إسرائيل تحتج على قرار السويد السماح بحرق التوراة أمام السفارة الإسرائيلية يوم السبت
الحاخام الأكبر يدعو ستوكهولم إلى منع عملية الحرق: "أي تدنيس لأشياء مقدسة يهودية لا يُعتبر حرية وإنما معاداة للسامية"؛ السفير: "عمل من أعمال الكراهية وعدم الاحترام"
احتج مسؤولون إسرائيليون لدى السويد يوم الجمعة بعد أن أعطت الشرطة المحلية الضوء الأخضر لطلب السماح بحرق التوراة من أمام السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم يوم السبت، معتبرين القرار بمثابة “جريمة كراهية”.
قالت الشرطة المحلية قبل أسبوعين إنها تلقت طلبا من فرد في الثلاثينيات من عمره لحرق الكتاب المقدس المسيحي واليهودي خارج سفارة إسرائيل في ستوكهولم في 15 يوليو باعتبار ذلك “تجمعا رمزيا من أجل حرية التعبير”. يأتي ذلك بعد أسابيع فقط من حرق المصحف في المدينة.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان الشخص يعتزم حرق نسخة من الكتاب المقدس أو لفافة من التوراة.
وأثارت الخطوة غضبا واسعا في اسرائيل ولدى الجماعات اليهودية.
ووصف رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ الفعل بأنه “كراهية خالصة”.
وقال هرتسوغ في بيان “إنني أدين بشكل قاطع الإذن الممنوح في السويد لحرق الكتب المقدسة. بصفتي رئيس دولة إسرائيل، فقد أدنت حرق المصحف المقدس للمسلمين في جميع أنحاء العالم، وأنا الآن حزين لأن المصير نفسه ينتظر الكتاب المقدس اليهودي، الكتاب الأبدي للشعب اليهودي”.
“إن السماح بتدنيس النصوص المقدسة ليس ممارسة لحرية التعبير، إنه تحريض صارخ وعمل من أعمال الكراهية الخالصة. يجب على العالم كله أن يتحد في إدانة هذا العمل البغيض بوضوح”.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن “إسرائيل نظرت بخطورة شديدة إلى هذا القرار المخزي بالمس بقدس الأقداس لدى الشعب اليهودي”.
كما أدان وزير الخارجية إيلي كوهين الخطوة وقال إن الوزارة نقلت إلى السفارة السويدية في إسرائيل “الخطورة التي تنظر بها إسرائيل إلى قيام الشرطة بمنح تصريح بإلحاق الضرر بالأشياء المقدسة اليهودية”.
ووصف كوهين القرار بأنه “جريمة كراهية، واستفزاز يسبب ضررا جسيما للشعب اليهودي وللتقاليد اليهودية”.
وقال: “إنني أدعو السلطات في السويد إلى منع هذا العمل المخزي”.
وأعرب سفير إسرائيل في السويد زيف نيفو كولمان يوم الجمعة عن استيائه من حقيقة أن ستوكهولم أعطت الطلب الضوء الأخضر.
وكتب في تغريدة “أدين بشدة حرق الكتب المقدسة لأي دين باعتبار ذلك عملا من أعمال الكراهية وينم عن عدم احترام ولا علاقة له بحرية التعبير”.
كما بعث الحاخام الأشكنازي الأكبر لإسرائيل، دافيد لاو، برسالة إلى رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون يحثه فيها على منع التدنيس.
وكتب لاو “أدعوك إلى بذل كل جهد ممكن لمنع هذا العمل. لا تعني حرية التعبير السماح بكل شيء”.
وأضاف “أي تدنيس للأشياء المقدسة اليهودية ليس حرية وإنما معاداة للسامية”
وفقا موقع “واينت” الإخباري، كتب وزير الشتات عميحاي شيكلي هو أيضا مؤخرا رسالة إلى كريسترسون يطلب فيها من رئيس الوزراء السويدي أن يأمر بوقف حرق الكتاب المقدس.
ورد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم على شيكلي، قائلا إن الحكومة السويدية غير مخولة بانتهاك حق مواطنيها الدستوري في حرية التعبير، لكنه شدد على جهود بلاده في مكافحة معاداة السامية.
في غضون ذلك، اتصل عضو الكنيست موشيه غافني من حزب “يهدوت هتوراة” بوزير الخارجية إيلي كوهين لحثه على اتخاذ خطوات إضافية لمحاولة وقف حرق التوراة، حسبما أفاد موقع “واللا” الإخباري.
وقال: “هذا عمل مخجل ولا يمكننا السماح به، وآمل بوقار أن ننجح في إيقافه”.
كما أصدر الكونغرس اليهودي الأوروبي بيانا أدان فيه بشدة هذا العمل.
وقال أريئل موزيكانت، رئيس الكونغرس اليهودي الأوروبي، إن “مثل هذه الأعمال الاستفزازية والعنصرية واللاسامية والمثيرة للاشمئزاز ليس لها مكان في أي مجتمع متحضر”.
وأضاف موزيكانت: “إن الدوس على أعمق الحساسيات الدينية والثقافية للناس هو أوضح تعبير ممكن لإرسال رسالة مفادها أن الأقليات غير مرحب بها ولا تحظى باحترام. هذه الأفعال، القائمة على الحجج الملتوية والمضللة لحرية التعبير، هي وصمة عار على جبين السويد وينبغي على أي حكومة ديمقراطية جديرة بهذا الاسم أن تمنعها”.
قبل أسبوعين، سمحت الشرطة السويدية بحرق مصحف أمام مسجد في ستوكهولم بدعوى حماية حرية التعبير بعد أن ألغت محكمة حظر حرق المصحف.
أدانت الحكومة السويدية حرق المصحف، ووصفته بأنه عمل “معاد للإسلام” بعد دعوة لاتخاذ تدابير مشتركة لتجنب حرق المصحف في المستقبل أصدرتها منظمة التعاون الإسلامي ومقرها السعودية.
اجتمعت الهيئة المكونة من 57 عضوا في مقرها في جدة للرد على حادثة حرق المصحف في الأسبوع الماضي، والتي داس فيها المواطن العراقي المقيم في السويد سلوان موميكا (37 عاما) على الكتاب المقدس الإسلامي، وملأ بعض صفحاته بلحم الخنزير المقدد وأشعل النار في عدة صفحات أخرى.
وقالت وزارة الخارجية السويدية إن “حرق المصحف، أو أي نص مقدس آخر، هو عمل مسيء ومهين واستفزاز واضح. إن التعبير عن العنصرية وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب لا مكان له في السويد أو في أوروبا”.
في الوقت نفسه، أضافت الوزارة أن السويد لديها “حق محمي دستوريا في حرية التجمع والتعبير والتظاهر”.
استدعت دول مثل العراق والكويت والإمارات والمغرب سفراء السويد لديها احتجاجا على حادث حرق المصحف.
منحت الشرطة السويدية موميكا تصريحا بما يتماشى مع حماية حرية التعبير، لكن السلطات قالت في وقت لاحق إنها فتحت تحقيقا بشأن “التحريض ضد مجموعة عرقية”، مشيرة إلى أن موميكا أحرق صفحات من القرآن بالقرب من أكبر مسجد في ستوكهولم.
ساهمت في هذا التقرير وكالة فرانس برس