إدانة ضابطة سابقة في حرس الحدود بالإعتداء على فلسطينية من القدس الشرقية
وجدت المحكمة أن أوريان بن خليفة استخدمت القوة دون تصريح في الاشتباك مع حلا سليم، وشدها من شعرها وهزها؛ تمت تبرئة المتهمة من تهمة إعاقة سير العدالة
أدينت ضابطة سابقة في حرس الحدود يوم الثلاثاء بتهمة الاعتداء على امرأة من القدس الشرقية عندما كانت لا تزال في الخدمة، بشما يشمل نزع حجاب المرأة عن رأسها، وخنقها دون سبب.
وجدت محكمة الصلح في القدس أن أوريان بن خليفة مذنبة بالاعتداء، لكنها برأتها من تهمة إعاقة سير العدالة، مشيرة إلى طريقة تنفيذ قسم التحقيقات الداخلية بالشرطة الفوضوية للتحقيق.
وانتقد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، والمسؤول عن الشرطة، حكم القاضية، قائلا إن الحكم “ليس نهائيا” وأنه سيتصل بالشرطة لمعرفة ما يمكن فعله من أجل بن خليفة.
وتجمع حشد خلال الجلسة خارج مبنى المحكمة لدعم الضابطة السابقة، ومن بينهم عضو الكنيست عن حزب الليكود نسيم فاتوري.
ووجدت القاضية جويا سكابا شابيرو أنه في ما بدأ كمشاجرة لفظية، سارعت بن خليفة “في الرد بقوة ودفع مقدمة الشكوى عدة مرات. لم يكن هناك تصريح لاستخدام القوة، ودفع الضحية لم يكن غير ضروري فحسب، بل أشعل أيضًا حادثا عنيفا أكثر خطورة”.
وأصيبت حلا سليم برضوض في رقبتها في الاشتباكات الناتجة، لكن المحكمة قالت أنه لا توجد أدلة كافية لإثبات ما إذا كانت العلامات قد حدثت عندما كانت بن خليفة تتصرف بطريقة غير مصرح بها، أو خلال اللحظات التي قاومت فيها سليم الاعتقال، عندما كان يحق للضابطة استخدام القوة.
كما انتقدت سكابا شابيرو وحدة التحقيقات الداخلية بالشرطة لتعاملها مع القضية، مشيرة إلى الوقت الطويل الذي مرة حتى استدعاء شهود من عائلة الضحية للإدلاء بشهادتهم، وطريقة إجراء الاستجواب، وعدم وجود ضباط من وحدة الدوريات الخاصة بالشرطة، على الرغم من أن بعضهم يظهر في فيديو للاشتباك.
وبثت القناة 13 العام الماضي مقطع فيديو يظهر بن خليفة وهي تصرخ وتعامل الفلسطينية بعنف في مركز الشرطة، وتم نشر المقطع على وسائل التواصل الاجتماعي.
A TV report published by the Israel Channel 13 shows an Israeli police officer violently assaulting a Palestinian girl after detaining her in Jerusalem.
The police officer called Oriane Ben Khalifa, she was accused of attacking the Palestinian in Jerusalem & taking off her hijab pic.twitter.com/gkyH9JvHGc
— V PALESTINE ???????? (@V_Palestine20) January 26, 2022
وفقا لوثائق المحكمة، وقعت حادثة 4 نوفمبر 2021 عندما كانت بن خليفة متمركزة عند حاجز أقيم عند باب الأسباط في البلدة القديمة في القدس. ووصلت سليم مع شقيقها إلى الحاجز وطلبوا السماح لهم بالمرور، ما رفضته بن خليفة.
وأصرت سليم على أنها بحاجة إلى المرور، وفي لحظة ما دفعتها بن خليفة إلى الخلف. ومع استمرار التدافع، تطور الشجار وعندما تدخل شقيق سليم، أمسكته بن خليفة من رقبته وقميصه. ثم حاولت سليم التدخل وحدث اشتباك جسدي بينها وبين الضابطة. أمسكت بن خليفة حجاب المرأة، وخلعته، وشدت شعرها وضربتها أيضًا على رأسها وطرحتها على الأرض. ووجدت المحكمة أنه حتى تلك اللحظة، كانت بن خليفة تستخدم القوة الجسدية دون تصريح.
وثم حاولت بن خليفة رفع سليم عن الأرض لاعتقالها، لكن سليم قاومت ذلك. ووصل ضباط آخرون وتم رفع سليم على قدميها، وعند هذه النقطة سحبتها بن خليفة إلى مركز الشرطة القريب من رقبتها وشعرها. وفي مركز الشرطة، دفعت الضابطة سليم بعنف على كرسي، وخنقتها وهزها وصرخت عليها رغم طلبات المشتبه بها المتكررة لها بالتوقف. ولاحظت المحكمة أنه منذ لحظة رفع سليم عن الأرض في الخارج، توقفت عن مقاومية الاعتقال ولم تحاول الفرار من مركز الشرطة.
واستخدام القوة ضد كان مصرحا فقط بينما كانت المشتبه بها تقاوم الاعتقال.
وفي تقرير حول الحادثة، كتبت بن خليفة أن سليم هاجمتها أولاً، وهو ادعاء اعتبرته المحكمة كاذباً. ونتيجة لذلك، احتُجزت المرأة طوال الليل في مركز الشرطة للاشتباه في اعتدائها على ضابط شرطة.
وتم تقديم لائحة اتهام ضد بن خليفة في يناير 2022.
“المتهمة امرأة شابة ذات طموحات تقليدية، كرست جزءًا كبيرًا من حياتها الراشدة لخدمة الدولة ومواطنيها، وفشلت وانحرفت عن أداء الواجب أثناء نشاط عملياتي في ظل ظروف صعبة وفي منطقة حساسة. على الرغم من أن هذه النقاط لا تعفيها من الذنب، إلا أنه سيتم النظر فيها والتعبير عنها في سياق الحكم”، قال القاضي يوم الخميس.
وقال إيال بيسيرجليك، محامي بن خليفة، إنه سيدرس القرار لتقديم استئناف بعد الحكم.
وقال “ما من شك في أن الأدلة تستدعي الحكم بالبراءة، وهذه هي الطريقة التي سنتصرف بها”.
وانتقد الوزير بن غفير، زعيم حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف، القاضية وأشار إلى أنه في قضية سابقة، برأت ضابط شرطة قام بلكم صبي يهودي متشدد في القدس لأنه تصرف في خضم اللحظة.
“على أي حال، بالنسبة لي، فإن الحكم، الذي ليس نهائيا وقاطعا، ليس الكلمة الأخيرة في خدمة الضابطة في الشرطة، وبالتأكيد بعدما تمت تبرئتها من الجرائم الخطيرة”، قال بن غفير، المحام الذي عمل قبل دخول السياسة في الدفاع عن اليهود الذين يهاجمون الفلسطينيين.
وقال: “سأدرس الحكم وسأطلب من مفوض [الشرطة] وقائد حرس الحدود صياغة موقفهم، ومن ثم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن الضابطة”.