إسرائيل في حالة حرب - اليوم 350

بحث

إسرائيل تتوقف لإحياء يوم الذكرى وسط مخاوف من طغي السياسة على الأحداث

تبدأ المراسم الرئيسية بعد إنطلاق صفارات الإنذار لمدة دقيقتين في أنحاء البلاد في الساعة 11 صباحًا، مع حضور نتنياهو وهرتسوغ المراسم في جبل هرتسل؛ بن غفير يذهب إلى بئر السبع بعد رفض الدعوات للإبتعاد

قبور الجنود في المقبرة العسكرية في جبل هرتسل في القدس، 24 ابريل 2023 (Yonatan Sindel / Flash90)
قبور الجنود في المقبرة العسكرية في جبل هرتسل في القدس، 24 ابريل 2023 (Yonatan Sindel / Flash90)

توجه القادة السياسيون والعائلات الثكلى وغيرهم إلى المقابر يوم الثلاثاء لإحياء ذكرى الجنود الذين سقطوا في المعارك وقتلى الهجمات في يوم الذكرى، وسط مخاوف من طغي الاضطرابات السياسية التي تجتاح البلاد على مراسم الحداد.

وخلال الأحداث، يقف الاسرائيليون لإحياء ذكرى مقتل 24,213 شخصا في خدمة الدولة والمجتمع اليهودي قبل قيام الدولة، و4255 قتيل في الهجمات.

وبدأ يوم الذكرى الساعة الثامنة مساءً الاثنين مع انطلاق صفارة الإنذار لمدة دقيقة واحدة في جميع أنحاء البلاد، وسوف ينتهي مساء الثلاثاء.

في الساعة 8:30 صباحا، بدأ مقدمو المراسم الرسمية في مقبرة جبل هرتسل العسكرية في القدس في قراءة أسماء الجنود الذين سقطوا في المعارك، بحضور وزير الدفاع يوآف غالانت والمدير العام للوزارة إيال زمير. وستتم قراءة أسماء جميع الجنود القتلى بصوت عال طوال اليوم في قاعة الذكرى بالموقع.

وفي الساعة 11 صباحا، انطلقت صفارات الإنذار للمرة الثانية لمدة دقيقتين للإشارة إلى بدء المراسم الرئيسية في 52 مقبرة عسكرية في جميع أنحاء البلاد.

وحضر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الرئيس إسحاق هرتسوغ، رئيس الكنيست أمير أوحانا، ورئيسة المحكمة العليا إستر حايوت المراسم الرئيسية في جبل هرتسل. ويشمل الحدث عرض جوي للقوات الجوية.

وفي الساعة الواحدة بعد الظهر، ستقام مراسم أخرى في جبل هرتسل لإحياء ذكرى القتلى المدنيين للهجمات.

وسيعزز القطار الخفيف في القدس نشاطه بين الساعة الثامنة صباحا والثالثة مساء لاستيعاب المسافرين لحضور الأحداث في جبل هرتسل. كما تم تعزيز خدمات الحافلات إلى مقابر أخرى في جميع أنحاء البلاد على مدار اليوم. وتعمل القطارات المدن بحسب جداولها العادية، وستحصل العائلات الثكلى على تذاكر بسعر مخفض.

إسرائيليون يزورون المقبرة العسكرية في جبل هرتسل في القدس، 24 أبريل 2023 (AP Photo / Ohad Zwigenberg)

الفترة التي سبقت يوم الذكرى هذا العام كانت محفوفة بالمخاوف من أن تطغي الانقسامات العميقة التي كشفت عنها خطة الحكومة لإصلاح النظام القضائي على مراسم اليوم.

وكان من المقرر أن يشارك العديد من نواب التحالف في مراسم يوم الذكرى يوم الثلاثاء، على الرغم من إعلان بعض العائلات الثكلى عن تجنب قبور أحبائهم احتجاجًا على ذلك. وزار البعض القبور يوم الاثنين بدلا من الثلاثاء.

وحث بعض أقارب الجنود القتلى أعضاء الائتلاف الحاكم الذين لم يخدموا في الجيش على إلغاء مشاركتهم في أحداث يوم الذكرى.

وقد ألغى عدد من الوزراء والمشرعين خططهم لحضور المراسم، لكن أصر آخرون – أبرزهم وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير – على حضور المراسم، حيث من المحتمل أن يواجهوا الاحتجاجات من بعض أقارب القتلى.

وسيحضر بن غفير، الذي لم يخدم في الجيش مطلقًا بعد رفضه بسبب نشاطه المتطرف في شبابه، المراسم في مقبرة بئر السبع العسكرية. ورفض المحاولات الأخيرة لإقناعه بالابتعاد عن المراسم، بما في ذلك مناشدات من رئيس منظمة تذكارية للجنود القتلى، بسبب مخاوف من أن ظهوره يمكن أن يؤدي إلى الاحتجاجات، ويصرف الانتباه عن مراسم اليوم.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يقوم بجولة في اللد، 17 أبريل 2023 (Flash90)

وفي حديثه لإذاعة الجيش صباح الثلاثاء، قدم غالانت تعازيه للعائلات الثكلى، التي وصفها بـ”القلب المقدس الذي يوحد إسرائيل”، لكنه أضاف أنه يعارض مطالبة المسؤولين المنتخبين بالابتعاد عن مراسم يوم الذكرى.

وأشار وزير الدفاع إلى أنه حتى في يوم الذكرى الأول بعد حرب يوم الغفران عام 1973 – على الرغم من الغضب العام من الحكومة لما كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه فشل عسكري واستخباراتي أدى إلى خسائر إسرائيلية كبيرة – لم يطالب الجمهور أبدًا المسؤولين الحكوميين بالامتناع عن دخول المقابر العسكرية.

وقال غالانت: “الواقع الذي نقرر فيه إبعاد الممثلين العامين، لسبب أو لآخر، لأن السياسة دخلت هذا المكان المقدس، لا يطاق”.

وفي مراسم الدولة الرئيسية في البلدة القديمة بالقدس مساء الإثنين، دعا الرئيس إسحاق هرتسوغ إلى الوحدة بعد انطلاق صفارات الإنذار.

“هذا العام، أكثر من أي وقت مضى، يدعونا هذا الصوت، في قلب السكون الذي يصرخ: نحن جميعًا، معًا! تضحياتهم لم تذهب سدى”، قال هرتسوغ وهو يقف أمام حائط المبكى.

وقال: “نرجو أن ندع هذا الشعور بالشوق يلفنا معًا. نرجو أن ندع صوت ألمنا الجماعي يرن بصوت عالٍ في يوم الذكرى هذا، خالٍ من الشقاق، ونحن نبكي على أبنائنا وبناتنا”.

“يجب أن نفعل كل شيء، كل شيء، لحماية هذا البيت المشترك. أن نتجادل ونختلف، كما هو الحال دائمًا، بكل الحماسة والعاطفة، ولكن أن نحب بعضنا البعض كأخوات وأخوة، لأننا شعب واحد!”

ومتحدثا بعد هرتسوغ، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي إن السياسة يجب أن تتراجع في يوم الذكرى.

“غدا سنقف في المقابر بجانب العائلات [الثكلى]. آمل أن نكون في هذا اليوم، الذي يأتي قبل كل شيء، مخلصين لتراثنا ونكرس أنفسنا حصريًا للعزلة مع ذكرى الذين سقطوا ومع آلامنا على وفاتهم. قبل كل شيء، وبعيدا عن كل الجدل”، قال هاليفي.

يوم الجمعة، انضم نتنياهو وغالانت إلى زعيم المعارضة يائير لبيد ووزير الدفاع السابق بيني غانتس في دعوة مشتركة نادرة لوقف الاحتجاجات خلال اليوم.

جنود إسرائيليون يقفون دقيقة صمت بينما تطلق صفارات الإنذار في يوم الذكرى عند الحائط الغربي في البلدة القديمة بالقدس، 24 أبريل 2023. (Erik Marmor / Flash90)

وقتل 59 جنديا خلال خدمتهم العسكرية منذ يوم الذكرى الأخير لإسرائيل، وفقا للأرقام الصادرة عن وزارة الدفاع يوم الجمعة. وتوفي 86 من قدامى المحاربين ذوي الإعاقات بسبب مضاعفات إصابات لحقت بهم أثناء خدمتهم. وبذلك يصل العدد الإجمالي إلى 24,213 من الذين لقوا حتفهم أثناء الخدمة في البلاد منذ عام 1860.

ووفقًا لمؤسسة التأمين الوطني، قُتل 4255 شخصًا في هجمات ضد إسرائيل منذ عام 1851، من بينهم 31 قتلوا خلال العام الماضي. ومن إجمالي الضحايا، هناك 740 قاصرا، و120 إسرائيليا قُتلوا في الخارج، و135 من الرعايا الأجانب الذين قُتلوا في هجمات موجهة ضد إسرائيليين.

قبل ساعات فقط من بدء يوم الذكرى، أعاد هجوم دهس بالقرب من سوق محانيه يهودا في القدس التوترات الإسرائيلية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد. واصيب خمسة اشخاص، احدهم في حالة خطرة، وقتل السائق، وهو فلسطيني من القدس الشرقية، برصاص احد المارة.

الشرطة الإسرائيلية تتفحص موقع هجوم دهس في القدس، 24 أبريل 2023 (AP / Ohad Zwigenberg)

ومتحدثًا في مراسم قبل يوم الذكرى في موقع قريب من مكان الهجوم، قال نتنياهو إنه “يذكرنا بأن أرض إسرائيل ودولة إسرائيل تم الحصول عليها من خلال العديد من المحن”.

كما دعا إلى الوحدة وسط الانقسامات الوطنية غير المسبوقة التي أثارتها جهود حكومته المتشددة لإصلاح جذري للقضاء.

“نقول لشعب إسرائيل، نحن متحدون تحت النقالة؛ أبناؤنا وبناتنا يواصلون حمل النقالة، عبء المسؤولية عن مصير أمتنا”، قال نتنياهو.

وشملت الأحداث التي أقيمت مساء الإثنين مراسم تذكارية إسرائيلية فلسطينية مشتركة في تل أبيب حضرها الآلاف، بما في ذلك مئات العائلات الثكلى من طرفي الصراع. وكان من بين الحضور أكثر من 150 فلسطينيًا فقدوا أفراد عائلاتهم نتيجة النزاع، وتم منجهم تصاريح دخول للسفر من الضفة الغربية، بعد أن أمرت محكمة العدل العليا وزير الدفاع المتردد يوآف غالانت بالسماح لهم بالدخول.

وستنتهي فعاليات يوم الذكرى مساء الثلاثاء، لتفسح المجال للاحتفالات بعيد الاستقلال الخامس والسبعين لإسرائيل. وقد يكون التحول المفاجئ من الحزن الوطني إلى الابتهاج مزعجًا بالنسبة للبعض، لكن الكثيرين ينظرون إليه على أنه احتفال بالدولة وإنجازاتها مع تذكر التضحيات التي مكنتها.

اقرأ المزيد عن