إردوغان يهاتف هرتسوغ لمناقشة التوترات في الحرم القدسي
في المكالمة الهاتفية، الرئيس الإسرائيلي يؤكد التزام بلاده بالوضع الراهن في خضم مواجهات في الموقع المضطرب، ويهاجم إيران لانخراطها في "حملة على عدة جبهات" لتقويض الاستقرار الإقليمي
هاتف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نظيره الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ ليل السبت للإعراب عن مخاوفه في خضم توترات متصاعدة في القدس والضفة الغربية في الأسبوع الأخير، في الوقت الذي شهدت فيه إسرائيل سلسلة من الهجمات أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص في نهاية الأسبوع.
بحسب بيان صادر عن مكتب هرتسوغ، فإن إردوغان هو من أجرى المكالمة الهاتفية وقدم تعازيه للمواطنين الإسرائيليين في هجومين منفصلين وقعا يوم الجمعة في الضفة الغربية، حيث قُتلت شقيقتان وأصيبت والدتهما إصابة حرجة، وفي تل أبيب، حيث لقي سائح إيطالي مصرعه في هجوم دهس مفترض.
جاءت المكالمة في الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون بشهر رمضان، والذي يتزامن هذا العام أيضا مع عيد الفصح اليهودي. وهنأ إرودغان هرتسوغ وشعب إسرائيل بعيد الفصح، ورد الرئيس الإسرائيلي متمنيا شهر رمضان كريم.
في إسرائيل، يتصاعد التوتر عادة خلال شهر رمضان بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين، وخاصة في القدس والضفة الغربية.
تصاعدت التوترات هذا الأسبوع في أعقاب اشتباكات في الأقصى، تلاها إطلاق صواريخ من قبل حركة “حماس” في غزة، والتي ردت عليها إسرائيل بشن غارات جوية، وإطلاق وابل من الصواريخ من لبنان يوم الخميس – الذي يُعتقد أيضا أن جماعات تابعة لحماس في جنوب لبنان تقف من ورائه – وكذلك إطلاق صواريخ من سوريا ليل السبت، بالإضافة إلى إطلاق طائرة مسيرة يُشتبه أنها إيرانية من سوريا في وقت سابق من الأسبوع.
يوم الخميس، قالت الشرطة إنها دخلت المسجد الأقصى بعد أن تحصن شبان ملثمون في داخله مع مفرقعات وهراوات وحجارة ورفضوا الخروج منه بشكل سلمي. ويبدو أن الشرطة اعتقدت أن المجموعة تعتزم الاعتداء على يهود خلال زيارتهم إلى الحرم القدسي عشية عيد الفصح اليهودي.
وانتشر مقطع فيديو يظهر الفلسطينيين وهم يتعرضون للضرب على أيدي عناصر الشرطة في المسجد مثيرا غضبا في العالم الإسلامي. وقالت الشرطة ردا على المشاهد التي ظهرت في التسجيل إنها تعرضت لإطلاق نار مباشر.
في مكالمة مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يوم الجمعة، قال إردوغان: “ينبغي على العالم الإسلامي أن يتحد ضد الاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين”.
المحادثة مع عدو إسرائيل اللدود، إيران، الداعمة لحركة حماس ولمنظمة “حزب الله” اللبنانية، تمثل على الأرجح تحديا لعلاقات اسرائيل مع أنقرة التي أستؤنفت حديثا.
وجاء في البيان التركي بشأن المكالمة مع رئيسي، “مؤكدا على ضرورة أن تسود الفطرة السليمة لمنع تصاعد دوامة جديدة من العنف، قال إردوغان إنه سيكون من المفيد اتخاذ مبادرات لتوجيه جميع الأطراف باتجاه الفطرة السليمة”، دون الخوض في تفاصيل.
في المكالمة مع هرتسوغ السبت، أكد الرئيس الإسرائيلي التزام بلاده بالحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي، وفي المواقع المقدسة بشكل عام، بحسب البيان الإسرائيلي.
وقال هرتسوغ للرئيس التركي إن “إيران، من خلال وكلائها، بما في ذلك حماس، تقود حملة على عدة جبهات تهدف إلى تقويض الاستقرار الإقليمي وتستخدم الإرهاب القائم على التحريض الديني، مع التركيز على الوضع في القدس”.
وأشار رئيس الدولة إلى “التقارير المتحيزة والكاذبة في وسائل الإعلام الناطقة بالعربية، وأعطى كمثال على ذلك نشر مقاطع فيديو مزيفة وقديمة لتشجيع التحريض، مما يؤدي إلى الإرهاب”.
في البيان التركي، الذي أورده الموقع الإلكتروني لصحيفة “هآرتس”، أثار إرودغان مسألة “اعتداء القوات الإسرائيلية على المسجد الأقصى” يوم الثلاثاء، و”نهج [إسرائيل] المتشدد تجاه المصلين في الأماكن المقدسة”.
وقال إردوغان لهرتسوغ إن المسلمين لن يجلسوا صامتين “في وجه الاستفزازات والتهديدات على مكانة وروحانية الأقصى”، مضيفا أنه “لا ينبغي السماح لأحداث كهذه، التي تحدث في كل رمضان، بإملاء مصير المنطقة بأسرها”.
وأضاف أن تركيا “على استعداد للمساعدة في خطوات من أجل تحقيق العدالة والسلام المستدامين”.
بموجب ترتيب يتم العمل به منذ عقود تحت وصاية الأردن، يُسمح لليهود وغيرهم من غير المسلمين بزيارة الحرم القدسي – بموجب قيود عديدة وخلال ساعات محددة فقط – ولكن لا يجوز لهم الصلاة هناك. يشار إلى هذا الترتيب عادة باسم “الوضع الراهن”. في السنوات الأخيرة، قامت شخصيات دينية يهودية، بما في ذلك أعضاء في الائتلاف الحاكم الجديد، بزيارة الموقع بشكل متزايد وطالبوا بمنح حقوق صلاة متساوية لليهود هناك، مما أثار حفيظة الفلسطينيين والمسلمين في جميع أنحاء العالم.