إرسال مسؤول إماراتي رفيع المستوى لتحذير نتنياهو من أزمة محتملة
أعرب خلدون المبارك في لقاءاته مع رئيس الوزراء والرئيس عن قلقه بشأن معاملة الفلسطينيين، وحذر من أن زلة إسرائيلية خلال شهر رمضان قد تقوض اتفاقات إبراهيم
التقى مسؤول كبير في حكومة الإمارات العربية المتحدة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع، وحذره بحسب ما ورد من أن سلوك الحكومة الإسرائيلية يوتر العلاقات بين البلدين.
أفادت قناة “كان” العامة أن رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان أرسل مستشاره الرفيع خلدون المبارك من أجل إيصال رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية بشأن معاملتها للفلسطينيين.
ونقل عن المبارك قوله لنتنياهو: “توجه هذه الحكومة يتعارض تماما مع اتفاقات إبراهيم”.
“تصرفات الحكومة الإسرائيلية تعرض أي تقدم محتمل [في العلاقات] مع الإمارات والدول العربية الأخرى للخطر. بعض السياسيين [الإسرائيليين] يدعمون العنف. هذا يتعارض مع روح اتفاقيات إبراهيم والممارسات الحالية، ويعرض الاستقرار الإقليمي للخطر”، أضاف.
في أعقاب الهجوم الذي أسفر عن مقتل شقيقين إسرائيليين في بلدة حوارة الفلسطينية بالضفة الغربية في فبراير، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، مرددًا دعوات عضو كنيست آخر من اليمين المتطرف، إنه يجب “محو” البلدة. وتراجع في وقت لاحق عن التعليق، ولكن ليس قبل أن تتدفق الإدانات من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من أبو ظبي.
وقال المبارك، الذي التقى أيضا بالرئيس إسحاق هرتسوغ، لنتنياهو إن “تصعيد” حكومته ضد الفلسطينيين يخلق عدم استقرار إقليمي و”يصب لصالح المتطرفين”، الذين قال إنهم يبحثون عن أي عذر للمواجهات، بحسب التقرير.
وتم التركيز بشكل خاص على الحرم القدسي خلال شهر رمضان المبارك، الذي بدأ يوم الخميس، حيث حذر المبارك رئيس الوزراء من أن أي زلة إسرائيلية قد تضر بالعلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، حسبما أفاد موقع “واينت” الإخباري.
وأقيمت العلاقات بين إسرائيل والإمارات في عام 2020 ضمن اتفاقيات إبراهيم، التي تمت بوساطة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ووفقا لتقرير القناة 12، حذر المبارك نتنياهو من أن عدم الاستقرار سيكون له تأثير ضار على الاستثمارات المالية الإماراتية في إسرائيل.
ونقل عنه قوله: “الأوضاع لا تبدو جيدة وقد يؤثر ذلك على استثماراتنا”.
ورد مكتب رئيس الوزراء على ذلك بأن التقرير “غير دقيق”، وأضاف أن “رئيس الوزراء يقود العلاقات الخارجية لإسرائيل بمسؤولية”.
وكان من المقرر أن يقوم نتنياهو بأول زيارة رسمية له إلى أبو ظبي في يناير، لكن آل نهيان ألغى الزيارة بعد أن زار وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير الحرم القدسي، ما وصفته الإمارات بـ”اقتحام [الوزير] لباحة المسجد الأقصى”.
ولم تتم إعادة دعوة نتنياهو إلى أبو ظبي منذ ذلك الحين، وأبلغ رئيس الوزراء أعضاء حكومته أنهم محظورون من زيارة الدولة الخليجية حتى أن يقوم بزيارة رسمية للعاصمة الإماراتية، حسبما أفادت القناة 12.
وورد إن نتنياهو فرض حظرا مماثلا فيما يتعلق بزيارة الولايات المتحدة، التي لم توجه بعد دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي للقيام بزيارة رسمية. وقد أثارت الحكومة الإسرائيلية مرارًا غضب إدارة بايدن، التي استدعت يوم الثلاثاء السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايك هرتسوغ لعقد اجتماع مفاجئ نادر.
وفي حين أن هذا الاجتماع كان مرتبطًا بشكل مباشر بموافقة الكنيست على إلغاء جزء من قانون فك الارتباط لعام 2005، والذي قالت الولايات المتحدة إنه يتعارض مع الاتفاقات السابقة التي تم التوصل إليها بين البلدين، قال مسؤول أمريكي لتايمز أوف إسرائيل إن الاجتماع يأتي ردا على سلسلة من الحوادث، بما في ذلك الإصلاح القضائي المثير للجدل، وتوسيع مستوطنات الضفة الغربية، والتصريحات التحريضية التي أدلى بها سموتريتش وأعضاء آخرين في الحكومة.