إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

إسرائيل تبدأ ترميم البنية التحتية المتضررة في القتال بقطاع غزة

بدأ الجيش ترميم بعض البنى التحتية، مثل أنبوب المياه شرق خان يونس الذي ينقل مياه الشرب إلى الجنوب؛ تعزيز الجهود الإسرائيلية لإزالة الأونروا واستبدالها بمنظمة الأغذية العالمية والمطبخ المركزي العالمي

الدمار في خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد قصف الجيش الإسرائيلي، 6 مارس، 2024 (AFP)
الدمار في خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد قصف الجيش الإسرائيلي، 6 مارس، 2024 (AFP)

في إحدى المحادثات التي أجراها مسؤول إسرائيلي كبير مع سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، قالت له صراحة “ساعدوني على مساعدتكم”.

المحادثة ركزت على المساعدات الإنسانية التي تنقلها إسرائيل للفلسطينيين في قطاع غزة – وهو الموضوع الذي يطرحه جو بايدن بشكل متكرر في المحادثات بين الطرفين، بغض النظر عن التوترات السياسية بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ملاحظة غرينفيلد جاءت في ذروة المظاهرات في منطقة معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم)، والتي منعت دخول شاحنات المساعدات إلى القطاع. وبعد أيام قليلة من تلك المحادثة في الأمم المتحدة، وقع حادث التدافع في شمال قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 فلسطيني، تجمهروا حول شاحنات المساعدات التي تمكنت من الوصول إلى المنطقة دون إستيلاء حماس عليها.

وفي كلتا الحالتين، وجد الجيش الإسرائيلي نفسه بين المطرقة والسندان. فمن ناحية، هو ملزم بالسماح بدخول الشاحنات ضمن التزامات القيادة السياسية تجاه الولايات المتحدة؛ ومن ناحية أخرى، عليه التعامل مع حماس داخل القطاع ومع المتظاهرين خارجه. الجميع يعلم أنه لا بد من التوصل إلى حل، وإلا فسيتفشى الجوع في قطاع غزة وسيهيمن على الوعي العالمي.

من شأن الإعلان هذا الأسبوع عن بدء إدخال المواد الغذائية عبر معبر جديد شمال قطاع غزة، معبر 96، أن يحل هاتين المشكلتين. هذا المعبر يقع أمام كيبوتس بئيري. الشاحنات تدخل إلى إسرائيل من مصر وتتحرك على طول المحور المحاذي للسياج في الأراضي الإسرائيلية، وبالتالي تتجاوز جنوب القطاع الذي لا تزال تسيطر عليه حماس أو عشائر مسلحة أخرى.

وفقا لتقديرات الجيش، يوجد حاليا ما يقارب من 300 ألف مدني فلسطيني في شمال قطاع غزة (شمالي وادي غزة).

مظاهرات عند معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) ضد إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، 22 فبراير 2024 (Eric Marmor/Flash90)

الجهة المسؤولة عن شحنة المواد الغذائية التي دخلت قبل بضعة أيام من المعبر الجديد في شمال قطاع غزة كانت منظمة الأغذية العالمية، وهي منظمة تابعة للأمم المتحدة تروج لها إسرائيل مؤخراً كبديل للأونروا. وينضم إليه المطبخ المركزي العالمي، الذي أسسه الشيف خوسيه أندريه قبل أكثر من عقد من الزمان، والذي يهيمن بشكل متزايد على النشاط الإنساني في قطاع غزة.

وكثفت إسرائيل مؤخرا جهودها لتحييد الأونروا، خاصة بعد الكشف عن تورط موظفيها في مذبحة 7 أكتوبر في غلاف غزة.

المطبخ المركزي العالمي هو المسؤول عن سفينة المساعدات التي غادرت قبرص هذا الأسبوع ومن المفترض أن تصل اليوم أو غدا إلى شواطئ قطاع غزة. وقد تم تمويل هذه الشحنة بالكامل من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة. وبالإضافة إلى 200 طن من المواد الغذائية الموجودة على متن السفينة، هناك 500 طن أخرى تنتظر في قبرص، والتي من المقرر نقلها إلى القطاع بمجرد إنشاء الميناء البحري المؤقت الأمريكي.

وقد بدأت الأعمال الأولى لتجهيز الشاطئ هذا الأسبوع من قبل مقاولين غزيين وافقت عليهم إسرائيل، ومن المتوقع أن يبدأ الميناء العمل في غضون شهر ونصف، تحت حراسة الجيش الإسرائيلي.

طفل فلسطيني يأكل الخبز في أحد المخابز التي أنشأتها منظمة الأغذية العالمية في قطاع غزة (WFP/Ali Jadallah)

وتقدر إسرائيل أنه بعد بناء الميناء الأمريكي، سيكون المعدل اليومي للشاحنات التي تدخل قطاع غزة 200 شاحنة يوميا، 40 منها إلى شمال القطاع والباقي إلى الجنوب. وأن يقوم المطبخ المركزي العالمي وبرنامج الأغذية العالمي بتوزيع المواد الغذائية في المستقبل القريب.

ويقوم برنامج الأغذية العالمي بتشغيل العديد من المخابز في جنوب قطاع غزة والتي توفر مليوني رغيف خبز يوميًا. ووفقا لمصادر في إسرائيل، ستبدأ عدة مخابز العمل أيضا في شمال القطاع الأسبوع المقبل – وبالتالي تقليص دور الأونروا في توزيع المواد الغذائية.

ويبدو أن الصراع الإسرائيلي ضد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين – الاسم الرسمي للوكالة – قد تصاعد في الأسابيع الأخيرة.

وخلال لقاء رئيس الوزراء مع نظيره الهولندي مارك روته أمس (الأربعاء)، شكر نتنياهو الأخير على تجميد المساعدات للأونروا، وذلك في ظل قرار اليابان والسويد الأسبوع الماضي استئناف تمويل المنظمة.

واعتبارًا من اليوم، تم تجميد أكثر من نصف مساعدات الأونروا السنوية:

  • الولايات المتحدة – 338 مليون دولار؛
  • ألمانيا – 176 مليون دولار؛
  • المملكة المتحدة – 40 مليون دولار؛
  • هولندا وفرنسا – 27 مليون دولار؛
  • إيطاليا – 15 مليون دولار؛
  • فنلندا – 10 ملايين دولار؛
  • النمسا ونيوزيلندا – 7 ملايين دولار لكل منهما؛
  • وأستراليا – 1.7 مليون دولار.
مقر الأونروا في مدينة غزة، 29 نوفمبر 2021 (Mohammed ABED / AFP)

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت إسرائيل عن سلسلة من الإجراءات لعرقلة أنشطة الأونروا – مثل منع تحويل الأموال عبر البنوك في إسرائيل، وإلغاء تأشيرات العبور وتصاريح الإقامة، وإلغاء الإعفاءات من الضرائب والرسوم، ومنع نقل البضائع عبر إسرائيل.

وإلى جانب تعزيز منظمات الإغاثة البديلة في قطاع غزة، بدأت إسرائيل مؤخرًا في ترميم بعض البنى التحتية التي تضررت في القتال في غزة، مثل أنبوب المياه في منطقة شرق خان يونس الذي ينقل مياه الشرب إلى جنوب القطاع.

وهذه الأعمال تأتي ضمن عمل مكتب إسرائيلي يعتمد على الخبرة الأمريكية الطويلة في أفغانستان والعراق. وكان أحد استنتاجاتهم الرئيسية هو أن تدمير البنية التحتية الحيوية يؤدي إلى اعتماد السكان المحليين على القوة العسكرية المحتلة، وبالتالي، تلقى الإدارة المدنية على عاتقها بسرعة كبيرة.

وهذا بالضبط ما تحاول إسرائيل تجنبه، حتى اليوم، بينما لا يزال “اليوم التالي” ضبابي.

اقرأ المزيد عن