إسرائيل في حالة حرب - اليوم 570

بحث

“إسرائيل تختار حربا لا نهاية لها”: 40 رهينة محررين يطالبون بوقف القتال والعودة إلى المحادثات

الرسالة، التي وقّع عليها أيضًا 250 من أقارب الرهائن، تصف استئناف القتال في قطاع غزة بـ"السياسة الإجرامية" التي تهدد حياة الرهائن الأحياء، وتؤدي إلى اختفاء القتلى

إسرائيليون يتظاهرون للمطالبة بالتوصل لصفقة لإعادة الرهائن من غزة، في ساحة الرهائن في تل أبيب، 8 مارس 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)
إسرائيليون يتظاهرون للمطالبة بالتوصل لصفقة لإعادة الرهائن من غزة، في ساحة الرهائن في تل أبيب، 8 مارس 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وقّع أربعون رهينة محررون من أسر حماس و250 من أفراد عائلات الرهائن في غزة على رسالة يوم الجمعة تدعو حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية والعودة إلى طاولة المفاوضات مع حماس لتأمين إطلاق سراح الرهائن الـ 59 المتبقين، محذرين من أن عدم القيام بذلك سيحكم على الرهائن الأحياء بالموت.

“لقد كُتبت هذه الرسالة بالدم والدموع. لقد تمت صياغتها من قبل أصدقائنا وعائلاتنا الذين قُتل أحباؤهم في الأسر وهم يصرخون: أوقفوا القتال. عودوا إلى طاولة المفاوضات وأنجزوا اتفاقاً كاملاً يعيد جميع الرهائن حتى لو كان ذلك على حساب إنهاء الحرب. الضغط العسكري يعرضهم للخطر وليس هناك ما هو أكثر إلحاحًا من إعادة جميع الرهائن”.

في منتصف شهر يناير، وافقت إسرائيل وحماس على اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، والذي استمر رسميا لمدة 42 يوما، وشهد إطلاق سراح 30 رهينة على قيد الحياة وجثامين ثمانية رهائن قتلى، بينما أطلقت إسرائيل سراح ما يقارب من 2000 أسيرا ومعتقلا فلسطييين، قبل انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت الصفقة قد تصورت في الأصل مرحلة ثانية محتملة تشهد نهاية دائمة للحرب مقابل إطلاق سراح الرهائن المتبقين والعديد من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، لكن إسرائيل رفضت أي تسوية طويلة الأمد من شأنها أن تبقي حماس في السلطة في القطاع.

وتابعت الرسالة: “نحن جميعا نؤيد [وقف القتال]. أولئك الذين عادوا من الأسر وتحملوا الأهوال بلحمهم، وعائلات الرهائن الذين ما زالوا في غزة وشلهم الرعب، وأولئك الذين استقبلوا أحباءهم في أحضانهم من جديد، وأولئك الذين أجبروا على دفن أحبائهم وهم يعلمون أنه كان بالإمكان إنقاذهم”.

عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة يدلون ببيان صحفي خارج الكنيست في القدس، 18 مارس 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

وجاء في الرسالة أيضا أن القتال سوف يقتل الرهائن الأحياء ويخفي الموتى منهم. “هذا ليس شعارا، إنه واقع. واحد وأربعون رهينة دفعوا الثمن بحياتهم، نحن، أفراد عائلاتهم، دفعنا الثمن. كان يمكن إعادتهم لاحتضانهم وإعادة تأهيلهم، لكنهم لن يعودوا”.

وانتقدت الرسالة الحكومة لأنها “اختارت حرباً لا نهاية لها بدلا من إنقاذ الرهائن وإعادتهم، وبذلك ضحت بهم. هذه سياسة إجرامية – ليس لديكم تفويض بالتضحية بـ 59 رهينة”.

وكتب الموقعون على الرسالة أنهم كضحايا للهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر “يرفعون راية حمراء ويحذرون: العودة إلى القتال ستكلف المزيد من الرهائن حياتهم وتزيد من خطر ’رون عراد إضافيين’”، في إشارة إلى طيار سلاح الجو الإسرائيلي الذي فُقد في لبنان في عام 1986 ولا يزال مصيره غامضاً.

واختتمت الرسالة بالدعوة “لوقف القتال والعودة فورا إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق كامل لعودتهم: جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب وإيجاد حل لليوم التالي. إذا لم تفعلوا ذلك، فإن دم الرهينة التالي ومصير جميع الرهائن سيكون على عاتقكم”.

الرهينة الإسرائيلي إيلي شرعبي، المحتجز لدى حماس في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، قبل تسليمه إلى الصليب الأحمر في دير البلح، وسط قطاع غزة، 8 فبراير 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

وشمل الموقعون الرهائن السابقين غادي موزيس، كيث سيغل، عوفر كالديرون، إيليا كوهين، ليري إلباغ، ساغي ديكل-حن، أغام بيرغر، كارينا أرييف، أوهاد بن عامي، راز بن عامي، أربيل يهود، أدا ساجي، شاني غورين، نيلي مرغليت، غابرييلا ليمبرغ، يافا أدار، ديتسا هيمان، أوفير إنعل، عميت سوسانا، كيرين مندر، روتي مندر، ليام أور، أدينا موشيه، رايا روتم، ليات بينين أتسيلي، نوغا فايس، شيري فايس، مرغليت موزيس، ريمون كيرشت بوشتاف، شارون ألوني كونيو، دانييل ألوني، إيلانا غريتزوسكي، كارينا إنغلبرت، نورالين باباديلا، ميراف تال، جيمي باتشيكو، عميت شاني، أغام غولدشتاين، ساهار كالديرون، إيريز كالديرون، شوشان هاران، فرناندو مارمان، أوفيليا رويتمان، وكلارا مارمان.

وكان نتنياهو قد أمر باستئناف القتال في غزة خلال ليلة الاثنين-الثلاثاء، قائلاً إن المحادثات التي ستجري في غزة ستجري تحت النار بعد أن رفضت حماس مقترحات تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

أصرت حماس على التمسك ببنود الاتفاق الذي وقعه نتنياهو في يناير، والذي يقضي بأن يبدأ الطرفان في إجراء محادثات حول المرحلة الثانية في أوائل فبراير. ورفضت إسرائيل إلى حد كبير القيام بذلك.

وتنص المرحلة الثانية على إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء المتبقين مقابل إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين، وإنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة. وقد وقّع نتنياهو على إطار عمل يتضمن هذه الشروط، لكنه أصرّ أيضًا على أن إسرائيل لن تغادر غزة قبل تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكمية.

وتحتجز الفصائل المسلحة في قطاع غزة 59 رهينة، من بينهم 58 رهينة من أصل 251 رهينة اختطفوا في 7 أكتوبر 2023.

متظاهرون يسيرون للمطالبة بالإفراج عن الرهائن من غزة وضد مساعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإقالة رئيس الشاباك رونين بار، على الطريق رقم 1 خارج القدس، 18 مارس 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

وهذا يشمل أيضا جثامين ما لا يقل عن 35 رهينة أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. أفرجت حماس عن 30 رهينة – 20 مدنيا إسرائيليا وخمسة جنود وخمسة مواطنين تايلانديين – ورفات ثمانية رهائن إسرائيليين قتلى خلال وقف إطلاق النار بين شهري يناير ومارس.

وأفرجت الحركة عن 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعًا في أواخر نوفمبر 2023، كما أفرجت عن أربعة رهائن قبل ذلك في الأسابيع الأولى من الحرب.

وفي المقابل، أفرجت إسرائيل عن نحو 2000 أسير أمني فلسطيني ومعتقلين أمنيين ومشتبه بهم من سكان غزة الذين اعتقلوا خلال الحرب.

وقد تم تحرير ثمانية رهائن من الأسر على يد القوات الإسرائيلية وهم أحياء، كما تم استعادة رفات 41 رهينة، من بينهم ثلاثة قتلوا عن طريق الخطأ على يد الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الهرب من خاطفيهم ورفات جندي قُتل في عام 2014.

ولا يزال رفات جندي آخر قُتل في عام 2014، الملازم هدار غولدن، محتجز لدى حركة حماس وهو من بين الرهائن الـ59.

اقرأ المزيد عن