إسرائيل في حالة حرب - اليوم 646

بحث

إسرائيل ترسل وفدا إلى قطر لإجراء محادثات بشأن الرهائن، لكنها تعتبر مطالب حماس ”غير مقبولة“

عائلات الرهائن تطالب بصفقة شاملة، وتشبه الصفقات الجزئية التي تترك البعض خلفها بـ"الانتقاء" في معسكرات الموت النازية؛ من المقرر أن يناقش رئيس الوزراء قضية غزة في اجتماع يوم الاثنين مع ترامب

متظاهرون يحتجون ضد الحكومة الإسرائيلية وللمطالبة بإطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في قطاع غزة خارج قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب، 5 يوليو 2025. (Miriam Alster/Flash90)
متظاهرون يحتجون ضد الحكومة الإسرائيلية وللمطالبة بإطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في قطاع غزة خارج قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب، 5 يوليو 2025. (Miriam Alster/Flash90)

من المقرر أن يتوجه فريق تفاوض إسرائيلي إلى قطر يوم الأحد لإجراء محادثات غير مباشرة مع حركة حماس بشأن اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، في الوقت الذي يضغط فيه الوسطاء على الجانبين وسط تكثيف الجهود للتوصل إلى اتفاق.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء عن هذه الخطط في وقت متأخر من يوم السبت، لكنه حذر في بيان من أن حماس اقترحت عدة تعديلات ”غير مقبولة“ على مقترح مدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأرسل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الفريق إلى قطر قبل مغادرته إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين لإجراء محادثات حول غزة وإيران ومواضيع أخرى.

أعطت حماس يوم الجمعة ردا إيجابيا على مقترح الإطار المطروح على الطاولة، والذي ينص على إعادة حوالي نصف الرهائن الأحياء ونحو نصف الرهائن القتلى الذين تحتجزهم الجماعات المسلحة في غزة إلى إسرائيل على مدى 60 يوما، في خمس عمليات إطلاق سراح منفصلة.

وفقا لمصدر مطلع على جهود الوساطة، اقترحت حماس ثلاثة تعديلات على الإطار المقترح.

وقال المصدر إن حماس تريد أن ينص الاتفاق على أن تستمر المحادثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار حتى التوصل إلى اتفاق؛ وأن تُستأنف المساعدات بالكامل من خلال آليات تدعمها الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية أخرى؛ وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي سيطر عليها قبل انهيار وقف إطلاق النار السابق في مارس.

ورد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه تم تسليم التغييرات المقترحة ليلة الجمعة، وأنها ”غير مقبولة لإسرائيل“، لكنه أضاف أن وفدا سيتوجه إلى الدوحة يوم الأحد.

ولم يحدد التغييرات التي اعتبرها غير مقبولة.

بينما تنتظر البلاد معرفة ما إذا كانت صفقة إطلاق الرهائن ستتحقق بالفعل، وما الشكل الذي ستتخذه إذا تحققت، تجمعت عائلات الرهائن وأنصارها في أنحاء البلاد ليلة السبت، وحثوا الحكومة على إبرام اتفاق لإطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، حتى لو كان ذلك يعني الموافقة على مطلب حماس بإنهاء الحرب بشكل دائم.

متظاهرون يطالبون الحكومة بالتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لضمان الإفراج عن الرهائن، في ساحة المختطفين في تل أبيب، 5 يوليو 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وانتقد منتدى عائلات المختطفين والمفقودين، في بيان صدر قبل المظاهرات، الاتفاق الجزئي الذي يبدو أنه يتبلور، والذي إذا تم إبرامه، سيترك عددا من الرهائن في غزة بعد فترة الهدنة التي تستمر 60 يوما.

وقال المنتدى، مستشهدا بذكرى حوالي 1200 يهودي نجوا من المحرقة بعد أن تم اختيارهم للعمل في مصنع أوسكار شندلر: ”في هذا الوقت الحرج، يجب ألا نذعن لمختلف ’قوائم شندلر‘ التي يتم فرضها علينا، كما لو أنه لم يكن من الممكن إعادتهم جميعا منذ زمن طويل“.

وقال المنتدى إن طريقة إطلاق سراح الرهائن عبر قوائم انتقائية وعلى مراحل تخلق ”حالة من عدم اليقين لا تطاق“ للعائلات.

”كان من الممكن إعادة جميع المختطفين لإعادة التأهيل والدفن منذ عدة أشهر، لو أن الحكومة اختارت ذلك بدلا من العمل بناء على اعتبارات البقاء السياسي“.

وقد قارنت عائلات الرهائن في السابق الصفقات الجزئية – مثل الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر 2023، والتي أسفرت عن إطلاق سراح 105 رهائن، والهدنة التي استمرت شهرين في الأشهر الأولى من عام 2025، والتي أسفرت عن إطلاق سراح 30 رهينة – بـ ”الانتقاء“ النازي لليهود الذين وصلوا إلى معسكرات الموت، بين أولئك الذين أُرسلوا مباشرة إلى غرف الغاز وأولئك الذين تم إبقاءهم على قيد الحياة للعمل القسري.

في كلمة ألقتها في التجمع الذي نظمه المنتدى في ساحة المختطفين في تل أبيب مساء السبت، قالت ماكابيت ماير، عمة التوأمين المختطفين غالي وزيف بيرمان، أمام حشد قوامه نحو 2000 شخص قائلة: ”حان الوقت لاتفاق ينقذ الجميع، الأحياء والأموات – اتفاق بدون ’انتقاء‘“.

متظاهرون يطالبون الحكومة بالتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لضمان الإفراج عن الرهائن، في ساحة المختطفين في تل أبيب، 5 يوليو 2025.(Avshalom Sassoni/Flash90)

وقالت يوفال شرعبي، ابنة الرهينة المقتول يوسي شرعبي وابنة أخ الرهينة المفرج عنه إيلي شرعبي، أمام المتظاهرين إن إنجازات إسرائيل خلال الحرب التي دامت 12 يوما مع إيران الشهر الماضي ”كانت مذهلة، ولكن إذا لم نستغلها للتوصل إلى اتفاق شامل واحد، فسيكون ذلك فشلا دبلوماسيا لا يطاق“.

وأضافت ”هذا البلد يا أبي، ليس البلد الذي عرفته. نحن نعمل كل يوم لإعادة القيم التي كانت بديهية في الماضي. لتذكير الناس بأن المختطفين الأحياء يجب أن يعودوا قبل أن نفقدهم كما فقدناك“.

ولا تزال الجماعات المسلحة تحتجز 50 رهينة في القطاع، يُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة، بينما تم تأكيد وفاة 28 آخرين؛ وأعربت القدس عن ”قلقها البالغ“ بشأن اثنين آخرين.

على الرغم من أن الجانبين منخرطان في محادثات مكثفة حول وقف الأعمال العدائية، استمرت الاشتباكات العنيفة في قطاع غزة، وأُطلق صاروخان على إسرائيل، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في بلدة كيسوفيم الحدودية. تم اعتراض الصاروخين من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار.

شقيق أحد الرهائن ينتقد “الإرهابيين” بن غفير وسموتريتش

في مظاهرة منفصلة مناهضة للحكومة قادتها عائلات الرهائن في شارع بيغن في تل أبيب، هاجم يوتام كوهين، شقيق الجندي الرهينة نمرود كوهين، الاتفاق الذي بدأ يتبلور.

وقال غاضبا أمام حشد من حوالي 1500 متظاهر: ”لماذا نقبل بصفقة جزئية؟ صفقة ستبقي حماس في مكانها لمدة شهرين على الأقل وستلحق خسائر فادحة بالاقتصاد الإسرائيلي، والأسوأ من ذلك أنها ستترك 10 رهائن أحياء في الأسر“.

واتهم كوهين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش – اللذين عارضا اتفاقات الهدنة السابقة بشأن الرهائن وهددا بإسقاط الحكومة إذا سمح الاتفاق بإنهاء الحرب مع بقاء حماس في الحكم في القطاع – بجر إسرائيل إلى ”حرب دينية“ لا نهاية لها.

في الصورة على اليسار: وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، 16 يناير 2025؛ في الصورة على اليمين: وزير المالية بيزاليل سموتريتش، 13 يناير 2025. (Both photos by Yonatan Sindel/Flash90)

وقال كوهين: ”يجب ألا نسمح للإرهابيين بن غفير وسموتريتش بالتضحية بالمزيد من الجنود والحكم على المزيد من المختطفين بالموت على مذبح المستوطنات والمسيحانية“.

ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية “كان”، فإن نتنياهو، الذي يأمل في تجنب قيام الوزيرين المتطرفين بتنفيذ تهديداتهما بالاستقالة، أخبرهما أنه لن يسمح بإنهاء الحرب دون نزع السلاح من قطاع غزة.

كما حثهما على تأجيل استقالتهما مع دخول الكنيست عطلة الصيف في نهاية يوليو، وفقا لما أوردته هيئة البث، وانتظار نتائج المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي تستمر 60 يوما قبل اتخاذ أي قرارات.

كما خاطب إيتاي شتاينمتس (25 عاما)، وهو طبيب عسكري احتياطي، المتظاهرين المناهضين للحكومة في الاحتجاج في شارع بيغن، حيث دعا إلى إنهاء الحرب باسم الجنود المرهقين.

وقال: ”يُطلب منا أن ننتقل من سرعة 0 إلى 100 مرات عديدة، لدرجة أننا نكاد ننسى كيفية العيش في بلد سليم، في بلد يكون هدف الحرب فيه هو وقف القتال“.

وأضاف ”تعتقد قيادتنا أننا نعيش هنا بهدف القتال إلى الأبد من أجل مقاعدهم؛ إنهم مخطئون تماما. مهمتهم هي بذل كل ما في وسعهم حتى لا نضطر إلى القتال بعد الآن“.

حماس تطالب باستمرار وقف إطلاق النار حتى يصبح دائما

وعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعا للكابينت الأمني في حوالي الساعة 10 ليلا يوم السبت لمناقشة مفاوضات الرهائن؛ وفي الاجتماع، تقرر أن ترسل إسرائيل وفدا تفاوضيا إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد، على الرغم من التغييرات التي اقترحتها حماس على الإطار.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة في كيبوتس نير عوز، 3 يوليو 2025. (X screenshot, used in accordance with clause 27a of the copyright law)

ومن بين التغييرات التي طالبت بها حماس، وفقا لمصدر مشارك في جهود الوساطة، بند يقضي بمواصلة المحادثات حول وقف إطلاق النار الدائم حتى التوصل إلى اتفاق.

رفضت القدس الموافقة على أي اتفاق ينهي الحرب مع بقاء حماس مسيطرة على القطاع. وحدد اتفاق سابق لوقف إطلاق النار، تم التوصل إليه في يناير، عملية من ثلاث مراحل تنتهي بوقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع؛ لكن إسرائيل رفضت الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب، وانهار وقف إطلاق النار بعد المرحلة الأولى.

ووفقا للمصدر نفسه، تطالب حماس باستئناف المساعدات بالكامل من خلال آليات تدعمها الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية.

القدس، التي تزعم أن حماس تستولي غالبا على شحنات المساعدات هذه، دعمت بدلا من ذلك “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي مجموعة تحظى بدعم أمريكي وإسرائيلي وتسعى إلى تجنب استغلال الجماعات المسلحة للمساعدات؛ ومع ذلك، شهدت مؤسسة غزة الإنسانية حوادث إصابات جماعية شبه يومية في مواقع التوزيع التابعة لها أو بالقرب منها، وسط نيران أقر الجيش الإسرائيلي بإطلاقها ونيران أطلقتها حماس وفقا لتقارير؛ يوم الأحد، هاجم عناصر من الجماعات المسلحة موقعا تابعا لمؤسسة غزة الإنسانية، مما أسفر عن إصابة اثنين من المقاولين الأمريكيين.

فلسطينيون يتجمعون عند نقطة توزيع مساعدات أقامتها مؤسسة غزة الإنسانية الخاصة، بالقرب من مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة في 25 يونيو 2025. (X screenshot, used in accordance with clause 27a of the copyright law)

وأخيرا، وفقا للمصدر، تريد حماس أن ينسحب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي استولى عليها قبل انهيار وقف إطلاق النار السابق في مارس.

في مايو، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية “مركبات غدعون”، بهدف السيطرة على أكثر من 75٪ من قطاع غزة؛ وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال إيال زمير، في أواخر الشهر الماضي إن الهجوم سيصل قريبا ”إلى الخطوط“ المحددة له.

رئيس الوزراء يتوجه إلى واشنطن الأحد؛ ترامب “متفائل”

مع تسارع المفاوضات بشأن صفقة الرهائن وتوجه وفد إسرائيلي إلى الدوحة، سيغادر نتنياهو إسرائيل متوجها إلى واشنطن يوم الأحد، حيث من المتوقع أن يلتقي بترامب في اليوم التالي.

ومن المقرر في الوقت الحالي أن يعود رئيس الوزراء إلى البلاد يوم الخميس، لكنه عادة ما يمدد زياراته الخارجية إلى ما بعد عطلة السبت، يوم الراحة اليهودي، على حساب دافعي الضرائب.

في وقت مبكر من يوم السبت بتوقيت إسرائيل، قال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية إنه لم يتم إطلاعه بعد على رد حماس على الاقتراح، لكنه أضاف: ”أعتقد أنهم سيكونون إيجابيين بشأنه. علينا إنهاء الأمر“.

وأضاف ترامب ”قد يتم التوصل إلى اتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل. أنا متفائل للغاية. لكن، كما تعلمون، الأمور تتغير من يوم لآخر“.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن