إسرائيل ترسل فريقا رفيع المستوى إلى محادثات الدوحة التي ينظر إليها بأنها فرصة أخيرة محتملة للتوصل إلى اتفاق
الفريق سيكون بقيادة رئيسي الموساد والشاباك؛ حماس ترسل رسائل متضاربة بشأن مشاركتها؛ القدس تطالب بحسب تقرير بأن يكون جميع الرهائن الـ33 الذين ستتم إعادتهم في المرحلة الأولى أحياء
من المقرر أن يغادر فريق رفيع المستوى من المفاوضين الإسرائيليين إلى الدوحة لإجراء محادثات وقف إطلاق النار المتجددة، والتي من المقرر أن تنطلق يوم الخميس بعد ضغوط كبيرة مارسها الوسطاء الدوليون، ويُنظر إليها على أنها فرصة أخيرة محتملة للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وتحرير الرهائن في المستقبل القريب.
حتى مساء الأربعاء، ظل الوضع غير واضح بشأن مشاركة حماس في المحادثات التي ستستمر ليومين.
وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء أنه صادق على إرسال الوفد الإسرائيلي إلى قطر. وقال البيان المقتضب إن نتنياهو وافق على “التفويض بإجراء المفاوضات”، دون الخوض في التفاصيل.
وقال مسؤولون تحدثوا إلى وسائل إعلام عبرية، بما في ذلك القناة 12 وموقع “واللا”، دون الكشف عن هوياتهم، إن تم توسيع التفويض الممنوح للفريق قليلا، بطريقة تمكنه من إجراء مفاوضات يوم الخميس، رغم أنهم أشاروا إلى أنه قد لا يكون التفويض كافيا لإبرام صفقة.
وقال مصدر لم يذكر اسمه للقناة 12: “لقد حصلنا على بعض المساحة الضئيلة للمناورة . إنه شيء للبدء به، لكنه قد لا يكون كافيا”.
على النقيض من ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية “كان” إن نتنياهو أعطى الفريق “مساحة معقولة”، وقالت صحيفة “هآرتس” والقناة 13 إن التفويض مرن بما يكفي بشأن القضايا الأساسية بشكل يتيح تحقيق تقدم.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء لوكالة “فرانس برس” أن رئيس الموساد دافيد برنياع ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار سيترأسان الوفد، وأن الميجر جنرال (احتياط) نيتسان ألون ومستشار نتنياهو الكبير أوفير فالك سيتوجهان هما أيضا إلى الدوحة.
وقال مصدر أمريكي مطلع على المفاوضات أن رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ويليام بيرنز من المقرر أن يشارك في المفاوضات.
وبحسب ما ورد، عقد نتنياهو اجتماعا بعد ظهر الأربعاء مع برنياع وبار وألون وفالك لمناقشة النهج المتبع في محادثات الدوحة.
يتضمن الإطار الإسرائيلي للصفقة الصادر في 27 مايو ثلاث مراحل، حيث تشهد الفترة الأولى التي تبلغ ستة أسابيع توقفا في العمليات البرية الإسرائيلية وانسحاب القوات مقابل إطلاق سراح 33 رهينة من فئات النساء والأطفال وكبار السن والجرحى، إلى جانب قيام إسرائيل بإطلاق سراح 990 أسيرا فلسطينيا.
وفي نقطة خلاف محتملة، ذكرت القناة 12 يوم الأربعاء أن إسرائيل تطالب بأن يكون جميع الرهائن الـ 33 الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى على قيد الحياة، وقد أعدت قائمة بالأسماء التي تتوقع إدراجها، والتي تشمل جنديات. الشروط الأصلية للصفقة تنص على أن أول 33 شخصا سيتم إطلاق سراحهم سيشملون “أحياء ورفات بشرية”.
في غضون ذلك، قال مسؤول كبير في حركة حماس لوكالة “رويترز” يوم الأربعاء أن الحركة لن تحضر المحادثات، بينما ترك مسؤول آخر تحدث لوكالة “أسوشييتد برس” الباب مفتوحا.
وقال المسؤول في حماس، أسامة حمدان، لأسوشييتد برس إن الحركة فقدت الثقة في قدرة الولايات المتحدة على التوسط في وقف لإطلاق النار في غزة، وقال إنها لن تشارك في المحادثات إلا إذا ركزت على تنفيذ اقتراح فصله الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو وحظي بدعم دولي.
في غضون ذلك، قال المسؤول في حماس، سامي أبو زهري، لوكالة رويترز إن الوفد من الحركة لن يشارك في المحادثات.
وقال أبو زهري لرويترز إن “الذهاب لمفاوضات جديدة… يسمح للاحتلال بفرض شروط جديدة وتوظيف متاهة المفاوضات لارتكاب المزيد من المجازر”، مضيفا أن “”حركة حماس متمسكة بورقة الوسطاء التي قدمت إليها في الثاني من يوليو والتي تستند إلى قرار مجلس الأمن وخطاب (الرئيس الأمريكي) بايدن والحركة جاهزة للبدء فورا في البحث في آليات تنفيذها”.
لكن مسؤولين قالوا إنه حتى لو لم تشارك حماس بشكل مباشر في المحادثات، فإن كبير مفاوضيها خليل الحية يقيم في الدوحة ولدى الحركة قنوات مفتوحة مع مصر وقطر. وقال مصدر مطلع على الأمر إن حماس تريد من الوسطاء أن يعودوا إليها “برد جاد” من إسرائيل، ثم ستمضي قدما في المفاوضات.
ومن المقرر أن تبدأ المحادثات في الدوحة عقب بيان مشترك الأسبوع الماضي صدر عن الولايات المتحدة وقطر ومصر يطالب بإبرام اتفاق وتنفيذه دون مزيد من التأخير، ويحدد موعد القمة في 15 أغسطس. وتركزت المحادثات لمدة شهرين حول اقتراح إسرائيلي من أواخر مايو تم طرحه في خطاب ألقاه بايدن في 31 مايو.
ومنذ ذلك الحين، حاولت واشنطن والوسطاء الإقليميون الانتهاء من صفقة لكنهم واجهوا عقبات متكررة، حيث يتهم كل جانب الآخر بانتظام بإضافة مطالب وشروط جديدة إلى الإطار الأصلي.
وبحسب تقرير في القناة 12 يوم الأربعاء نقلا عن مصادر لم تسمها، أجرى مسؤولون في إدارة بايدن مكالمات هاتفية مع وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر وزعيم حزب “شاس” أرييه درعي طوال اليوم للتأكيد على أهمية الانتهاء من الصفقة.
وأشار التقرير التلفزيوني إلى أن المسؤولين الأمريكيين سلطوا الضوء على العلاقة بين التوصل إلى اتفاق والقدرة على تجنب التصعيد في الأعمال العدائية مع إيران وحزب الله.
كما أرسل المبعوث الأميركي الكبير عاموس هوكستين، الذي زار بيروت يوم الأربعاء، رسالة مماثلة، قائلا إن التوصل إلى اتفاق يمكن أن يساعد في إنهاء عشرة أشهر من الاشتباكات عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله.
وقال هوكستين إنه ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، حليف حزب الله، ناقشا “اتفاق الإطار المطروح على الطاولة لوقف إطلاق النار في غزة، واتفقنا على أنه لم يعد هناك وقت نضيعه ولم يعد هناك أي عذر مقبول من أي طرف لمزيد من التأخير”.
وأضاف هوكستين “إن الاتفاق من شأنه أن يساعد أيضا في تمكين التوصل إلى حل دبلوماسي هنا في لبنان، وهو ما من شأنه أن يمنع اندلاع حرب أوسع نطاقا”، مضيفا “يتعين علينا أن نستغل هذه الفرصة للعمل الدبلوماسي والحلول الدبلوماسية، وهذا هو الوقت المناسب”.
في غضون ذلك، زار رئيس الأركان الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي القوات في محور فيلادلفي على طول المنطقة الحدودية بين غزة ومصر يوم الأربعاء، وقال إنه حتى لو تطلب اتفاق وقف إطلاق النار من القوات مغادرة المنطقة، فإنها ستكون مستعدة لأي سيناريو.
وقال هليفي “نحن نعد الخيارات لأي شيء يقرره المستوى السياسي. إذا قرر أننا سنبقى في فيلادلفي، فسوف نكون قادرين على البقاء هناك والبقاء أقوياء. وإذا قرر أنه يتعين علينا مراقبة [المنطقة] وتنفيذ عمليات كلما كان لدينا مؤشر، فسوف نعرف كيفية فعل ذلك”.
وقال هليفي إن السيطرة على محور فيلادلفي “مهمة، لأنها تتعامل مع حشد [حماس] لقوتها”، حيث استخدمت الحركة الحدود لتهريب الأسلحة من مصر.
في حين أن اتفاق الإطار الأصلي قال إن إسرائيل ستسحب قواتها “شرقا بعيدا عن المناطق المكتظة بالسكان على طول الحدود في جميع مناطق قطاع غزة”، طالب نتنياهو منذ ذلك الحين بالحفاظ على وجود على طول محور فيلادلفي خلال فترة الهدوء في القتال.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان