إسرائيل تجعل “الوقفات الإنسانية” اليومية في غزة رسمية لأول مرة منذ اندلاع الحرب
مسؤول يؤكد على الخطة لوقف إطلاق النار لمدة 4 ساعات في مختلف أحياء شمال غزة كل يوم، مما يسمح للمدنيين بجمع الإمدادات أو الإخلاء جنوبا؛ الرئيس الأمريكي يستبعد وقف إطلاق النار الدائم
وافقت إسرائيل على إضفاء الطابع الرسمي على الوقفات الإنسانية في قتال الجيش الإسرائيلي في غزة للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب ضد حماس، حسبما قال مسؤول إسرائيلي كبير لتايمز أوف إسرائيل يوم الخميس.
وقال المسؤول الكبير، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن التهدئة “التكتيكية والمحلية” التي وافقت إسرائيل يوم الخميس على تنفيذها يوميا ستبني على الممر الإنساني الذي بدأت تشغيله يوم الأحد للسماح لسكان غزة بالإخلاء من شمال غزة إلى جنوبها، بعيدا عن مناطق القتال المكثف.
ومنذ يوم الأحد، أوقف الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على طول الممر الإنساني في معظم الأيام لمدة أربع إلى ست ساعات للسماح لسكان غزة بالإخلاء جنوبًا. كما وافق على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية يومي 20 و22 أكتوبر من أجل السماح بمرور آمن لاثنين من الرهائن الذين أطلقت حماس سراحهم.
وسيتم تنفيذ الوقفات الجديدة لمدة أربع ساعات في حي مختلف شمال غزة كل يوم، مع إخطار السكان قبل ثلاث ساعات من الموعد المحدد. وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير إنه سيكون بمقدورهم استغلال هذا الوقت إما للإخلاء إلى الجنوب عبر الممرين الإنسانيين اللذين أنشأتهما إسرائيل أو مغادرة منازلهم من أجل إعادة تخزين الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى.
وأضاف المسؤول الإسرائيل أنه سيتم الإعلان عن الأحياء التي تم اختيارها للتوقف علنا قبل وقت قصير فقط من الموعد المحدد لمنع حماس من استغلالها لأغراض عسكرية.
وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت لاحق الخميس أن إسرائيل وافقت على تنفيذ وقفات في القتال في أجزاء محددة من شمال غزة للسماح للمدنيين الفلسطينيين بالإخلاء.
وقال نتنياهو لقناة “فوكس نيوز”: “القتال مستمر ضد إرهابيي حماس، ولكن في مواقع محددة ولفترة معينة من بضع ساعات… نريد تسهيل المرور الآمن للمدنيين بعيدًا عن منطقة القتال، ونحن نفعل ذلك”.
وواصل رئيس الوزراء تجنب استخدام مصطلح “الهدنة الإنسانية” الذي تستخدمه إدارة بايدن، في محاولة واضحة للتقليل من حجم التنازل الذي يعارضه العديد من الإسرائيليين، طالما استمرت حماس في احتجاز الرهائن. لكن اعترف مسؤول إسرائيلي رفيع تحدث مع التايمز أوف إسرائيل بأن الوقفات الإنسانية الرسمية هي بالضبط ما وافقت عليه القدس.
وأكد نتنياهو مجددا أن إسرائيل لن توافق على وقف إطلاق نار طويل الأمد حتى يتم إطلاق سراح الرهائن.
وتم الإعلان عن الوقفات المؤقتة الأكثر رسمية لأول مرة في وقت سابق من يوم الخميس خلال إحاطة هاتفية عقدها المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي مع الصحفيين، وجاءت بعد أسبوعين تقريبًا من الضغط من إدارة بايدن.
وبعد وقت قصير من ظهور تعليقات كيربي في عناوين الأخبار، أصدر مكتب نتنياهو بيانا أعلن فيه أن قتال الجيش الإسرائيلي مستمر وأنه لن يكون هناك أي “وقف لإطلاق النار” دون عودة الرهائن. ويبدو أن البيان العبري موجه نحو الجمهور الإسرائيلي المحلي، يرفض الاعتبارات المتعلقة بالوضع الإنساني للفلسطينيين طالما بقي حوالي 240 رهينة في غزة، خاصة إذا تم النظر إلى تلك القرارات على أنها نتيجة لضغوط أمريكية.
لكن قال مسؤول إسرائيلي ثان لتايمز أوف إسرائيل أنه تم تنسيق تصريحات كيربي مع مكتب نتنياهو مسبقا، وأن واشنطن “لم تتفاجأ” بجهود رئيس الوزراء للتقليل من شأن الإعلان.
لكن أكد مكتب نتنياهو على قيام الجيش الإسرائيلي بفتح ممر إنساني لتمكين سكان غزة من الفرار إلى الجنوب يوم الأحد، وأن حوالي 50 ألف شخص فعلوا ذلك يوم الأربعاء، وأنه تم حث بقية سكان القطاع على القيام بذلك.
واعترف مسؤول في البيت الأبيض لتايمز أوف إسرائيل بتنفيذ بعض الوقفات الإنسانية بالفعل خلال الحرب، لكنه شدد على أن التطور الذي أعلنه كيربي يرقى إلى مستوى خطة “رسمية وموسعة” أكثر.
وأضاف: “بالطبع، إذا استغلت حماس فترات التوقف هذه لإطلاق أنشطة قتالية أو صواريخ، فقال الجيش الإسرائيلي إنه سيتخذ إجراءات ردا على مصدر التهديد”.
وقال مسؤول البيت الأبيض إن إسرائيل وافقت أيضا على فتح ممر إنساني ثانٍ من الشمال إلى الجنوب على طول ساحل غزة، بالإضافة إلى الممر القائم منذ يوم الأحد، والذي يقع في الداخل على طريق صلاح الدين.
وقال المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت للصحفيين يوم الخميس: “إننا نرى الناس يتحركون، عشرات الآلاف، على الرغم من وجود ضغوط من حماس لعدم السماح لهم بالرحيل”.
وقد رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بالقرار الإسرائيلي بإضفاء الطابع الرسمي على الوقفات الإنسانية وتوسيعها في غزة.
“ستساعد فترات التوقف هذه في نقل المدنيين إلى مناطق أكثر أمانًا بعيدًا عن القتال النشط. إنها خطوة في الاتجاه الصحيح”، كتب بايدن على موقع X، مستخدما نفس البيان الذي أصدره كيربي في وقت سابق اليوم.
وأضاف بايدن: “أنا أتعهد: سأواصل الدفاع عن سلامة المدنيين والتركيز على زيادة المساعدات لتخفيف معاناة سكان غزة”.
وفي تكرار إضافي لبيان كيربي السابق، قال بايدن أيضا: “دعوني أكون واضحًا: إسرائيل تتخذ قراراتها بنفسها”.
“إنهم يقاتلون عدوًا مزروعا بين السكان المدنيين، مما يعرض الشعب الفلسطيني الأبرياء للخطر. عليهم واجب التمييز بين الإرهابيين والمدنيين والامتثال الكامل للقانون الدولي”.
وبينما أشادت إدارة بايدن بالإعلان على أنه نتيجة لجهودها الدبلوماسية المكثفة مع إسرائيل، قال الرئيس للصحفيين قبل صعوده على متن طائرة “مارين فورس وان” أنه لا يزال يدفع نتنياهو للموافقة على وقفة تستمر لأيام وليس ساعات.
وردا على سؤال عما إذا كان قد حث نتنياهو على الموافقة على هدنة لمدة ثلاثة أيام مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن، أكد بايدن أنه فعل ذلك، مضيفا أنه طلب أيضا من نتنياهو الموافقة على هدنة قد تكون أطول من ثلاثة أيام.
وردا على سؤال عما إذا كان يشعر بالإحباط من نتنياهو، أجاب بايدن: “لقد استغرق الأمر وقتا أطول قليلا مما كنت آمل”.
لكنه أوضح أنه “لا يوجد أي احتمال” لوقف إطلاق نار دائم، والذي تقول واشنطن إنه سيفيد حماس.
President Biden admitted that he asked PM Netanyahu for a pause in Gaza, which has not yet happened.
"He's taken a little longer than I hoped." pic.twitter.com/1VuqMwiixk
— The Maine Wire (@TheMaineWire) November 9, 2023
وقال مسؤول أمريكي لتايمز أوف إسرائيل في الأسبوع الماضي إن واشنطن تدرك أن حماس ستحاول أيضا استخدام الوقفات الإنسانية لإعادة تنظيم صفوفها، لكنه قال إن إسرائيل ستظل قادرة على اتخاذ خطوات للحد من ذلك.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن هناك حاجة إلى توقف مؤقت للسماح للفصائل الفلسطينية في غزة بالحصول على معلومات كاملة عن حوالي 240 رهينة، وهو أمر ضروري لدفع المفاوضات من أجل إطلاق سراحهم على نطاق أوسع.
ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية، تحتجز حماس حاليًا حوالي 180 رهينة، وتحتجز حركة الجهاد الإسلامي ما يقرب من 40 رهينة، ويُعتقد أن عائلات إجرامية غير تابعة لأي فصائل تحتجز 20 رهينة إضافية، مما يعقد المفاوضات بشكل كبير، حيث إن اتصالات الوسطاء القطريين تكون إلى حد كبير مع قادة حماس السياسيين في الخارج، والذين قال المسؤول الإسرائيلي إنه يتم تهميشهم من قبل القادة العسكريين للحركة الذين ما زالوا في غزة.
واندلعت الحرب بعد هجوم حماس على البلدات الجنوبية في 7 أكتوبر، عندما اقتحم حوالي 3000 من مسلحي حماس إسرائيل من غزة، حيث قتلوا حوالي 1400 شخص واحتجزوا ما لا يقل عن 245 رهينة، في اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل. وتشن إسرائيل هجوما ضد حماس منذ ذلك الحين وتعهدت بالقضاء على الحركة.
وذكر موقع “واللا” الإخباري أن بايدن حاول في مكالمته الهاتفية يوم الاثنين إقناع نتنياهو بالموافقة على هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أيام، والتي تبدأ مع الإفراج عن 10 إلى 15 رهينة. وبعد ذلك ستستخدم حماس الأيام الثلاثة لإعداد قائمة كاملة بجميع الرهائن، والتي سيتم تمريرها إلى الوسطاء القطريين.
رفض نتنياهو العرض، قائلا إنه لا يثق في أن حماس ستكون على استعداد لإطلاق سراح عدد كبير من الرهائن وأنها ستكتفي بإطلاق سراح أعداد صغيرة جدا بينما ستجد إسرائيل صعوبة أكبر في استئناف القتال بعد ثلاثة أيام لأن الضغوط الدولية ستتصاعد بالتأكيد، ذكر موقع “والا”.
وقال بايدن الخميس إن واشنطن “لا تزال متفائلة” بشأن الجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن. “لن نتوقف حتى نخرجهم”.
Reporter: “What are the chances of a Gaza ceasefire?”
President Biden: “None. No possibility.” pic.twitter.com/Et3Uqj3zi9
— Yashar Ali ???? (@yashar) November 9, 2023
وفي يوم الخميس أيضا، أكد المبعوث الأمريكي للوضع الإنساني في غزة ديفيد ساترفيلد مجددا على ضرورة السماح للفلسطينيين الفارين من شمال غزة إلى جنوبها العودة إلى منازلهم.
وقد تم تدمير العديد من المباني في شمال غزة خلال القتال.
وقال ساترفيلد خلال مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة لا تزال تعمل على دفع إسرائيل للسماح بدخول الوقود إلى غزة وسط المخاوف من قيام حماس بتحويله لأغراض عسكرية.
وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لا تزال لديها إمدادات وقود خاصة بها، سيكون هناك حاجة في نهاية المطاف إلى إمدادات من خارج غزة وأن الولايات المتحدة تعمل على ضمان دخول الوقود “بطريقة آمنة وفي الوقت المناسب”.
وشدد على أن 106 شاحنات من المساعدات الإنسانية دخلت غزة أمس، وأنه على الرغم من الحاجة إلى المزيد، إلا أن الرقم كان عند الصفر قبل ثلاثة أسابيع، ويتم إحراز تقدم.