إسرائيل تزيد الطاقة الكهربائية لمحطة تحلية المياه في غزة في محاولة لتجنب أزمة إنسانية
مسؤولون أمنيون يقولون إن الخطوة ضرورية لاستمرار الحملة الإسرائيلية ضد حماس؛ الغالبية العظمى من سكان غزة الآن في المنطقة الإنسانية، حيث سيتم إرسال المياه
بدأت الثلاثاء أعمال تعزيز الطاقة الكهربائية لمحطة تحلية المياه في قطاع غزة، في إطار تعاون إسرائيلي فلسطيني، لزيادة تحلية المياه للمدنيين في “منطقة إنسانية” محددة حيث تتواجد الغالبية العظمى من سكان غزة.
وقال مسؤولون أمنيون إن هذا العمل ضروري من أجل مواصلة إسرائيل عملياتها ضد حماس في غزة. وفي وثيقة داخلية، وصف وزير الدفاع يوآف غالانت العمل على تعزيز المياه في القطاع بأنه “حاجة إنسانية أساسية”.
وقال مصدر دفاعي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن غالانت شارك شخصيا في دفع مشروع محطة تحلية المياه، وهو جزء من خطط أوسع نطاقًا من جانب إسرائيل لإعطاء الأولوية للقضايا الإنسانية في غزة وسياسة للتمييز بين المدنيين الفلسطينيين وحماس. وترغب إسرائيل في تجنب أزمة إنسانية كبرى من شأنها أن تضر بشرعية البلاد في مواصلة عملياتها في القطاع.
ولكن سماح إسرائيل بأعمال إعادة الإعمار في غزة أثار غضب بعض الوزراء في الحكومة.
وقال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش في منشور على موقع التواصل الاجتماعي (إكس)، “لقد فقدنا (عقلنا) تماما. نحن نعيد بناء غزة بأنفسنا، قبل أن يتم نزع سلاحها… السيد رئيس الوزراء، أوقف هذه الحماقة”.
وقالت وكالات إغاثة غربية إن الهجوم الإسرائيلي على حركة حماس في غزة ردا على قيام الحركة بقتل نحو 1200 إسرائيلي واحتجاز 251 رهينة في السابع من أكتوبر ترك ملايين الأشخاص في غزة يعانون من نقص الغذاء والمياه وسوء الصرف الصحي.
ووفقا لتقديرات جديدة للجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء، يتواجد حاليا نحو 1.9 مليون فلسطيني من أصل 2.3 مليون نسمة في غزة في المنطقة الإنسانية التي حددتها إسرائيل – والتي تقع في منطقة المواصي على ساحل القطاع، وفي الأحياء الغربية من خان يونس، وفي دير البلح بوسط غزة.
اول مرة منذ الحرب اصلاح خط 11
شركة الكهرباء تقوم بتمديد كوابل كهرباء على شارع صلاح الدين لتشغيل محطة تحلية المياه والصرف الصحي غرب دير البلح من الكهرباء الاسرائيلية مباشرة . pic.twitter.com/2sMyp2ePwy
— حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) July 2, 2024
وقال مسؤولون إن محطة تحلية المياه الكبيرة ستكون قادرة على توفير 20 ألف متر مكعب من المياه يوميا للمنطقة الإنسانية، بمجرد ربطها بالطاقة الإسرائيلية.
اليوم لا توفر المحطة سوى حوالي 1500 متر مكعب بسبب نقص الكهرباء، ويتم الحصول على الطاقة الحالية من المولدات والطاقة الشمسية.
وتعتمد غزة على إسرائيل في توفير معظم احتياجاتها من الكهرباء. وقد انقطعت هذه الكهرباء إلى حد كبير منذ بدء القتال بعد الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر.
وتم إنشاء محطة تحلية المياه بتمويل من الأمم المتحدة في عام 2017 لتوفير مياه الشرب لمناطق دير البلح وخان يونس والمواصي، حيث تقع المنطقة الإنسانية حاليًا، وفيها الغالبية العظمى من السكان الفلسطينيين.
زيادة مياه الشرب ضرورية بشكل خاص خلال فصل الصيف، كما تحتاج المنطقة الإنسانية إلى المياه لأغراض الصرف الصحي لمنع انتشار الأمراض. وقال المسؤولون إن مثل هذه الأمراض قد تلحق الضرر أيضًا بالجنود الإسرائيليين في غزة، فضلاً عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وقال المسؤولون إن منع الأزمة الإنسانية في غزة هو المفتاح لمواصلة القتال ضد حركة حماس؛ وإلا فقد تضطر البلاد إلى إنهاء الحرب بسبب الضغوط الدولية أو أوامر محكمة العدل الدولية.
وقال مصدر عسكري إن محطة تحلية المياه سوف “تغير قواعد اللعبة” في جهود إسرائيل لمنع وقوع كارثة إنسانية في غزة، إلى جانب زيادة المساعدات التي تدخل القطاع في الأشهر الأخيرة، فضلاً عن الجهود المبذولة لتحسين التنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية.
وقال المصدر إن غالانت التقى خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن أعضاء المنظمات الإنسانية ومسؤولي الأمم المتحدة المعنيين بمثل هذه الأمور.
ووافق مسؤولون حكوميون، بمن فيهم وزير الدفاع ووزير الطاقة، على خطوة توفير الطاقة لمحطة تحلية المياه.
ومن المقرر أن تدير المحطة سلطة المياه الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقرا لها، والتي لا تتبع لحماس، إلى جانب منظمات إنسانية دولية. وقال المسؤولون إن المحطة سوف تُفصل على الفور إذا اكتشف الجيش أن حماس تسحب الكهرباء لأغراض أخرى.
وبالإضافة إلى 1.9 مليون فلسطيني يقيمون في المنطقة الإنسانية، وفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، لا يزال هناك بضع مئات الآلاف من الفلسطينيين في شمال غزة، ولا يزال نحو 20 ألف فلسطيني في منطقة رفح.
وكان نحو 1.4 مليون فلسطيني يتواجدون في رفح حتى شنت القوات الإسرائيلية هجومها في شهر مايو، وأمرت المدنيين بالانتقال إلى المنطقة الإنسانية.
ساهمت وكالة رويترز في إعداد هذا التقرير