إسرائيل تتأثر بالعاصفة “دانيال” بعد أن أسفرت عن مقتل أكثر 1500 شخصا في ليبيا
تحذيرات من حدوث سيول في المناطق الصحراوية حيث يتسبب نظام الطقس Medicane في هطول أمطار غزيرة في جميع أنحاء البلاد
هطلت أمطار غزيرة في جميع أنحاء البلاد صباح الأربعاء في الوقت الذي تأثرت فيه إسرائيل ببقايا العاصفة “دانيال”، التي أحدثت دمارا فتاكا في ليبيا واليونان في وقت سابق من الأسبوع.
في حين أنه من غير المتوقع هطول أمطار أو حدوث فيضانات في إسرائيل بالمستوى الذي شهدته دول أخرى، إلا أن هناك تحذيرات من احتمال حدوث سيول في المناطق الصحراوية.
وترددت أنباء عن حدوث عدد من البالوعات في وسط البلاد، لكن لم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات.
هطول أمطار غزيرة أمر غير معتاد بالنسبة لإسرائيل في سبتمبر. ومن المتوقع أن تنتهي العاصفة بحلول يوم الخميس.
تشكلت دانيال كنظام طقس منخض الضغط قبل أسبوع ثم أصبحت محجوبة بنظام ضغط عال، مما أدى إلى هطول كميات هائلة من الأمطار على اليونان والمناطق المحيطة بها قبل أن تتجه العاصفة إلى ليبيا.
وهناك، اخترقت مياه الفيضانات السدود وجرفت أحياء بأكملها في مدينة درنة الشرقية. وعثر عمال الطوارئ على أكثر من 1500 جثة بين الأنقاض في درنة يوم الثلاثاء، ويخشى أن يتجاوز عدد القتلى 5000.

وصلت العاصفة دانيال إلى اليابسة في ليبيا يوم الأحد بعد أن ضربت في وقت سابق بلغاريا وتركيا واليونان، حيث أسفرت عن مقتل 18 شخصا على الأقل.
ويقول العلماء إن العاصفة هي أحدث حدث مناخي متطرف يحمل بعض السمات المميزة للتغير المناخي.
دانيال – الملقبة بـ”Medicane” (ميديكين – إعصار البحر المتوسط) لموقعها على البحر الأبيض المتوسط وخصائصها الشبيهة بالإعصار – استمدت طاقة هائلة من مياه البحر الدافئة .
ويقول الخبراء إن الأجواء الأكثر دفئا تحمل المزيد من بخار الماء الذي يمكن أن يسقط على شكل أمطار.
وقالت كريستين كوربوسييرو، وهي عالمة غلاف جوي في جامعة ألباني، إنه من الصعب أن نعزو حدثا مناخيا واحدا إلى تغير المناخ، “لكننا نعلم أن هناك عوامل يمكن أن تلعب دورا” في عواصف مثل دانيال تجعل الأمر أكثر احتمالا.
تتشكل عواصف Medicane مرة أو مرتين سنويا في البحر الأبيض المتوسط، وهي أكثر شيوعا في الفترة من سبتمبر إلى يناير. وقال سايمون ماسون، كبير علماء المناخ في المعهد الدولي للبحوث المناخية والمجتمع التابع لكلية كولومبيا للمناخ، إنها ليست أعاصير حقيقية بشكل عام، ولكنها يمكن أن تصل إلى قوة الإعصار في مناسبات نادرة.
وإلى جانب عوامل أخرى مثل التحضر وتخطيط استخدام الأراضي، تساهم أحداث هطول الأمطار الأكثر حدة في حدوث الفيضانات.