إسرائيليون لصحيفة نيويورك تايمز: الخطة الأصلية كانت شن ضربة كبيرة على أهداف عسكرية بالقرب من طهران وخارجها
يستشهد تقرير أيضا بمسؤول إسرائيلي قال إن سلاح الجو الإسرائيلي دمر صاروخا ثانيا أطلق على بطارية صواريخ مضادة للطائرات إيرانية وهو في طريقه، بمجرد أن أصاب الصاروخ الأول هدفه
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم الاثنين نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن خطة إسرائيل الأصلية للانتقام من إيران تضمنت ضربة أوسع بكثير على أهداف عسكرية، بما في ذلك بالقرب من طهران.
وقالت الصحيفة “كان سيكون من الصعب للغاية على إيران التغاضي عن مثل هذا الهجوم الواسع والمدمر، مما يزيد من فرص شن هجوم مضاد إيراني قوي”.
وكما تردد على نطاق واسع، أوقفت إسرائيل خطط الرد الفوري على الهجوم المباشر غير المسبوق الذي شنته إيران يومي 13 و14 أبريل عندما أصبح من الواضح أن إسرائيل أحبطت معظم الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية بمساعدة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وبعد مكالمة هاتفية تلك الليلة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
واختارت إسرائيل في نهاية المطاف ردا أخف، تم تنفيذه ليلة الخميس-الجمعة، وسط ضغوط دبلوماسية مكثفة لتجنب تصعيد الأعمال العدائية المباشرة.
ونقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وغربيين، قالت الصحيفة أيضًا إن إسرائيل أطلقت “عددا صغيرا من الصواريخ” من طائرات متمركزة على بعد مئات كيلومترات غرب إيران، وأطلقت أيضا طائرات هجومية مسيّرة صغيرة، تُعرف باسم المروحيات الرباعية، “لإرباك الدفاعات الجوية الإيرانية”.
وقال التقرير إن صاروخا واحدا أصاب بطارية مضادة للطائرات في جزء مهم استراتيجيا بوسط إيران – وكانت الروايات السابقة قد أشارت إلى أن هذا كان جزءا من منظومة الدفاع الجوية S-300 في منشأة نطنز النووية – بينما انفجر صاروخ آخر في الجو.
ونُقل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن سلاح الجو دمر الصاروخ الثاني “بمجرد أن أصبح من الواضح أن الأول قد وصل إلى هدفه، لتجنب التسبب في أضرار جسيمة”. كما نقلت الصحيفة عن مسؤول غربي قوله إن الصاروخ الثاني ربما “تعطل ببساطة”.
ونقلا عن مسؤولين إسرائيليين، قالت الصحيفة إن إسرائيل خططت في البداية شن الهجوم ليلة الاثنين، 15 أبريل، لكنها انسحبت في اللحظة الأخيرة خوفا من أن يقوم حزب الله قد “بتكثيف ضرباته على شمال إسرائيل”.
ولم يشر التقرير إلى ما إذا كان هذا التقييم قد تغير أو لماذا تغير قبل بدء الضربة ليل الخميس والجمعة.
ولم تعترف إسرائيل رسميا بمسؤوليتها عن الهجوم الانتقامي، على الرغم من أن العديد من قادتها أشاروا إلى مسؤوليتها. وقد قللت إيران من أهمية الرد ولم تلوم إسرائيل بشكل مباشر، وهو ما قالت الصحيفة أنه يشير إلى “إحجام إيراني عن الرد”.
ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين وغربيين قولهم إن إسرائيل مقتنعة بأن هجومها المزعوم يوم الجمعة أظهر لطهران أن إسرائيل تمتلك مجموعة متنوعة من الأساليب المتقدمة للغاية لضرب مواقع استراتيجية في عمق الأراضي الإيرانية، بما في ذلك المفاعل النووي في نطنز.
ولم يرد الجيش على التقرير.
وكان الهجوم الإيراني في 13 و14 أبريل وهو هجوم مباشر غير مسبوق تم فيه إطلاق حوالي 350 صاروخا باليستيا وصواريخ مجنحة وطائرات مسيّرة على إسرائيل، ردًا على غارة جوية إسرائيلية مزعومة في الأول من أبريل على مجمع السفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، والتي أسفرت عن مقتل سبعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني، بينهم جنرالان.
وقال تقرير “نيويورك تايمز” إن إسرائيل اعتقدت في البداية أن إيران لن ترد بقوة على الغارة في دمشق، نظرا لتنفيذ هجمات مماثلة في الماضي دون عواقب تذكر.
وتم التصدي لحوالي 99% من وابل الصواريخ والطائرات الإيرانية – وهو الأكبر من نوعه في التاريخ العسكري، وفقا للصحيفة – على الرغم من إصابة فتاة بدوية تبلغ من العمر 7 سنوات في جنوب إسرائيل بجروح خطيرة، وألحقت أضرار طفيفة في قاعدة نيفاتيم الجوية خارج بئر السبع.
وظهرت حرب الظل المستمرة منذ عقود بين إسرائيل وإيران إلى العلن بعد ما يقرب من ستة أشهر من الحرب في قطاع غزة، حيث شنت إسرائيل هجوما غير مسبوق بعد أن اقتحم الآلاف من مسلحي حماس جنوب البلاد في 7 أكتوبر حيث قتلوا ما يقارب من 1200 شخص، واحتجزوا أكثر من 250 رهينة.
كما يهاجم وكلاء إيران في لبنان واليمن إسرائيل منذ 7 أكتوبر أيضا، بحجة دعم الفلسطينيين في غزة. ويتلقى حكام حماس في غزة أيضا الدعم المالي واللوجستي من إيران.