إسرائيل في حالة حرب - اليوم 428

بحث

إسرائيل تؤكد لقطر أن الجيش سينسحب بالكامل من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار

التعهد جاء قبل ساعات من تعهد رئيس الوزراء بأن يبقى الجيش على حدود غزة ومصر إلى أجل غير مسمى؛ برنياع يقول إنه سيبلغ الوسطاء باستعداده للانسحاب، وفقًا لمعايير تحددها إسرائيل

جنود إسرئيليون في محور فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر في أغسطس 2024. (IDF)
جنود إسرئيليون في محور فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر في أغسطس 2024. (IDF)

أبلغ المفاوضون الإسرائيليون الوسطاء في الأيام الأخيرة أنهم ما زالوا يؤيدون الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من صفقة الرهائن المحتملة، على الرغم من تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن اسرائيل يجب أن تحافظ على وجود عسكري هناك إلى أجل غير مسمى، وفقا لتقارير وسائل الإعلام العبرية يوم الثلاثاء.

تأكيدا لتقرير نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، قال دبلوماسي عربي لتايمز أوف إسرائيل أنه قبل ساعات من عقد نتنياهو مؤتمرا صحفيا يوم الاثنين، سافر رئيس الموساد دافيد برنياع على وجه السرعة إلى الدوحة من أجل إبلاغ رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بموقف اسرائيل بشأن محور فيلادلفيا، الذي يمتد على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة.

وقال مصدر مطلع على المفاوضات لصحيفة “هآرتس” إن الاقتراح الأميركي النهائي سيدعو إلى بقاء عدد مخفض من القوات الإسرائيلية في المحور في المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع ثم الانسحاب في المرحلة الثانية، على ما يبدو وفقا للإطار الذي قدمته الولايات المتحدة في نهاية شهر مايو.

وفي خطاب ألقاه على الهواء مباشرة يوم الاثنين، زعم نتنياهو أن السماح للقوات بالانسحاب من الشريط الحدودي الذي يبلغ طوله 14 كيلومترا سوف يؤدي إلى تهريب الأسلحة، إلى جانب المعدات اللازمة لصنع الأسلحة وحفر الأنفاق، مرة أخرى إلى القطاع وإمكانية تهريب الرهائن للخارج.

وقال نتنياهو إن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا في المستقبل المنظور، ووصف وجودها هناك بأنه أمر بالغ الأهمية لمنع حماس من إعادة التسلح وتنفيذ هجوم ضخم مرة أخرى على إسرائيل مثل الهجوم المدمر في السابع من أكتوبر الذي بدأ الحرب الجارية في غزة. وقال نتنياهو إن الحفاظ على السيطرة على المحور “حيوي” لمستقبل إسرائيل. وبينما كان غامضًا بشأن الشروط طويلة الأجل للسيطرة الإسرائيلية، أشار إلى أن ذلك سيشمل وجودًا على الأرض.

لكن في الأيام الأخيرة، أبلغ المفاوضون الإسرائيليون الوسطاء أن إسرائيل مستعدة لتقليص وجودها العسكري في المحور في المرحلة الأولى من اتفاق من ثلاث مراحل قيد المناقشة والانسحاب الكامل في المرحلة الثانية، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة العامة “كان”، نقلا عن مسؤول مشارك في المحادثات.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي في القدس في 2 سبتمبر 2024. (Chaim Goldberg/ Flash90)

وذكرت صحيفة “هآرتس” أن رئيس المفاوضات برنياع أبلغ الوسطاء في الدوحة باستعداد إسرائيل للانسحاب من المحور، شريطة استيفاء متطلبات تشغيلية حددتها إسرائيل. وكانت تقارير سابقة قد ذكرت أن هذه المتطلبات تشمل معدات مراقبة تحت سيطرة إسرائيل، فضلا عن جدار تحت الأرض بتمويل أميركي لمنع تهريب الأسلحة.

والجدير بالذكر أن مكتب نتنياهو لم ينفي هذه التقارير، بل أصدر بيانا مساء الثلاثاء زعم فيه أن مجلس الوزراء الأمني ​​لم يناقش بعد المرحلة الثانية من الصفقة.

وقال مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن اسمه لصحيفة “هآرتس” إن “نتنياهو وافق منذ فترة طويلة على الانسحاب الكامل للجنود من محور فيلادلفيا والإخلاء الكامل للقوات”.

وقال المسؤول إن تصرفات نتنياهو الأخيرة تسببت في “الكثير من الضرر للمفاوضات”.

وأضاف أن مؤتمر نتنياهو الصحفي مساء الاثنين كان يهدف إلى “تعطيل الاتفاق لأسباب سياسية. ولولا ظهور هذه المطالب فجأة، لكانت الصفقة قد تم التوصل إليها منذ فترة طويلة”.

رئيس الموساد دافيد برنياع يتحدث خلال القمة العالمية للمعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في مدينة هرتسليا بوسط البلاد، 10 سبتمبر، 2023. (Gil Cohen-Magen/AFP, File)

وأصدرت وزارة الخارجية المصرية يوم الأربعاء بيانا ترفض فيه تصريحات نتنياهو بشأن ضرورة احتفاظ إسرائيل بالسيطرة على الحدود بين مصر وغزة إلى أجل غير مسمى.

وقالت الوزارة في بيان لها إن “القاهرة ترفض تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتعتبره مسؤولا عن زيادة التوترات في المنطقة”.

ورفض البيان المصري أيضا ادعاءات نتنياهو بأن القاهرة سمحت لحماس بتهريب الأسلحة من شبه جزيرة سيناء إلى غزة، واتهم رئيس الوزراء بمهاجمة مصر من أجل صرف انتباه الرأي العام الإسرائيلي عن الانتقادات المتزايدة لتعامله مع الحرب.

صورة لمدينة رفح جنوب قطاع غزة من محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، 16 يوليو، 2024. (Emanuel Fabian/Times of Israel)

وقالت الولايات المتحدة الثلاثاء إن إسرائيل وافقت على المقترح الأخير، والذي يتطلب من الجيش الإسرائيلي الانسحاب من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية على طول محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع من الاتفاق.

وتركت تصريحات المتحدثين باسم إدارة بايدن الباب مفتوحا أمام إمكانية بقاء القوات الإسرائيلية في أجزاء أخرى من المحور غير المتاخمة للمناطق المكتظة بالسكان على طول الحدود بين مصر وغزة.

وبعد أن قال الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد إنه قريب من تقديم اقتراح نهائي للجانبين بحلول نهاية الأسبوع، ذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية “كان” أن واشنطن تخطط للقيام بذلك بحلول يوم الجمعة.

حشود كبيرة من الإسرائيليين تدعو إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 1 سبتمبر 2024. (Chaim Goldberg / Flash90)

وقالت مصادر لم تكشف هويتها لصحيفة هآرتس إن الاقتراح الأميركي سيكون نهائيا، مع عدم استعداد الإدارة الأميركية لإجراء أي تعديلات. وأضافت المصادر أنه في حالة عدم التوصل إلى اتفاق، فمن المتوقع أن تنتهي المفاوضات.

وذكر موقع “والا” الإخباري أن رئيس الوزراء القطري آل ثاني طلب من رئيس الموساد برنياع حث نتنياهو على إظهار المزيد من المرونة في العديد من القضايا الرئيسية، بما في ذلك محور فيلادلفيا، خلال اجتماعهما.

وقال مسؤول إسرائيلي لموقع “واللا” إن الاقتراح الأميركي سيتضمن بنودا تثير استياء إسرائيل وحماس على حد سواء، وسيتم دفع الجانبين إلى قبوله.

اقرأ المزيد عن