إسرائيل تدعو باكستان إلى تقديم مرتكبي إعتداءات مومباي للمحاكمة
في مراسم لإحياء الذكرى العاشرة للهجوم استضافته سفارة الهند في تل أبيب، حفيد موشيه هولتزبرغ، الذي فقد والديه في الهجوم الذي وقع في نوفمبر 2008، يقول إن الهجوم كان ’ضدنا جميعا’

دعا دبلوماسي إسرائيلي رفيع يوم الإثنين باكستان إلى محاسبة الإرهابيين المسؤولين عن الهجمات الدامية في مومباي التي وقعت تماما قبل عشر سنوات.
في مراسم نظمتها السفارة الهندية في تل أبيب لإحياء ذكرى الهجمات، حض ميخائيل رونين، الذي يدير قسم جنوب وجنوب شرق آسيا في وزارة الخارجية، “جميع الحكومات، بما في ذلك حكومة باكستان، على ضمان تقديم مرتكبي ومدبري الهجوم للعدالة”.
وقال رونين أنه “من المهم توفير العدالة الكاملة للضحايا وعائلاتهم”، بحسب بيان صحفي صدر عن السفارة الهندية.
الهجمات بدأت في 26 نوفمبر، 2008، عندما قام 10 متطرفين إسلاميين مسلحين ببنادق AK-47 وقنابل يدوية بقتل 166 شخصا وإصابة مئات آخرين في هجوم استمر لثلاثة أيام في عاصمة الهند الإقتصادية.
وتم تشبيه الأحداث الدامية التي تم بثها على القنوات تلفزيونية من حول العالم – والتي تُعرف بـ 26/11 – بإعتداءات 11/9 التي شهدتها مدينة نيويورك في عام 2001. وتم إحياء ذكراها يوم الإثنين من خلال مراسم رسمية في جميع أنحاء الهند.
الهجمات المنسقة على المدينة التي يقطنها حوالي 20 مليون نسمة استهدفت فنادق راقية ومحطة القطارات الرئيسية ومطعم معروف يتردد عليه السياح ومركز “حاباد” في المدينة، حيث قُتل ستة إسرائيليين.
وقال رونين إن الهجمات يمكن اعتبارها “هجوما على المجتمع والاقتصاد والثقافة الهندية، وكذلك على العلاقات الثنائية المتنامية بين الهند وإسرائيل”.

في هذا الصدد، “فشل الهجوم الإرهابي فشلا ذريعا حيث استمر الاقتصاد الهندي في النمو، وظلت ثقافتها لا تقهر واستمرت العلاقات الثنائية بالوصول إلى أعلى مستوياتها”، كما قال.
وأكد على أنه لا يمكن هزم الإرهاب إلا من خلال التعاون الدولي، ودعا مرة أخرى حكومة باكستان “إلى ضمان العدالة الكاملة للضحايا وعائلاتهم”.
وجاءت دعوة رونين مشابهة لتصريح أدلى به في وقت سابق من اليوم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي حض إسلام آباد على اتخاذ إجرءات أقوى ضد المنظمة الإرهابية المسؤولة عن المجزرة.

وقال: “إنها إهانة لعائلات الضحايا أنه وبعد عشر سنوات لم تتم بعد إدانة أولئك الذين خططوا للهجوم على تورطهم (في الهجوم). ندعو جميع الدول، وبالأخص باكستان، إلى الوفاء بالتزاماتها لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في تطبيق العقوبات ضد الإرهابيين المسؤولين عن هذه الفظاعة، ومن ضمنهم ’لشكر طيبة’ والمنظمات التابعة لها”.
وأعلن أن الولايات المتحدة عرضت مكافأة جديدة بقيمة 5 مليون دولار لمن يساعد في القبض على منفذي الهجوم.
وحضر المراسم في السفارة الهندية في تل أبيب يوم الإثنين، التي انطلقت بدقيقة صمت، شمعون روزنبرغ، الذي فقد ابنته وصهره في الهجوم.
وقال روزنبرغ – وهو جد موشيه هولتزبرغ، الطفل الذي انضم إلى رحلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى مومباي في وقت سابق من هذا العام وكشف النقاب عن نصب تذكاري تكريما لوالديه اللذين قُتلا في الهجوم على بيت حاباد المحلي – إن الهجوم لم يكن ضد عائلته فقط وإنما “ضدنا جميعا كعائلة واحدة”.
على الرغم من مرور عشر سنوات على المذبحة في حاباد، يخطط موشيه هولتزبرغ، وهو “صبي قوي وصالح” على الرغم من “الذكريات المؤلمة” العودة إلى مومباي للإحتفال بالبار ميتسفاه الخاصة به هناك، بحسب ما قاله جده.

وأشار سفير الهند لدى إسرائيل بافان كابور إلى أن هجوم مومباي كان أسوأ هجوم إرهابي حدث في تاريخ بلاده وينبغي أن “يحفز العالم على الاتحاد ضد الإرهاب وهزم أيديولوجية الكراهية”.
وانتقد هو أيضا عدم تقديم الباكستانيين الذين خططوا ونسقوا للهجوم للعدالة، ودعا دولا أخرى إلى حض إسلام آباد على تنفيذ العقوبات ضد جماعة “لعسكر طيبة” والمنظمات التابعة لها.

واختتم كابور ورنين المراسم بإشعال 25 شمعة على أرواح 25 أجنبيا قُتلوا في الهجوم.
في وقت سابق من اليوم، غرد المدير العام لوزارة الخارجية، يوفال روتم، “تقف إسرائيل تضامنا مع الهند ضد الإرهاب وفي ذكرى ضحاياه. لتكن ذكراهم مباركة”.
ساهمت في هذا التقرير وكالة فرانس برس.