إسرائيل تجري محادثات “متقدمة” بشأن تنظيم رحلات جوية مباشرة إلى الحج في السعودية
زعمت عدة تقارير حدوث انفراجة في المحادثات بشأن رحلات الحج الشهر المقبل، مما سيخفف العبء عن الحجاج المسلمين؛ وزير الخارجية كوهين يقول إن التطبيع ممكن في غضون 6 أشهر
تشارك إسرائيل والمملكة العربية السعودية في مفاوضات “متقدمة” بوساطة الولايات المتحدة لتمكين الرحلات الجوية المباشرة إلى جدة، بالقرب من مكة، لمساعدة المسلمين الإسرائيليين على أداء فريضة الحج في الشهر المقبل، حسبما أفادت عدة وسائل إعلام عبرية يوم الأحد.
ذكرت صحيفة “معاريف” أن الانفراج في المحادثات ممكنا لأول مرة يوم الجمعة. ثم، يوم الأحد، نقلت عدة منافذ إخبارية عن مسؤول إسرائيلي كبير تقديره أن هناك فرصة بنسبة 60٪ للإعلان عن الخطوة الشهر المقبل.
من المقرر تنظيم موسم الحج هذا العام في الفترة من 26 يونيو إلى 1 يوليو.
حاليًا، تقبل المملكة العربية السعودية دخول الحجاج المسلمين الذين يصلون من إسرائيل إلى مكة، ولكنها تطلب منهم السفر عبر دولة ثالثة، مما يزيد من تكلفة الرحلة الباهظة بالفعل. وبحسب “معاريف”، أدى 2700 إسرائيلي الحج في عام 2022، ومن المتوقع أن يتضاعف الرقم تقريبًا إلى 4500 هذا العام.
في خطوة تاريخية العام الماضي، أعلنت المملكة العربية السعودية أنها فتحت مجالها الجوي لجميع الرحلات الجوية المدنية، قبل ساعات من أن يصبح الرئيس الأمريكي جو بايدن أول زعيم أمريكي يطير مباشرة من إسرائيل إلى الدولة الخليجية. لكن لم تتحقق التوقعات في ذلك الوقت بموافقة الرياض على رحلات الحج.
وتحدث وزير الخارجية إيلي كوهين يوم السبت عن إمكانية التطبيع مع السعودية في غضون ستة أشهر، خلال مقابلة على القناة 12.
وقال كوهين “هناك فرصة جيدة لأن نتمكن من دفع اتفاقية سلام مع السعودية. أفترض أن هناك بالتأكيد فرصة في نصف عام، أو في العام المقبل”.
وأشار كوهين إلى المصالح المشتركة بين القدس والرياض، ولا سيما منع إيران من صنع قنبلة نووية، كسبب للتفاؤل بالتوصل إلى اتفاق.
وعلى الرغم من التفاؤل بشأن العلاقات المتنامية في المنطقة، فقد أرسل جيران إسرائيل العرب إشارات أخرى، وعبروا عن استيائهم الشديد من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة الجديدة بسبب أعضائها اليمينيين المتطرفين وسياساتها المعادية للفلسطينيين.
وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التزامه بقيام دولة فلسطينية خلال قمة جامعة الدول العربية الجمعة، واصفا إياها بـ”قضية مركزية للدول العربية، وهي على رأس أولويات المملكة”.
وكانت التعليقات عادية إلى حد كبير للقيادة في الرياض، التي أصرت منذ فترة طويلة على أنها لا تزال ملتزمة بالقضية الفلسطينية ولن تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل إلا بعد التوصل إلى حل الدولتين.
كما اعتبر البعض أن قرار المملكة العربية السعودية في مارس لتجديد العلاقات مع إيران بعد أكثر من نصف عقد كان انتكاسة للتطبيع بين المملكة وإسرائيل.
لكن هذا لم يمنع إدارة بايدن من العمل على إبرام صفقة بين القدس والرياض، حيث وصفها مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بأنها “مصلحة أمن قومي” في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال دبلوماسي بارز في الشرق الأوسط لتايمز أوف إسرائيل الشهر الماضي إن حكومة نتنياهو جعلت الحفاظ على اتفاقيات إبراهيم، ناهيك عن توسيعها لتشمل المملكة العربية السعودية، “صعبًا للغاية”.
ومع ذلك، كانت المملكة العربية السعودية على استعداد لتحديد ثمن التطبيع مع إسرائيل في المحادثات مع مسؤولي إدارة بايدن. وقال دبلوماسي كبير إن الرياض طلبت من واشنطن الموافقة على برنامج نووي مدني مقابل التطبيع مع إسرائيل.
وقال الدبلوماسي إن البرنامج هو من بين عدة مطالب قدمتها الرياض في محادثات مع إدارة بايدن خلال العام الماضي، بينما أوضح أن مثل هذه الصفقة لا تزال “بعيدة جدًا”.
ساهم جاكوب ماغيد في إعداد هذا التقرير