إسرائيل ترفض اتهامات خبراء أمميون بأنها استخدمت المجاعة كسلاح في غزة
القدس تنفي مزاعم، مشيرة إلى تسهيلها وصول كميات كبيرة من المساعدات وتوقعات مختلفة بالمجاعة من خلال دراسات مستقلة أثبتت عدم صحتها
اتهم خبراء حقوقيون أمميون الثلاثاء إسرائيل بشنّ “حملة تجويع متعمّدة وموجّهة” أسفرت عن وفاة آلاف الأطفال في غزة وهو ما نفته اسرائيل على الفور.
وقال عشرة خبراء مستقلين تابعين للأمم المتحدة في بيان “نعلن أن حملة التجويع المتعمّدة والموجّهة التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني هي شكل من أشكال عنف الإبادة وأدّت إلى مجاعة في جميع أنحاء غزة”.
ولم تعلن الأمم المتحدة رسميًا حالة مجاعة في قطاع غزة. لكن الخبراء الأمميين بمن فيهم المقرّر الخاص المعني بالحقّ في الغذاء مايكل فخري، أصرّوا على أنه لا يمكن إنكار حدوث مجاعة.
وقال الخبراء المعيّنون من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لكن لا يتحدثون باسم الأمم المتحدة “توفي 34 فلسطينيًا من سوء التغذية منذ 7 أكتوبر معظمهم أطفال”.
ونددت بعثة إسرائيل إلى الأمم المتحدة في جنيف على الفور ببيان الخبراء الأممين، قائلة إن “السيد فخري والعديد ممن يسمّون بـالخبراء الذين انضموا إلى بيانه، معتادون على نشر معلومات مضللة بقدر ما اعتادوا على دعم دعاية حماس”.
ولكن البعثة الاسرائيلية أشارت إلى التقرير الصادر عن مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل لحالة الأمن الغذائي في 25 يونيو وتستند إليه وكالات الأمم المتحدة، والذي أشار إلى أن إدخال المساعدات ساهم في تفادي حدوث المجاعة التي حذرت منها في تقرير سابق نُشر في مارس.
وقالت إن “إسرائيل عززت بشكل مستمر تنسيقها ومساعدتها في توصيل المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة”، زاعمة أن عناصر حماس “يسرقون المساعدات ويحجبونها عن المدنيين عمداً”.
وكثفت إسرائيل على مدار الحرب تسليم المساعدات الإنسانية عبر العديد من المعابر إلى غزة في شمالها وجنوبها. لكن المنظمات غير الحكومية تقول إن الظروف الفوضوية وانعدام الأمن لطواقمها تعرقل توزيعها داخل القطاع.
وتشكل المزاعم بشأن المجاعة جزءا أساسيا من الإجراءات القانونية ضد إدارة إسرائيل للحرب ضد حماس في كل من محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، التي اتهمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لاستخدامهم المزعوم للتجويع كسلاح حرب ضد الفلسطينيين.
وأصبح توفير المساعدات الإنسانية إلى غزة مصدر قلق رئيسي في ظل هذه الاتهامات، حيث انتقدت وكالات الأمم المتحدة وبعض منظمات الإغاثة إسرائيل لعدم السماح بدخول مساعدات كافية وعدم بذل الجهود الكافية لتسهيل توصيلها إلى سكان غزة.
وتزعم إسرائيل أنها سهلت وصول عشرات الآلاف من شاحنات المساعدات التي تحمل ما يكفي من الغذاء لتلبية الاحتياجات الغذائية لسكان غزة، وألقت باللوم على الأمم المتحدة لعدم تكثيف عملياتها اللوجستية والتوزيعية. وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى تكدس المساعدات على الجانب الفلسطيني من المعابر الحدودية مع رفض الوكالات توزيعها خوفًا من النهب والعنف.
ساهم جيريمي شارون في هذا إعداد التقرير.