إدانة السناتور الديمقراطي روبرت مينينديز بالفساد خلال محاكمته في نيويورك
اتُهم السناتور الديمقراطي بقبول سبائك ذهب ومئات آلاف الدولارات لتقديم خدمات لرجال أعمال لهم صلات بمصر وقطر
أ ف ب – دانت هيئة محلفين يوم الثلاثاء السناتور الأميركي البارز روبرت مينينديز بالفساد بعد العثور على سبائك ذهب ومئات آلاف الدولارات نقدا في منزله، كما أعلن مدعون ما أدى الى دعوات لاستقالته.
واتُهم السناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرزي البالغ 70 عاما بالابتزاز وعرقلة سير العدالة وقبول رشى لتقديم خدمات لرجال أعمال لهم صلات بمصر وقطر، وسيصدر الحكم بحقه في 29 اكتوبر.
وعد مينينديز باستئناف الحكم.
وقال متحدث باسم مكتب المدعي العام للمنطقة الجنوبية من نيويورك إن إجمالي التهم تحمل عقوبة محتملة قصوى تصل الى السجن لمدة 222 عاما.
شملت التهم التي أدين بها مينينديز بعد أقل من ثلاثة أيام من مداولات هيئة المحلفين، التآمر لارتكاب أعمال فساد والعمل كعميل أجنبي أثناء كونه موظفا عاما وعرقلة سير العدالة.
وقال مينينديز أمام المحكمة: “لم أكن أبدًا سوى شخص وطني لبلدي ومن أجل بلادي. لم أكن أبدا عميلا اجنبيا”.
مينينديز الذي قال في يونيو إنه سيترشح كمستقل في انتخابات نوفمبر، هو سياسي محنك وكان يتولى رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ التي تحظى بنفوذ الى حين بدء ملاحقته قضائيا. لا يزال عضوا في مجلس الشيوخ.
ودعا زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وهو ديموقراطي مثله، مينينديز الى الاستقالة.
وقال شومر: “في ضوء الإدانة، يجب أن يقوم السناتور مينينديز بما هو صائب لناخبيه ومجلس الشيوخ وبلدنا، ويقدم استقالته”.
سناتور “للبيع”
ذكرت شبكة CNN أن مينينديز هز رأسه أثناء ادلاء الحكم.
واعتبر ممثلو الادعاء أن مينينديز عرض سلطته بصفته أحد كبار أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي “للبيع”.
وقال المدعي الأميركي داميان وليامز أمام المحكمة “لم تكن هذه سياسة عادية، كانت سياسة من أجل الربح. والآن بعد أن أدانت هيئة المحلفين بوب مينينديز، وصلت السنوات التي قضاها في بيع مكتبه لمن يدفع أعلى سعر، الى نهايتها أخيرا”.
في مداهمة لمنزله في نيوجيرزي، أشير الى ان عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) عثروا على حوالى 500 ألف دولار نقدا مخبأة حول المنزل بالإضافة إلى سبائك ذهب تبلغ قيمتها حوالى 150 ألف دولار وسيارة مرسيدس-بينز فاخرة.
كما تم توجيه الاتهام إلى زوجته نادين مينينديز، التي يسعى محامو الدفاع إلى إلقاء اللوم عليها، لكنها ستحاكم بشكل منفصل لأنها تتلقى العلاج من سرطان الثدي.
أُدين مينينديز إلى جانب اثنين من رجال الأعمال الذين تشير المعلومات الى انه ساعدهم- المصري الأميركي وائل حنا وفريد دعيبس وهو مطور عقاري.
اعترف رجل أعمال ثالث وهو وسيط التأمين خوسيه أوريبي بتهم الرشوة في شهر مارس وساعد المحققين.
أشارت معلومات إلى أن مينينديز تدخل في تعيين مدع عن نيوجيرزي في محاولة لضمان إسقاط الإجراءات ضد دعيبس وأوريبي.
وهو متهم أيضا بقبول رشاوى لاستخدام سلطته ونفوذه لإثراء المتآمرين معه وإفادة حكومة مصر بما يشمل مساعدة حنا على حماية احتكاره للصادرات الأميركية من المنتجات الغذائية الحلال إلى البلاد.
وقال ممثلو الادعاء إن حنا ودعيبس يواجهان السجن لمدة 85 عاما و100 عام على التوالي.
وقال حاكم ولاية نيوجيرزي فيل مورفي: “أكرر دعوتي للسناتور مينينديز إلى الاستقالة فورا بعد إدانته بتعريض الأمن القومي للخطر”، مشيرا إلى ان مجلس الشيوخ يجب ان يقيله في حال رفض القيام بذلك.
وقالت كريستي كورتيس مساعدة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) الميداني في نيويورك للصحافيين أمام المحكمة، إن “تحقيقات الفساد العام مثل هذه تؤدي الى محاسبة قادتنا وتضمن أنهم يخدمون المصلحة العامة”.