إسرائيل تحذر سوريا من “ثمن مباشر” ستدفعه إذا ساعدت حزب الله على إعادة التسلح
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يقول إن الجيش "سيتحرك" ضد جميع شحنات الأسلحة إلى المنظمة اللبنانية، بما في ذلك في سوريا؛ نتنياهو يقول إن الأسد "يلعب بالنار"
هدفت سلسلة من الغارات الجوية على معابر حدودية بين لبنان وسوريا قبل وقت قصير من دخول وقف إطلاق النار مع حزب الله حيز التنفيذ فجر الأربعاء إلى إعاقة جهود التهريب التي تبذلها الجماعة، وتوجية رسالة تحذير واضحة إلى دمشق بأن إسرائيل ستتخذ إجراءات حازمة لمنع محاولات حزب الله من إعادة التسلح بأسلحة إيرانية عبر الأراضي السورية.
وقال الجيش الإسرائيلي أنه سيواصل خلال الهدنة العمل لمنع وصول جميع شحنات الأسلحة إلى الجماعة اللبنانية، بما في ذلك من خلال قصف شحنات في أي مكان في لبنان أو في سوريا.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري خلال مؤتمر صحفي ليل الأربعاء: “لقد ضربنا على الأراضي السورية جميع المحاولات لنقل الأسلحة إلى حزب الله. إذا اكتشفنا نوايا لنقل الأسلحة إلى المنظمة – فسنتحرك”.
في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، قال مسؤول عسكري كبير إن الجيش لن يقصف شحنات الأسلحة فحسب، بل أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيدفع ثمن مساعدته لحزب الله.
وقال المسؤول: “إذا ساعدت سوريا حزب الله في إعادة البناء، فسوف يدفعون ثمنا مباشرا. لن يتم مهاجمة القوافل فحسب، بل سيكون هناك أثمان ستدفعها سوريا أيضا”.
يوم الثلاثاء، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو محذرا: “يجب على الأسد أن يفهم أنه يلعب بالنار” من خلال سماحه بمرور الشحنات الإيرانية إلى حزب الله.
في الساعات التي سبقت وقف إطلاق النار فجر الأربعاء، نفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الضربات ضد برنامج صواريخ حزب الله وطرق التهريب للمنظمة.
ودُمرت ثلاثة معابر حدودية بين شمال لبنان وسوريا قال الجيش إن حزب الله يستخدمها لتهريب الأسلحة. وقدّر الجيش الإسرائيلي أن إصلاح المعابر سيستغرق وقتا، وخلال تلك الفترة، سيكون لدى حزب الله طرق محدودة لجلب الأسلحة، وهو ما سيكون من الأسهل على إسرائيل مراقبته.
وقال الجيش أنه في الساعات التي سبقت وقف إطلاق النار أيضا، دمرت طائرات مقاتلة إسرائيلية أكبر موقع لتصنيع الصواريخ الموجهة الدقيقة تحت الأرض تابع للجماعة في لبنان.
وكان الموقع مخبأ في مجمع تحت الأرض امتد لمسافة 1.4 كيلومترا بالقرب من بلدة جنتا في وادي البقاع شرقي لبنان، بالقرب من الحدود السورية.
وقصفت الطائرات المقاتلة الموقع لأكثر من أربع ساعات، وفقا للجيش، موجهة “ضربة لقدرة منظمة حزب الله الإرهابية على انتاج الأسلحة”.
تم بناء مصنع تصنيع الأسلحة قبل بضع سنوات بدعم إيراني، حسبما قال الجيش.
واستخدمه حزب الله لتصنيع صواريخ أرض-أرض دقيقة وأسلحة أخرى وكذلك لتخزين الصواريخ الموجهة. وقال الجيش الإسرائيلي إن عناصر إيرانية عملت أيضا في المنشأة إلى جانب حزب الله.
وسمح قربها من سوريا لحزب الله بتهريب آلاف المكونات إلى لبنان لتصنيع الصواريخ الدقيقة، وكذلك للعناصر بالسفر بين سوريا ولبنان، بحسب البيان.
ويُزعم أن موقعا رئيسيا آخر لتصنيع الصواريخ في سوريا، تعرض لمداهمة من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية في سبتمبر.
وأفادت تقارير أن العملية، في منطقة مصياف، نُفذت بالتزامن مع غارات جوية إسرائيلية على منشآت عسكرية في المنطقة أسفرت عن مقتل 14 شخصا على الأقل وإصابة 43.
وذكرت وسائل إعلام سورية محلية في ذلك الوقت أن الضربات أصابت المنطقة المحيطة بمركز الدراسات والبحوث العلمية، والذي تستخدمه القوات الإيرانية، بحسب إسرائيل، لتصنيع صواريخ أرض-أرض دقيقة لصالح حزب الله.
وزعمت تقارير مختلفة في وسائل الإعلام الأجنبية أن القوات الإسرائيلية عملت على الأرض خلال العملية في مصياف، التي تقع على بعد حوالي 200 كيلومتر شمال إسرائيل، إلا أنها تبعد حوالي 30 كيلومترا فقط عن الساحل الغربي لسوريا.
وقالت التقارير أن قوات الكوماندوز التابعة لوحدة “شلداغ” التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي نزلت من طائرات هليكوبتر وداهمت مركز البحوث العلمية. وقامت القوات الإسرائيلية باستخراج معدات ووثائق ثم قامت بزرع المتفجرات لتدمير المنشأة.
ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي علانية تفاصيل العملية.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قام الجيش الإسرائيلي بتفصيل عملياته ضد وحدة تهريب الأسلحة التابعة لحزب الله.
وفقا للجيش الإسرائيلي، تم إنشاء الوحدة 4400 في عام 2000 التي قامت ببناء العديد من “الطرق الإستراتيجية” على طول الحدود السورية اللبنانية بدعم من طهران لتوصيل الأسلحة من إيران ووكلائها إلى الجماعة في لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي إن آلاف الشاحنات ومئات الطائرات التي تحمل صواريخ ومكونات أخرى لحزب الله سافرت من إيران إلى سوريا، وبعد ذلك إلى لبنان، في السنوات الأخيرة.
وشملت الضربات التي استهدفت الوحدة 4400 خلال الحرب اغتيال رئيس الوحدة محمد جعفر قصير في بيروت أوائل أكتوبر، وخلفه علي حسن غريب في دمشق بعد عدة أسابيع، إلى جانب قادة كبار آخرين.
وقال الجيش أنه ضرب طرق التهريب التابعة لحزب الله بين سوريا ولبنان “ليس فقط في الأشهر القليلة الماضية، ولكن في جهد دام سنوات”.
بدأت التقارير عن الضربات الإسرائيلية على شحنات أسلحة حزب الله في الظهور في أوائل عام 2013، مع التزام إسرائيل الرسمية الصمت لتجنب رد فعل سلبي من دمشق وحلفائها وسط الحرب الأهلية هناك.
وقد أصبحت منفتحة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة بشأن الطلعات الجوية، التي تستكمل حملة جوية مستمرة منذ فترة طويلة تهدف إلى منع إيران من وضع موطئ قدم لها بالقرب من حدود سوريا مع إسرائيل.
وقال المسؤول العسكري يوم الأربعاء إن منع حزب الله من إعادة تسليح نفسه، بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بمخزونات الصواريخ والقذائف والمسيّرات التابعة له وسط القتال، هو “قضية مركزية” ستركز عليها إسرائيل.
وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن حزب الله يحتفظ بنحو 20٪ من صواريخه وقذائفه وحوالي 30٪ من مسيّراته، والتي لا تزال مع ذلك تضم آلاف الصواريخ ومئات المسيّرات.
وقال المسؤول إنه إذا لم تتحرك إسرائيل، فقد يجد الجيش الإسرائيلي نفسه خلال عدة سنوات في حرب أخرى مع حزب الله بعد إعادة بنائه.