاجتماع الأسبوعي للحكومة في القدس في 17 أبريل 2024. (Maayan Toaf/ GPO)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقود الاجتماع الأسبوعي للحكومة في القدس في 17 أبريل 2024. (Maayan Toaf/ GPO)

قال مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل يوم الاثنين إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعا أمنيا رفيع المستوى في تل أبيب مساء الثلاثاء للموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما مع حزب الله في لبنان بعد أكثر من عام من الحرب.

وفي الوقت نفسه، أكد المسؤول أن إسرائيل تقبل فقط بوقف الأعمال العدائية، وليس إنهاء الحرب ضد حزب الله.

وقال المسؤول عن وقف إطلاق النار “لا نعرف إلى متى سيستمر. قد يستمر شهرا أو عاما”.

وقالت مصادر لبنانية لرويترز الاثنين إن من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون عن وقف إطلاق النار خلال 36 ساعة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي “نحن قريبون” ولكن “لن (يُعلن) التوصل لشيء حتى الانتهاء من كل شيء”.

منذ 8 أكتوبر، 2023، تهاجم قوات بقيادة حزب الله البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث تقول الجماعة إنها تفعل ذلك اسنادا لغزة في خضم الحرب الدائرة هناك.

وتم إخلاء نحو 60 ألف شخص من البلدات الشمالية على الحدود اللبنانية بعد وقت قصير من هجوم حماس في 7 أكتوبر، وسط مخاوف من أن ينفذ حزب الله هجوما مماثلا، ومع زيادة في إطلاق الصواريخ من قبل الجماعة. وتحاول إسرائيل تمكين السكان من العودة، بما في ذلك من خلال العملية البرية المستمرة.

وقال المسؤول إن حرية إسرائيل في التصرف في لبنان بعد وقف إطلاق النار مضمونة بموجب رسالة متبادلة بينها وبين الولايات المتحدة. وسوف تتمكن قوات الجيش الإسرائيلي من العمل ليس فقط ضد أولئك الذين يحاولون مهاجمة إسرائيل، بل وأيضاً ضد محاولات حزب الله لبناء قوته العسكرية.

ووعد المسؤول قائلا “سنتحرك”.

السفير الأمريكي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 20 نوفمبر 2024، في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك. (ANGELA WEISS / AFP)

وأكد المسؤول أن إسرائيل قررت أنها ليس لديها خيار سوى قبول وقف إطلاق النار، ويرجع ذلك جزئيا إلى الخوف من أن تقوم الإدارة الأميركية بمعاقبة إسرائيل بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أسابيعها الأخيرة.

وأضاف المسؤول أن إسرائيل تفتقد أيضا إلى قدرات تحتاجها من الولايات المتحدة، بما في ذلك 134 جرافة من طراز D9.

في غضون ذلك، قال مسؤول لبناني إن واشنطن أبلغت بيروت أنه من الممكن الإعلان عن اتفاق “خلال ساعات”.

عناصر الإنقاذ في موقع غارة جوية إسرائيلية على موقع للجيش اللبناني في العامرية في جنوب لبنان في 24 نوفمبر 2024. (Kawnat HAJU / AFP)

وقال مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب أصبح أقرب، رغم أن بعض القضايا لا تزال قائمة، في حين أعرب مسؤولان لبنانيان كبيران عن تفاؤل حذر، حتى مع قصف إسرائيل للبنان بعد يوم من إطلاق حزب الله أكثر من 250 صاروخا وقذيفة على إسرائيل.

وبحسب قناة 12 الإخبارية، لن ينهار وقف إطلاق النار قبل اجتماع الثلاثاء إلا نتيجة “شيئًا كبيرًا”.

ومن المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعا مصغرًا مع مساعديه المقربين صباح الثلاثاء، بمن فيهم وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، أضافت القناة.

وقال إلياس بو صعب نائب رئيس مجلس النواب اللبناني لرويترز إنه لم تعد هناك “عقبات جدية” أمام بدء تنفيذ اتفاق اقترحته الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.

نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب يتحدث عن المفاوضات البحرية الجارية بين إسرائيل ولبنان خلال بث تلفزيوني مباشر، 3 أكتوبر 2022 (used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وأضاف أن إحدى نقاط الخلاف بشأن من سيراقب وقف إطلاق النار تسنى حلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بالموافقة على تشكيل لجنة من خمس دول، منها فرنسا، وترأسها الولايات المتحدة.

وكانت إسرائيل تصر على ألا تكون فرنسا جزءًا من الاتفاق أو عضوًا في اللجنة الدولية التي ستراقب تنفيذ الاتفاق، بسبب عدائها تجاه إسرائيل في الأشهر الأخيرة في عهد الرئيس إيمانويل ماكرون. وقد دعا ماكرون مؤخرًا في عدة مناسبات إلى فرض حظر أسلحة على إسرائيل، قائلا أنه الطريق لإنهاء الحرب، مما أثار أزمة دبلوماسية.

وبعد أن أشارت فرنسا يوم الجمعة إلى أنها لن تلتزم باعتقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في أعقاب مذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضده ــ واكتفت فقط بـ”ملاحظة” القرار ــ أصبحت إسرائيل على استعداد لقبول المشاركة الفرنسية.

ورغم التحركات نحو وقف القتال، واصل كل من إسرائيل وحزب الله تبادل إطلاق النار يوم الاثنين.

الدخان يتصاعد من موقع غارات جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في 25 نوفمبر 2024. (AFP)

وفرضت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي مساء الاثنين قيودا جديدة في عدة مناطق شمال إسرائيل، في ظل مخاوف من أن يصعد حزب الله هجماته الصاروخية قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي لديه خطط لتوسيع عمليته في لبنان في حال انهيار الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق النار.

رئيس حزب “عوتسما يهوديت” وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يعقد اجتماعا لكتلته في الكنيست في 18 نوفمبر، 2024.(Chaim Goldberg FLASH90)

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، طلب وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير من نتنياهو رفض اقتراح وقف إطلاق النار، ووصفه بأنه “خطأ فادح”، رغم أنه لم يهدد بإسقاط الحكومة إذا تمت الموافقة عليهـ خلافا للماضي.

وفي منشور على موقع إكس، حذر زعيم حزب “عوتسما يهوديت” القومي المتطرف من أن قبول اتفاق وقف إطلاق النار يعني تفويت فرصة “تاريخية” لتدمير الحركة المدعومة من إيران.

ودعا نتنياهو إلى “الاستماع إلى القادة الذين يقاتلون في الميدان… وخاصة الآن، عندما يكون حزب الله مهزوم ويتوق إلى وقف إطلاق النار، لا يجب التوقف”.

وكان بن غفير يعارض بشكل قاطع أي اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف الأعمال العدائية، حتى مؤقتا، في غزة ولبنان، وهدد أكثر من مرة بسحب حزبه من الائتلاف في حال وقعت إسرائيل على اتفاق هدنة.

وقال المسؤول الإسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل إنه سيتم الموافقة على وقف إطلاق النار في النهاية، “هناك وزراء يتحدثون إلى قاعدتهم، ونحن نأخذ ذلك في الاعتبار. لكن بن غفير يفهم أهمية ذلك. إنه في مصلحة إسرائيل”.

وأضاف المسؤول أن وقف إطلاق النار من شأنه أن يساعد في التوصل إلى نهاية ناجحة للحرب في غزة ضد حماس.

“ما أرادته حماس هو الحصول على الدعم من حزب الله وغيره. وبمجرد قطع الاتصال، تصبح لديك القدرة على التوصل إلى اتفاق. وهذا إنجاز استراتيجي”، قال المسؤول. “حماس أصبحت وحيدة”.

قُتل نحو 1200 شخص واختطف 251 آخرون كرهائن في السابع من أكتوبر من العام الماضي، عندما تدفق آلاف المسلحين بقيادة حماس عبر حدود غزة إلى إسرائيل وهاجموا عشرات البلدات الجنوبية.

وتهدف الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ ذلك الحين رسميًا إلى تدمير حكم حماس وقدراتها العسكرية في غزة، وإعادة الرهائن، وإعادة عشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين إلى منازلهم في الشمال وبالقرب من حدود غزة بشكل آمن.

وصعدت إسرائيل هجومها على حزب الله في لبنان في أواخر سبتمبر، حيث شنت ضربات وعمليات واسعة النطاق أدت إلى مقتل معظم قيادات المجموعة، بما في ذلك زعيمها حسن نصر الله.

وبعد ذلك، شنت إسرائيل عملية برية في جنوب لبنان بهدف تطهير معاقل حزب الله في المنطقة وتمكين سكان شمال إسرائيل الذين تم إجلاؤهم للعودة إلى منازلهم بآمان.

اقرأ المزيد عن