إسرائيل في حالة حرب - اليوم 593

بحث

إسرائيل تحيي ذكرى الهولوكوست في ظل أزمة الرهائن المستمرة في غزة

انطلاق صفارات الإنذار معلنة الوقوف دقيقتي صمت في جميع أنحاء البلاد؛ وضع أكاليل الزهور في ياد فاشيم؛ تلاوة أسماء ضحايا النازية في الكنيست، وتنظيم "مسيرة الحياة" في أوشفيتز؛ محنة الرهائن تحتل حيزا كبيرا

يقف الناس في القدس بينما تنطلق صفارات الإنذار لمدة دقيقتين في جميع أنحاء إسرائيل لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست في 24 أبريل 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)
يقف الناس في القدس بينما تنطلق صفارات الإنذار لمدة دقيقتين في جميع أنحاء إسرائيل لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست في 24 أبريل 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

أحيت إسرائيل يومها السنوي لذكرى الهولوكوست بسلسلة من المراسم في البلاد وفي بولندا، في تعبير عن الحزن على ستة ملايين يهودي قتلهم النازيون ومحنة العشرات من الأشخاص المحتجزين كرهائن في قطاع غزة.

استخلص ناجون من الهولوكوست أوجه تشابه بين تجاربهم وأحداث السابع من أكتوبر 2023، عندما قادت حركة حماس أكثر من 5000 مسلح في هجوم كبير على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، وخطف 251 آخرين كرهائن، منهم 59 لا يزالون في الأسر.

وفي كلمة ألقاها في مراسم أقيمت في موقع معسكر الاعتقال أوشفيتس، أشار رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ إلى أنه في حين قال الجميع “لن يحدث مجددا” بعد المحرقة النازية، يوجد الآن 59 رهينة في غزة.

وبدأت الفعاليات الرسمية لهذا اليوم في تمام الساعة العاشرة صباحا بإطلاق صفارة الإنذار معلنة توقف الحياة في إسرائيل لمدة دقيقتين. وعلى طريقة إسرائيل في إحياء أيام الذكرى، وقف السائقون بجانب السيارات المتوقفة على طول الطرق السريعة، وتوقف المشاة، وظلوا صامتين دون حراك حتى تلاشى صوت صفارات الإنذار الثابت والمدوي.

وأقيمت بعد ذلك مراسم وضع أكاليل من الزهور في “ياد فاشيم”، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الكنيست أمير أوحانا، ورئيس المحكمة العليا يتسحاق عميت، إلى جانب كبار الشخصيات.

وانتقل العديد منهم، ومن بينهم نتنياهو وعميت، إلى الكنيست لحضور الحدث السنوي “لكل شخص اسم”، حيث يتناوب المشرعون على قراءة أسماء ضحايا الهولوكوست.

يقف الناس بجوار سياراتهم خلال سماع صفارة الإنذار لمدة دقيقتين بمناسبة إحياء إسرائيل لليوم السنوي لذكرى الهولوكوست في تل أبيب، إسرائيل، 24 أبريل 2025. (AP Photo/Ohad Zwigenberg)

وفي المراسم، تحدث نتنياهو عن والد زوجته، شموئيل بن أرتسي، الذي هاجر إلى البلاد في عام 1933، تاركا خلفه عائلته بأكملها في بولندا.

وقال نتنياهو: “كان يرسل جزءا من راتبه الذي كان يكسبه من البستان إلى عائلته في بولندا. ولكن عندما اندلعت الحرب، انتهت المراسلات، وأدرك بسرعة كبيرة أن شيئا فظيعا كان يحدث”.

خلال الهولوكوست، “لقيت عائلة حماي بأكملها من بيلوغوراي وتارنوغرود في بولندا حتفها”، كما روى رئيس الوزراء. قُتل والد شموئيل ووالدته وأشقائه الثلاثة وشقيقته الصغرى وشقيقته التوأم يهوديت.

وتابع نتنياهو: “توفي شموئيل عن عمر يناهز 97 عاما، ولكن طوال حياته، حتى في الأيام الأخيرة قبل وفاته، كان يبكي كلما ذكرت اسم يهوديت. كان يبكي دائما”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث في حفل يوم ذكرى الهولوكوست الذي أقيم في الكنيست في القدس، 24 أبريل 2025.(Arie Leib Abrams/Flash90)

وتحدث وزير الدفاع يسرائيل كاتس أيضا في الكنيست يوم الخميس، قائلا إن حماس “التي من خلال نواياها وكراهيتها لليهود… تعمل تماما مثل النازيين في ألمانيا” هي جزء من “محور الشر الإيراني”، الذي ينكر الهولوكوست ويسعى إلى تدمير إسرائيل.

وتعهد كاتس بأن تبذل الحكومة كل ما في وسعها لإعادة جميع الرهائن المتبقين إلى ديارهم، “وإحباط محور الشر”.

في أول ظهور علني له بصفته السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل، قال مايك هاكابي للحاضرين في مراسم لإحياء يوم ذكرى الهولوكوست يوم الخميس: “لقد جئت لأحمل البركة، وأقف معكم، لأنكم كل ما نأمل أن يكون عليه العالم”.

وقال هاكابي في كلمة ألقاها في فعالية نظمها مركز “بني بريت” العالمي في القدس والصندوق القومي لإسرائيل (كاكال) تكريما لليهود الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ غيرهم من اليهود خلال الهولوكوست، إنه “يؤمن بالكتاب، وأعتقد أن أولئك الذين يباركون إسرائيل سوف يُباركون، وأولئك الذين يلعنون إسرائيل ستحل عليهم اللعنة”.

السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي يحضر مراسم لإحياء يوم ذكرى الهولوكوست، 24 أبريل 2025. (Amos Luzon, KKL-JNF Photo Archive)

وأضاف هاكابي “أنا لا أفهم معاداة السامية أو الكراهية التي عانى منها الشعب اليهودي على مر التاريخ. إن العداء تجاههم لا معنى له، فهو غير منطقي، ولا أساس له، وموجه ضد أولئك الذين لم يرتكبوا أي خطأ”.

وأضاف السفير الأمريكي الجديد أن “التفسير الوحيد هو أنه منذ أن اختار الله الشعب اليهودي وهذه الأرض، أصبحوا يمثلون حبه للعالم ووجوده على هذا الكوكب. ومن يكرهونه يوجهون كراهيتهم بطبيعة الحال إلى من يمثلونه بوضوح”.

في الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت إسرائيل، الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي، انطلقت “مسيرة الحياة” السنوية الـ 37 في بولندا، والتي شارك فيها آلاف الأشخاص الذين ساروا إلى جانب ناجين من الهولوكوست من معسكر أوشفيتس إلى معسكر بيركيناو لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود.

ومن بين الذين سافروا للمشاركة في المسيرة هرتسوغ ورهائن مفرج عنهم وعائلات ضحايا هجوم حماس وعائلات أولئك الذين ما زالوا محتجزين. وهذه هي السنة الثانية التي يشارك فيها ضحايا وعائلات ضحايا في المسيرة.

وقالت شيلي شيم طوف، والدة الرهينة المفرج عنه عومر شيم طوف، إن غريزتها للقدوم إلى أوشفيتس للمشاركة في مسيرة الحياة كانت في محلها.

وقالت شيم طوف “لقد كنت محقة في قدومي إلى هنا وسماع القصص ورؤية الصور والمعروضات من أكوام النظارات”.

الرئيس البولندي أندريه دودا (إلى اليمين)، ورئيس الدولة الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ (وسط الصورة)، وزوجته ميخال هرتسوغ يحضرون “مسيرة الحياة” في أوشفيتس في 24 أبريل 2025. (Chen Schimmel/March of the Living)

وأضافت شيم طوف، وهي تبكي، إن أفكارها كانت تدور أيضا حول كيف تم اختطاف الرهائن، وكيف تم انتزاع نظاراتهم منهم حتى لا يتمكنوا من الرؤية.

“أو أم طلبت من طفلها أن يختبئ في خزانة أثناء الهولوكوست كما فعلوا في السابع من أكتوبر”، كما قالت شيم طوف، مستذكرة قصصا مروعة عن عائلات في بلدات قريبة من الحدود مع غزة سعت بشكل يائس إلى أماكن تلجأ إليها بينما كان المسلحون بقيادة حماس يتنقلون من منزل إلى منزل، ويذبحون من يجدون أمامهم.

وأضافت أن هناك “أشخاص يصرخون من الأنفاق ’أنقذوني، أنقذوني’. لقد عاد عومر، لكن الآخرين ما زالوا ينادون”، في إشارة إلى أنفاق حماس حيث يتم احتجاز العديد من الرهائن. “علينا أن نعيدهم إلى الوطن وإصلاح الأمة”.

ساهمت نافا فرايبرغ في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن