إسرائيل في حالة حرب - اليوم 645

بحث

إسرائيل تتعهد بـ”انتزاع الثمن كاملا من طغاة طهران“، وتصف الهجوم على مستشفى سوروكا بجريمة حرب

سياسيون من التحالف والمعارضة يقولون إن استعداد إيران لضرب المستشفيات والمدنيين يظهر ضرورة العملية لمنع طهران من حيازة أسلحة نووية

أطباء ينقلون مريضًا إلى مكان آمن بعد أن أصاب صاروخ إيراني مبنى في مستشفى سوروكا في بئر السبع جنوب إسرائيل، 19 يونيو 2025. (Photo by JOHN WESSELS / AFP)
أطباء ينقلون مريضًا إلى مكان آمن بعد أن أصاب صاروخ إيراني مبنى في مستشفى سوروكا في بئر السبع جنوب إسرائيل، 19 يونيو 2025. (Photo by JOHN WESSELS / AFP)

تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الخميس بانتزاع ثمن باهظ من ”طغاة طهران“، واتهمت إسرائيل إيران بارتكاب ”جريمة حرب“ بعد أن أصاب صاروخ مركز سوروكا الطبي في بئر السبع، المستشفى الرئيسي في جنوب إسرائيل.

وجاءت الضربة على سوروكا في الوقت الذي أطلقت فيه إيران وابلا من حوالي 30 صاروخا على جنوب ووسط إسرائيل، مما تسبب في أضرار جسيمة وإصابة العشرات، ستة منهم في حالة خطيرة.

وكتب نتنياهو على منصة X ”أطلق الطغاة الإرهابيون الإيرانيون صواريخ على مستشفى سوروكا في بئر السبع وعلى السكان المدنيين في وسط البلاد“، وتعهد بأن ”نجعل الطغاة في طهران يدفعون الثمن كاملا“.

واتهم سياسيون آخرون طهران بارتكاب ”جرائم حرب“.

وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن يتحمل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مسؤولية الهجوم.

وقال كاتس: ”الديكتاتور الإيراني الجبان يجلس في عمق مخبأ محصن ويشن هجمات متعمدة على المستشفيات والمباني السكنية في إسرائيل“.

دخان يتصاعد من مبنى بمجمع مستشفى سوروكا بعد إصابته بصاروخ أطلقته إيران على بئر السبع، الخميس 19 يونيو 2025. (AP Photo/Leo Correa)

وحذر من أن ”هذه جرائم حرب من أسوأ الأنواع، وسيُحاسب خامنئي على جرائمه“.

وقال كاتس إنه ونتنياهو ”أصدرا تعليمات لجيش الدفاع بتكثيف الضربات ضد أهداف استراتيجية في إيران وأهداف مرتبطة بالحكومة في طهران، من أجل القضاء على التهديدات التي تواجه دولة إسرائيل وزعزعة استقرار نظام آية الله“.

وانضم وزير الخارجية غدعون ساعر إلى الإدانات.

وكتب ساعر على منصة X: ”النظام الإيراني يستهدف المدنيين عمدا… ويرتكب جرائم حرب“ و”ليس لديه خطوط حمراء“، مرفقا المنشور بمقطع فيديو يظهر الدمار في المستشفى.

وأكد رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ على أن مستشفى سوروكا هو منارة للتعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مضيفا أن المدنيين المستضعفين كانوا هدفا للقصف.

طاقم طبي يسير في منطقة متضررة في مجمع مستشفى سوروكا بعد أن أصيب بصاروخ أطلقته إيران على بئر السبع، إسرائيل، الخميس 19 يونيو 2025. (AP Photo/Leo Correa)

وكتب هرتسوغ على مواقع التواصل الاجتماعي: ”طفل رضيع في العناية المركزة. أمه بجانبه. طبيب يركض بين الأسرة. مسن في دار رعاية المسنين. هؤلاء كانوا بعض أهداف الهجمات الصاروخية الإيرانية على المدنيين الإسرائيليين صباح اليوم“.

وأضاف ”مستشفى سوروكا، الواقع في بئر السبع، هو أحد أفضل المستشفيات في إسرائيل، ويخدم منطقة النقب بأكملها، ويقدم الرعاية للإسرائيليين من جميع الأديان ولجيراننا الفلسطينيين الذين يأتون خصيصا لتلقي العلاج هناك. يعمل موظفوه المتفانون، اليهود والعرب، جنبا إلى جنب في وئام استثنائي، متحدين في مهمة الشفاء“.

واختتم الرئيس قائلا: ”في لحظات كهذه، نتذكر ما هو على المحك حقا، والقيم التي ندافع عنها“.

وقال وزير الصحة أورييل بوسو: ”الصاروخ الذي أُطلق على مركز سوروكا الطبي هو عمل إرهابي ويتجاوز الخطوط الحمراء“.

وأضاف: ”إنها جريمة حرب ارتكبها النظام الإيراني، تستهدف عمدا المدنيين الأبرياء والفرق الطبية المكرسة لإنقاذ الأرواح. كانت وزارة الصحة مستعدة وبفضل الإجراءات الفورية التي اتخذناها، تم تجنب كارثة كبرى“.

دخان يتصاعد عقب هجوم صاروخي إيراني على مبنى في مستشفى سوروكا في بئر السبع بجنوب إسرائيل، 19 يونيو 2025. (Photo by JOHN WESSELS / AFP)

وتابع: ”أحث الجمهور على الاستمرار في اتباع تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، فهذا ينقذ الأرواح“.

وقال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إن استعداد إيران لاستهداف مستشفى يظهر أنها لن تتردد في استخدام أسلحة نووية ضد إسرائيل.

وقال بن غفير ”لو كان النازيون الذين يطلقون الصواريخ على المستشفيات والمسنين والأطفال يمتلكون أسلحة نووية، لأطلقوها دون تردد ودون حتى أن يفكروا. هذه هي الحملة الأكثر عدلا التي شنتها إسرائيل في تاريخها“، مضيفا أن الإسرائيليين ”متحدون جميعاً للقضاء على هذا التهديد مرة واحدة وإلى الأبد“.

دخان يتصاعد بعد قصف صاروخي إيراني على مركز سوروكا الطبي في بئر السبع، 19 يونيو 2025. (Dudu Greenspan/Flash90)

كما أدان قادة المعارضة الضربة وقالوا إنها توفر مبررا إضافيا لهجمات إسرائيل المستمرة على برنامجي إيران النووي والصاروخي.

وفي منشور باللغة الإنجليزية، كتب رئيس حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس أن ”إسرائيل تستهدف برنامجي إيران النووي والصاروخي اللذين لا يهدداننا فحسب بل العالم بأسره، بينما تستهدف إيران المستشفيات والأطفال الإسرائيليين“.

وأضاف ”لا يوجد أي توازن أخلاقي، ولن تتردد إسرائيل في القضاء على قدرات أولئك الذين يهتفون بفرح ’الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا‘“.

وقال رئيس حزب “يسرائيل بيتنو”، أفيغدور ليبرمان: ”تخيلوا ماذا ستفعل إيران بالأسلحة النووية“، مضيفا ”يجب أن نواصل حتى يتم القضاء على البرنامج النووي تماما، وإسقاط النظام الإيراني، وتدمير مخزونه من الصواريخ“.

وكتب زعيم المعارضة يائير لابيد على منصة X: ”هذا صباح صعب لدولة إسرائيل“، مشيرا إلى أن ”حتى الحرب العادلة لها ثمن باهظ“.

وأضاف ”هذه هي أفضل ساعات شعب إسرائيل. أمتنا قوية. شعبنا يتصرف بمسؤولية. استمروا في اتباع تعليمات قيادة الجبهة الداخلية. فهي تنقذ الأرواح“.

عقب الهجوم، دعا رئيس بلدية بئر السبع روفيك دانيلوفيتش الجمهور إلى ”توخي الحذر واليقظة“.

وقال لهيئة البث الإسرائيلية “كان”: ”سنجتاز هذه المحنة، إن شاء الله. نحن أقوياء، وكل فرد له دوره… من المحتمل أن يتكرر هذا الهجوم، لذا يجب أن نكون يقظين وحذرين“.

وأضاف ”إنهم يريدون إيذاءنا“، مشيرا إلى أن إيران ”أعلنت منذ سنوات [عن نيتها] تدمير دولة إسرائيل“.

آثار ضربة صاروخية إيرانية على مركز سوروكا الطبي في بئر السبع، 19 يونيو 2025. (Emanuel Fabian/Times of Israel)

وشدد دانيلوفيتش على أهمية الاحتماء عند تلقي التعليمات بذلك، قائلا إن هناك ”خط مباشر“ يربط بين الحملة العسكرية الإسرائيلية في إيران و”المواطنين المنضبطين“ الذين يدخلون الأماكن المحمية أثناء قصف الصواريخ.

وقال: ”لكل شخص دوره: المواطن المنضبط، وقوات الأمن، وخدمات الإنقاذ والطوارئ، ومركز سوروكا الطبي، الذي يقوم بعمل رائع حقا“.

النائب الطيبي يبدو وكأنه يقارن بين هجوم إيران وعملية الجيش الإسرائيلي في غزة

بدا أن عضو الكنيست أحمد الطيبي، زعيم حزب “العربية للتغيير” في الكنيست، يقارن بين الضربة الصاروخية والعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وكتب السياسي الإسرائيلي المخضرم على منصة X: ”مهاجمة مستشفى جريمة يجب إدانتها دائما وفي كل مكان“.

وأضاف: ”قمنا أيضا بإدانة الهجوم على المستشفيات في غزة. قلوبنا مع الطواقم الطبية في سوروكا والمصابين. لا تؤذوا المدنيين. لا تؤذوا الطواقم الطبية. كفى حروبا“.

يقول الجيش الإسرائيلي إن حركة حماس تستخدم المستشفيات في غزة لأغراض عسكرية، حيث استخدمتها كمراكز قيادة ولاحتجاز الرهائن.

عضو الكنيست أحمد الطيبي يحضر اجتماعا في الكنيست في القدس، 15 أكتوبر 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

في أبريل، قال الجيش إنه استهدف مركز قيادة لحماس كان موجودا في مستشفى الأهلي في غزة، والذي ”استخدمه الإرهابيون لتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية ضد قوات جيش الدفاع ومواطني دولة إسرائيل“.

وأكد الجيش الأسبوع الماضي أن زعيم حماس محمد السنوار قُتل في غارة جوية يوم 13 مايو بينما كان مختبئا في نفق تحت المستشفى الأوروبي في خان يونس.

وكان النفق الذي بلغ عمقه 8 أمتار والذي كان مختبئا فيه هو وقادة آخرون في حماس جزءا من شبكة ضخمة تحت الأرض. ضربت الغارات الجوية مناطق النفق خارج مجمع المستشفى، وفقا لما ذكره الجيش الإسرائيلي. ولقد استمر المستشفى في العمل بعد الغارات.

وقال أحد الضباط إن الرهائن الإسرائيليين ربما يكونون قد احتُجزوا في النفق في مرحلة ما.

وتقول إسرائيل إن هجومها الشامل على كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين ومواقع تخصيب اليورانيوم وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، الذي بدأ يوم الجمعة، ضروري لمنع الجمهورية الإسلامية من تحقيق خطتها المعلنة لتدمير الدولة اليهودية.

وردت إيران بإطلاق أكثر من 400 صاروخ وحوالي 1000 طائرة مسيّرة على إسرائيل. وحتى الآن، قُتل 24 شخصا في إسرائيل وأصيب أكثر من 500 آخرين.

اقرأ المزيد عن