إسرائيل تبدأ خطة لإعادة أكثر من 100 ألف إسرائيلي عالقين في الخارج إلى البلاد بأمان
"إل عال" تفتح التسجيل للمسافرين العالقين لترتيب رحلات العودة؛ "أركياع" تضع جدول رحلات لإعادة الإسرائيليين من أثينا ولارنكا وروما وباريس ونيويورك
تستعد إسرائيل لتشغيل جداول رحلات خاصة للمساعدة في إعادة أكثر من 100 ألف من مواطنيها العالقين في الخارج منذ اندلاع الأعمال العدائية المكثفة مع إيران صباح يوم الجمعة.
وقد فتحت “إل عال” إجراء تسجيل عبر الإنترنت لرحلات الإعادة لعملائها الذين أُلغيت رحلاتهم وظلوا عالقين في الخارج منذ إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي فجر الجمعة. وقالت الشركة إنه خلال أقل من ساعتين من فتح النموذج الإلكتروني، سجل أكثر من 60 ألف مسافر عالق عبر موقع الشركة.
وقالت الشركة أنه “في الوقت الحالي، تعمل إل عال على إعداد قائمة الوجهات ونطاق الرحلات التي سيسمح بتسييرها في إطار هذه الخطة. هدف التسجيل هو رسم خريطة لمواقع عملائنا حول العالم، وبناءً عليه وضع جدول الرحلات.”
وأكدت الشركة “أن ترتيب التسجيل في الموقع ليس مهماً، إذ أن أولوية العملاء ستُحدد بناءً على تاريخ الرحلة الأصلية… والتسجيل لا يعني تأكيد الحجز.”
وجاءت هذه الخطوة بعد أن أعلنت وزيرة المواصلات ميري ريغيف عن خطة عمل وطنية لإعادة الإسرائيليين العالقين في الخارج، مع التحذير بأن الأمر سيستغرق بعض الوقت. ووفقاً للتقديرات وبحسب الوضع الأمني، لن تُطلق الرحلات لإعادة الإسرائيليين العالقين قبل يوم الخميس.
وقالت ريغيف: “نحن نستعد لرحلات إنقاذ لإعادة الإسرائيليين إلى الوطن. سنقوم بذلك بطريقة منظمة جداً وبالتنسيق مع وزارة الدفاع”.
وأعربت ريغيف عن قلقها من إستهداف إيران للطائرات التي تعيد الإسرائيليين إلى الوطن أثناء وجودها على المدرج.
وأضافت: “أنا على علم بالضيق، لكننا لن نخاطر بأن نجلب طائرة، لا قدر الله، ويحدث حادث أرضي مع أكثر من 300 قتيل”.
وبموجب الخطة المقترحة، لن يُسمح بأكثر من رحلتين في الساعة لكل شركة طيران، ومن المحتمل أن يكون ذلك فقط خلال ساعات النهار، في ظل الهجمات الصاروخية الليلية المتكررة التي تشنها إيران على إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، لن يُسمح بوجود ركاب على متن الطائرات المغادرة من مطار بن غوريون والمخصصة لإعادة الإسرائيليين من الخارج، وذلك لتقليل الازدحام في صالة الوصول وتقليل المخاطر.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، قدّر شمولي زكاي رئيس هيئة الطيران المدني أن عودة جميع الإسرائيليين العالقين في الخارج قد تستغرق عدة أسابيع.
وقالت ريغيف إنه سيتم إنشاء هيئة خاصة تضم ممثلين من وزارة المواصلات ووزارة الخارجية وقيادة الجبهة الداخلية وسلطة الطوارئ الوطنية، والتي ستدير خطاً ساخناً. كما ستكون الهيئة مكلفة بإعطاء أولوية للحالات الطارئة حيث يحتاج المواطنون العودة، ولا تجد شركات الطيران رداً لهم.
وأُغلق المجال الجوي الإسرائيلي أمام المغادرين والقادمين منذ أن شن الجيش الإسرائيلي هجوماً مفاجئاً على إيران فجر الجمعة، ما ترك العالقين في الخارج غير قادرين على العودة، وأولئك العالقين داخل البلاد مع خيارات محدودة للمغادرة.
وبينما لم تنشر “إل عال” قائمة بالمدن التي سيتمكن الإسرائيليون من العودة منها، قالت شركة الطيران المحلية “أركياع” إنها تضع جدولاً خاصاً لرحلات الإعادة من عدة وجهات قريبة بالإضافة إلى مدن أوروبية ونيويورك.
وفي هذه المرحلة، تعمل “أركياع” على جدول رحلات من وجهات تشمل أثينا، لارنكا، روما، باريس ونيويورك. وستبدأ الرحلات بمجرد حصولها على موافقة الجهات الأمنية، وستسير طوال أيام الأسبوع، بما في ذلك السبت.
وستُباع تذاكر الرحلات عبر موقع “أركياع” فقط. وسيتمكن الركاب الذين يحملون قسائم تعويضية عن إلغاء رحلاتهم من استخدامها عند الحجز. ولم تعلن “إل عال” أو “أركياع” عن أسعار التذاكر. ووفقاً للتقديرات، ستباع التذاكر بأسعار ثابتة لكل وجهة.
كما أعلنت شركة “يسرائير” أنها بدأت التحضيرات لتشغيل رحلات للإسرائيليين العالقين، لكنها حذرت من أن القضايا الأمنية ما زالت قائمة.
وقالت ريغيف إنه “بالإضافة إلى السفر الجوي، نعمل على توفير حل عن طريق البحر”.
وأعلنت شركة “مانو ماريتايم” يوم الاثنين أنها ستشغل رحلتين بحريتين لمساعدة الإسرائيليين العالقين على العودة بحراً من قبرص إلى إسرائيل بالتنسيق مع وزارة المواصلات.
وسيتمكن الإسرائيليون من حجز تذاكر على سفينة الرحلات الفاخرة “كراون إيريس”، التي تتسع لألفيّ راكب، وستبحر من ليماسول في قبرص إلى إسرائيل.
من المتوقع أن تغادر السفينة الأولى يوم الأربعاء، رهناً بالوضع الأمني والموافقات اللازمة من الجهات الأمنية والسلطات الأخرى. وبعد وصولها إلى إسرائيل، ستعود السفينة إلى ليماسول للرحلة الثانية.
وسترسو السفينة، التي تعمل كـ”فندق عائم” من فئة خمس نجوم، في ليماسول لبضع ساعات لاصطحاب الركاب ثم تتجه إلى إسرائيل في رحلة تستغرق نحو 15 ساعة. وستتراوح أسعار التذاكر بين 399 يورو (406 دولارات) و650 يورو للفرد. ويُجرى الحجز عبر موقع الشركة فقط.
وقالت “مانو” إن الأسعار تراعي الوضع الوطني ولا تعكس التكلفة الحقيقية للرحلة البحرية، بما في ذلك الترتيبات الخاصة اللازمة في قبرص لإجراءات الجوازات والأمن والتكاليف الإضافية.